السبت 2024/08/24

آخر تحديث: 12:45 (بيروت)

مستشفيات غزة: خُدّج في خطر...وأطباء يعملون بأضواء الهواتف

السبت 2024/08/24
مستشفيات غزة: خُدّج في خطر...وأطباء يعملون بأضواء الهواتف
المرضى فوجئوا بأفراد الطاقم الطبي يكتبون التقارير باستخدام مصابيح هواتفهم (Getty)
increase حجم الخط decrease
يهيمن الظلام على أروقة مستشفى كمال عدوان، في بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، ولا تخرقه سوى أضواء خافتة من هواتف نقالة أو أجهزة تعمل على ما تبقى من بطاريتها، في ظل نقص حاد في الوقود.

خدمات محدودة
أخرجت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، منذ أكثر من عشرة أشهر، العديد من مستشفيات القطاع المحاصر عن العمل. أما تلك التي بقيت قيد الخدمة، فتقدّم خدمات محدودة في ظل النقص الحاد في مختلف حاجياتها.
في كمال عدوان، فوجئ أيمن زقوت الذي نُقل الى المستشفى بعد معاناته من المغص الكلوي، بأن الأطباء وأفراد الطاقم الطبي يضطرون لاستخدام مصابيح هواتفهم النقالة لكتابة التقارير الطبية، أو حتى قراءة بيانات الأجهزة القليلة التي لا تزال تعمل بما توفر من طاقة الشحن.
عانى زقوت لبلوغ المستشفى، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي وأوامر الإخلاء المتكررة، والمعارك المتواصلة. ويقول لوكالة "فرانس برس"، وهو يغالب الألم: "بصعوبة وصلت الى المستشفى. لكن كما ترون لا كهرباء ولا أي شيء". ويضيف "لا أعرف كيف سيتمّ العلاج، ربنا يعيننا".
وتواجه منشآت طبية في القطاع الفلسطيني المدمّر والمحاصر جراء الحرب، خطر التوقف الكامل عن تقديم حتى الخدمات المحدودة التي لا تزال قادرة على توفيرها، في ظل انقطاع الكهرباء والنقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.
وتثير هذه المخاوف قلقاً إضافياً على سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، والذين يعانون أصلا من أزمة انسانية حادة وتبعات النزوح المتكرر والأمراض.

أطفال أمام خطر "كارثة"
ويؤكد الطبيب محمود أبو عمشة ل"فرانس برس"، أن مستشفى كمال عدوان حيث يعمل مضطر لإعلان "توقف خدمة المرضى بالكامل نتيجة لنقص الوقود وتوقف إمداد الجهات الدولية بالوقود اللازم لتشغيل المحطة وتشغيل المستشفى". ويضيف "لدينا نقص في الأوكسجين. محطة الأوكسجين أصبحت متوقفة بالكامل".
ومنذ اندلاع الحرب، قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء عن قطاع غزة، توقفت محطة انتاج الطاقة الكهربائية الوحيدة عن العمل بسبب الحصار. وباتت شاحنات الوقود تدخل بكميات قليلة، حالها كحال بقية المساعدات الإنسانية التي تؤكد المنظمات الدولية أنها تبقى ما دون حاجات السكان.
ويبقى لمستشفى كمال عدوان ملجأ أخير على صعيد الطاقة، وإن كان محدوداً. ويقول أبو عمشة: "لا نستطيع تشغيل الطاقة الشمسية، إلا عند وقوع الإصابات والمجازر الحرجة جراء الاستهداف الصهيوني. الطاقة الشمسية لا تستطيع أن تكفي المرضى 24 ساعة في ظل هذا الانقطاع في الكهرباء".
ويضيف أن "الأجهزة"متوقفة. البطارية لم يعد يتوفر فيها شحن. لدينا أطفال خدّج ورضّع، ما ينذر بوقوع كارثة"، مشيراً الى أن "الأطفال الموجودين داخل هذه الحضانات مهددون بتوقف القلب ومفارقة الحياة. العناية المركزة أيضا للأطفال فيها سبع حالات، هؤلاء سيموتون نتيجة توقف ونقص الوقود".

لا بدائل
ووفق أرقام الأمم المتحدة، يعاني سكان القطاع من نقص حاد في الخدمات الطبية، اذ أن 16 مستشفى فقط لا تزال قادرة على العمل وبشكل جزئي حصراً.
وتؤكد وزارة الصحة في القطاع أن نقص الوقود، يهدد أيضاً مهمة سيارات الإسعاف البالغة الأهمية خلال الحرب. 
وينتظر مستشفى العودة في شمال مدينة غزة بدوره، تسلّم شحنات من الوقود. ويقول القائم بأعمال مدير المستشفى محمد صالحة إن "الأمور صعبة جداً عندنا".
ويضيف "أعلنّا قبل يومين، أننا سنتوقف عن تقديم بعض الخدمات، وخصوصاً تأجيل العمليات المجدولة نظراً لعدم وجود الوقود اللازم لتشغيل المستشفى"، محذراً من "خطر على المرضى والجرحى".
ويشير ل"فرانس برس"، الى أن المستشفى تمكّن من "استلاف" الوقود من مستشفيات في مدينة غزة، ما يمكّنه الى الآن من مواصلة "تقديم الخدمات بالحد الأدنى".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها