الأربعاء 2024/08/21

آخر تحديث: 12:33 (بيروت)

مهندسة غزاوية تستخدم أدوات بسيطة لتحلية المياه

الأربعاء 2024/08/21
مهندسة غزاوية تستخدم أدوات بسيطة لتحلية المياه
أوكسفام: نقص المياه النظيفة له آثار خطيرة، إذ أصيب 26% من سكان غزة بأمراض خطيرة تسهل الوقاية منها
increase حجم الخط decrease
كل قطرة من الماء ثمينة في قطاع غزة الذي مزقته الحرب ودمرت بنيته التحتية، ما يجعل مرشح تحلية المياه، الذي يعمل بالطاقة الشمسية وابتكرته المهندسة إيناس الغول، كنزاً، في ظل شح المياه والشمس الحارقة.

وتستخدم الغول في مشروعها الصغير ألواحاً خشبية من صناديق المساعدات القليلة التي تدخل غزة ومن ألواح زجاجية حصلت عليها من شبابيك المنازل المهجرة بعد أكثر من عشرة أشهر من الحرب، وحولتها إلى حوض مائي. وتسمح هذه التقنية للمياه المالحة بالتبخر من الحوض عبر تسخينها مثلما يحدث داخل الصوبة الزراعية (البيوت الدفيئة) بفضل الألواح الزجاجية مما يسمح بتقطير الماء وركود الملح في قاع الحوض، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

وينقل الماء المتبخر عبر خرطوم أسود إلى حاويات أخرى مملوءة بالفحم المنشط لإزالة الشوائب. وقالت الغول (50 عاماً) بعدما شربت كوباً من المياه المفلترة في منزلها بخان يونس جنوب قطاع غزة: "إنه جهاز بسيط جداً، طريقة عمله بسيطة وتصنيعه بسيط". وأضافت: "لا يحتاج إلى كهرباء أو فلاتر أو خلايا شمسية، يعمل على الطاقة الشمسية فقط" وهي وفيرة في قطاع غزة حيث تسطع الشمس 14 ساعة يومياً خلال الصيف وثماني ساعات في الشتاء.

أتى المشروع فيما يُحرم الغزّيون من الحصول على احتياجاتهم حتى البسيطة من الكهرباء بعدما توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع وانقطعت امدادات الكهرباء التي كانت إسرائيل تزود القطاع بها. وتفاقمت الأزمة الإنسانية بسبب نقص إمدادات الوقود لأن محطة تحلية المياه في غزة لا تعمل إلا بجزء صغير من طاقتها، ما يحرم السكان من المياه.

وقال محمد أبو داوود، وهو نازح من غزة كان يجلس تحت ظل شجرة ويتصبب عرقاً، أن اختراع الغول "جاء في الوقت المناسب". وأضاف: "استطعنا الاعتماد عليه لنحصل على مياه صالحة للشرب مدة شهرين تقريباً".

ويوفر المشروع مساعدة عاجلة للمستفيدين منه، علماً أن متوسط المياه المتوافرة لسكان غزة حالياً يبلغ 4,74 لتراً يومياً للفرد. وهذه النسبة "أقل من ثلث الحد الأدنى الموصى به في حالات الطوارئ"، حسبما أوضحت منظمة "أوكسفام" في تموز/يوليو الماضي، فيما تمثل هذه النسبة انخفاضاً بنسبة 94% منذ اندلاع الحرب.

ولطالما عانى السكان في قطاع غزة من شح المياه قبل الحرب وكانت غالباً غير صالحة للشرب. وتقول المنظمات الإنسانية أن سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة يعتمدون بشكل أساسي على المياه الجوفية الملوثة والمستنزفة إلى حد كبير.

وفي المدرسة الواقعة قرب منزل الغول، حيث نزح أبو داوود، أصبحت العائلات النازحة تعتمد على نظام تحلية المياه وتأتي لتعبئة العبوات البلاستيكية، لكن الحوض الذي تبلغ سعته 250 لتراً، سرعان ما يفرغ ويتعين عليهم الانتظار حتى يمتلئ.

واتهمت منظمة "أوكسفام" تل أبيب باستخدام "المياه كسلاح حرب"، وحذرت من "كارثة صحية مميتة" لسكان غزة الذين نزحوا جميعهم تقريباً وبعضهم مرات عديدة. وبحسب تقديرات المنظمة فإن "الهجمات العسكرية الإسرائيلية تسببت في إتلاف أو تدمير خمسة مواقع للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي كل ثلاثة أيام منذ بداية الحرب". وأشارت المنظمة إلى أن نقص المياه النظيفة كانت له آثار خطيرة على السكان، حيث "أصيب 26% من سكان غزة بأمراض خطيرة يمكن الوقاية منها بسهولة".

وإدراكاً منها للحاجة الملحة لجهازها والخطر الدائم الذي يهدده جراء الغارات الجوية، تخرج الغول بانتظام للتحقق من أنه يعمل ولفتح الصنابير أو إغلاقها. وقالت أن الجهاز "يعالج مشكلة تملّح المياه في قطاع غزة، هو ليس فقط للحرب".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها