الخميس 2024/09/12

آخر تحديث: 14:56 (بيروت)

"إبادة تعليمية" في غزة...منصة "الدراسات الفلسطينية" توثّق

الخميس 2024/09/12
"إبادة تعليمية" في غزة...منصة "الدراسات الفلسطينية" توثّق
increase حجم الخط decrease
أطلقت "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" منصة "توثيق استهداف وتدمير التعليم في قطاع غزة"، لتقديم معلومات دقيقة ومفصلة عن المنشآت التعليمية في غزة، كالجامعات والكليات والمدارس ورياض الأطفال، وتعرضها للاستهداف والتدمير خلال الحرب، بالإضافة إلى عرضها معلومات عن ضحايا القصف الإسرائيلي من العاملين في القطاع التربوي والجامعي.

وقالت المؤسسة في بيان، أن المنصة الجديدة تهدف إلى "توثيق مخطط الاحتلال الرامي إلى تهجير سكان القطاع، عبر جعله مكاناً غير قابل للعيش والحياة، وهو ما يبدو من استهداف منازل المواطنين في أنحاء القطاع، ونزوحهم إلى أماكن متعددة، كبعض المدارس والجامعات التي تحولت إلى مراكز إيواء تستهدف ويهجر النازحون منها"، إضافة إلى "تدمير المنشآت التعليمية، واستهداف الكادر التعليمي"، ما أدى إلى "إبادة تعليمية" جدية في قطاع غزة، وهو ما يوثقه قسم "ضحايا الكوادر التعليمية" من خلال سير حياة أكثر من 100 كادر جامعي قتلوا خلال الحرب المستمرة منذ 11 شهراً.

وتقدم المنصة تحليلات لباحثين وأكاديميين متخصصين في التعليم والتربية، منشورة ضمن "أوراق السياسات"، وتضم سلسلة أوراق حول الحرب الإسرائيلية في غزة، التي تنشرها المؤسسة. تتناول هذه الأوراق الموجزة، التي كتبها باحثون متخصصون، التأثيرات العسكرية والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والإقليمية للحرب.

وتقدم الأوراق توصيات متعمقة حول الآثار الصحية والمادية والقانونية والسياسية لتدمير القطاع التعليمي، ومدونات منشورة في موقع المؤسسة، متعلقة بقطاع التعليم، و"تعليقات وتحليلات مصورة" سجلتها المؤسسة مع باحثين وخبراء في التعليم، كما تؤمن المنصة سجلاً إعلامياً يشمل التقارير والبيانات والخطابات والأخبار المتعلقة بالتعليم في القطاع، والصادرة عن الجهات الرسمية الحكومية الفلسطينية، والمنظمات الدولية المعنية، فيما يحتوي قسم "شهادات عن الحرب" على فيديوهات متعلقة بالاستهدافات التي طاولت المنشآت التعليمية.

وقالت المؤسسة أن بعض الفيديوهات صوّر في قطاع غزة حصراً لمصلحتها مع طلاب ومعلمين، وبعضها الآخر مأخوذ "من وسائل الإعلام المهنية والرصينة، ووسائل التواصل الاجتماعي بعد التأكد من صحتها". وتوثق المنصة كذلك يوميات استهداف التعليم في قطاع غزة.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" قالت في تقرير مفصل قبل أيام أن معظم أطفال غزة باتوا خارج نظام التعليم للعام الثاني على التوالي، وقال عاملون في المجال الإنساني أن الحرمان المطول من التعليم يهدد بإلحاق أضرار طويلة الأمد بأطفال غزة، فيما أوضحت المتحدثة الإقليمية باسم "يونيسيف" تيس إنغرام، أن الأطفال الأصغر سناً يعانون في نموهم المعرفي والاجتماعي والعاطفي، والأطفال الأكبر سناً معرضون لخطر أكبر من جرهم إلى العمل أو الزواج المبكر.

ومع تعثر المفاوضات لوقف القتال في الحرب بين إسرائيل و"حماس"، لا يعرف متى يمكنهم العودة إلى الفصول الدراسية، علماً أن أكثر من 90% من مباني المدارس في غزة التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، تضرر بسبب القصف الإسرائيلي، بحسب "منظمة التعليم العالمية"، وهي مجموعة من منظمات الإغاثة تقودها "يونيسيف".

ودُمّر نحو 85% من تلك المباني إلى حد يجعلها بحاجة إلى إعادة بناء شاملة، ما يعني أن الأمر قد يستغرق سنوات قبل أن تصبح صالحة للاستخدام مرة أخرى. كما دمر القصف جامعات غزة. وتزعم إسرائيل أن مسلحي "حماس" يعملون انطلاقاً من المدارس.

ولطالما كان التعليم من الأولويات القصوى لدى الفلسطينيين منذ أمد بعيد. فقبل الحرب، كان معدل الإلمام بالقراءة والكتابة في غزة مرتفعاً، وبلغ ـ نحو 98%. وعندما زارت غزة آخر مرة في نيسان/أبريل، قالت إنغرام إن الأطفال كثيراً ما أخبروها بأنهم يفتقدون المدرسة وأصدقائهم ومعلميهم. وبينما كان يصف مدى رغبته في العودة إلى الفصل، توقف أحد الأولاد فجأة في حالة من الذعر وسألها: "أستطيع العودة، أليس كذلك؟". وتابعت: "كان هذا مفجعاً بالنسبة إلي".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها