الجمعة 2024/08/02

آخر تحديث: 17:41 (بيروت)

إسرائيل تكشف سيناريوهات ردّ "الحزب": تسلل المقاتلين وحرب شاملة

الجمعة 2024/08/02
إسرائيل تكشف سيناريوهات ردّ "الحزب": تسلل المقاتلين وحرب شاملة
توقعات بأن يكون رد حزب الله متجاوزاً لقواعد الاشتباك (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
اللافت في تغطية الإعلام الإسرائيلي لكلمة أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، مساء الخميس، خلال تشييع القائد العسكري فؤاد شكر الذي اغتالته إسرائيل في غارة استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية قبل أيام، أنه كان أكثر حرصاً هذه المرة على متابعة الكلمة حرفياً، من أولها إلى آخرها، وهذا ما يُستدل عليه من إشعارات المواقع الإخبارية العبرية، ومتابعات تفصيلية لمضمون الخطاب من قبل محطات التلفزة والإذاعة.

وبمجرد انتهاء خطاب نصر الله، سارعت استديوهات الأخبار في التلفزيونات العبرية إلى تحليل مضمون رسائله، ولغة جسده، في محاولة للتنبؤ بشكل الرد المرتقب من "حزب الله" وإيران رداً على اغتيال القيادي شكر في لبنان، ورئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية على أراضي طهران، بموازاة سعيها إلى تفكيك رسائله؛ علها تفهم شكل المرحلة الجديدة التي تحدث عنها أمين عام الحزب.

تحليل صحي.. وإعلامي!
لكن المثير للسخرية في غمرة التوتر، أن مذيع التلفزيون العبري الرسمي ترك كل شيء في الخطاب، وفضل أن يكون سؤاله الاستهلالي لزميله مُركّباً، أي عن حالة نصر الله الصحية، وأهم ما تكلم به، وهو: "هل لك أن تطلعنا على أبرز ما قاله الشيخ حسن نصر الله.. وقد لاحظنا أنه كان منهَكاً؟!"

وأجاب محلل الشؤون السياسية في القناة: "نعم، هو منهك نتيجة وعكة صحية".. وكأنّ المذيع أراد فهم السبب الذي يجعل فيروس الانفلونزا أو الرشح مرهِقاً لنصر الله، وما إذا كان مصاباً بحساسية معينة تزيد صعوبة مرضه مثلاً، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى التي يُصاب فيها بالتعب من أعراض فيروس الرشح أو الانفلونزا، وقد سألت وسائل إعلام عبرية في العامين الأخيرين أكثر من مرة عن نصر الله كلما غاب بعض الوقت، فتجد الإجابة لاحقاً بأنه "مريض بالأنفلونزا".

أوامر "حزب الله"
وبعد توقف سريع عند حالته الصحية، خاض الإعلام العبري في متن الخطاب، بدءاً من بثه مقطعاً صوتياً لنفي أمين عام حزب الله للرواية الاسرائيلية بخصوص صاروخ مجدل شمس، ودحضها، ومروراً بتأكيده لحتمية الرد على إسرائيل، وقوة التنسيق مع إيران وبقية الحلفاء. 

واعتبر محللون إسرائيليون أن اللافت في كلام نصر الله هو أنه أمَر مقاتلي الحزب، رسمياً، استئناف الهجمات "الكلاسيكية" على المستوطنات والمواقع الإسرائيلية الشمالية، وذلك بعد توقف لأيام في أعقاب اغتيال القائد العسكري بالحزب فؤاد شكر. ونقل مراسل "مكان" الموجود قرب الحدود اللبنانية عن مصادر عسكرية، زعمها أن أسباب توقف عمليات الحزب لأيام، تعود إلى تأثر الحزب عملياتياً باغتيال قائده العسكري شكر، وأنه أراد ترتيب بعض الأمور العسكرية قبل عودة عملياته "المعهودة" منذ السابع من أكتوبر.

وفي هذا السياق، زعمت قنوات إسرائيلية أن أمين عام حزب الله أمر قادة الحزب بإغلاق هواتفهم، وعدم استخدامها، تحسباً من تتبعهم تكنولوجيا من إسرائيل، ورصد بياناتهم، واغتيال مَن تشاء.

"ساعات حاسمة.. وللقصة بقية"
لعل الجملتين اللتين ركز الإعلام العبري عليهما مما قاله نصر الله، هما "مرحلة جديدة" في توصيف تطورات المعركة،  و"ضحكتم قليلاً.. ستبكون كثيراً" في سبيل التهديد.

في حين، استنتج محللون إسرائيليون من حديث نصر الله، بأن التصعيد القوي على ضوء الرد الآتي من حزب الله وإيران وجبهات أخرى، سيمكث أياماً، وأن الميدان هو الحكم، رغم أن الرد ما زال يُناقش في إيران بين كافة الحلفاء، وفق الإعلام العبري.. لكن ما شغل المحللين الإسرائيليين أيضاً هو أن نصر الله قال إن الرد سيشمل "العدو ومَن خلفه"، متسائلين عن الدول المقصودة، لكنهم ظهروا "جازمين" لفرضية أنه قصد دولاً غير قبرص التي هددها في خطاب سابق.

قراءة عسكرية
أما القراءات العسكرية الإسرائيلية التي رصدها الإعلام العبري، فقد رأت أن نصر الله لم يتحدث عن تفاصيل رده المرتقب، وإنما عن أسسه وفلسفته.. معتبرة أنه قدّم "وجبة دسمة لقاعدته الشعبية التي انتظرت خطابه".. غير أنها أقرت في الوقت ذاته أنها تتوقع أن يكون رد حزب الله متجاوزاً لقواعد الاشتباك.

مع ذلك، تولى مراسلون إسرائيليون مقربون من المؤسسة العسكرية، مهمة إرسال رسائل مضادة لردع رد حزب الله وحلفائه، أو على الأقل تقليل مستوى حدته، عبر الادعاء أن "استهداف شكر ومن سبقه يدل على قدرات أمنية فائقة لدى إسرائيل، وأنها قادرة على الوصول إلى أي هدف، وأي شخص، سواء كان فوق الأرض، أو تحتها".

بينما عدّت مقالات عبرية استراتيجية أن اغتيال شكر، يندرج في سياق تصفية الحساب المفتوح بين حزب الله وإسرائيل، وأن الفصل الأول من الحساب قد انتهى، والآن بانتظار الفصل التالي، عبر رد من حزب الله وحلفائه، سيكون "متجاوزاً لقواعد الاشتباك"، ثم رد إسرائيلي لاحق. كما أشارت تحليلات عبرية إلى "أننا أمام ساعات حاسمة.. وللقصة بقية".

تأهب لـ"تسلل مقاتلين"
وبموازاة حرب الرسائل، تشير المعطيات على الأرض إلى مخاوف جدية من حلول الحرب الشاملة كأمر واقع، إذ قال المراسل العسكري الإسرائيلي، إيال عاليما، في إفادة تلفزيونية مباشرة من أمام مبنى هيئة أركان الجيش، إن الهيئة تشهد اجتماعات وتقييمات مكثفة ومستمرة من قبل كافة الأجهزة العسكرية والاستخباراتية، عنوانها "إلى أين تتجه المعركة؟.. وما سيناريوهات الرد من إيران وحزب الله والمحور كله؟".

وأكد عاليما أن الجيش في حالة تأهّب كبير "لم يسبق لها مثيل، حتى منذ 7 أكتوبر"، مشيراً إلى استنفار عالٍ جداً في "الدفاعات الجوية، والاستخبارات، وكافة التشكيلات الهجومية".
وكشف عاليما، نقلاً عن مصادر عسكرية، أن إسرائيل تستعد لكل الاحتمالات، باعتبار أن "كافة السيناريوهات مفتوحة"، بما فيها سيناريو "تسلل مقاتلي حزب الله أو حلفائه من خلال نقاط محددة إلى داخل إسرائيل، للقيام بعملية عسكرية هجومية في الداخل".

وعند سؤال عاليما لمصدر عسكري بشأن "احتمال عملية تسلل"، أجابه المصدر العسكري بالقول: "نستعد لكل شيء.. داخل إسرائيل وخارجها".


كما أشار عاليما إلى مكالمة أجراها رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، مع قائد القيادة المركزية بالجيش الأميركي في المنطقة، ركزت على التنسيق العسكري والاستخباراتي المشترك؛ لمواجهة هجوم واسع من "محور إيران"، بموازاة ضغوط دبلوماسية وسياسية تجريها أميركا لاحتواء التصعيد، حسبما قال إيال عاليما للتلفزيون العبري الرسمي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها