الثلاثاء 2024/08/20

آخر تحديث: 18:50 (بيروت)

إعلان عباس نيته زيارة غزة... غير قابل للتنفيذ

الثلاثاء 2024/08/20
إعلان عباس نيته زيارة غزة... غير قابل للتنفيذ
عباس أعلن نيته زيارة غزة من تركيا نظراً لدورها الإقليمي والدولي، وأيضاً لقوة علاقتها بحماس (Getty)
increase حجم الخط decrease
قال قيادي في السلطة الفلسطينية لـ"المدن"، إن الدافع والسياق في خلفية إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نيته زيارة قطاع غزة، ثم إرسال رسائل إلى دول العالم لإنجاح الخطوة، يرتبطان بمحاولة السلطة الضغط على جميع الأطراف، بما فيها الولايات المتحدة وإسرائيل اللتان ترفضان عودة حكم السلطة في غزة بعد انتهاء الحرب.
وأضاف القيادي أن إعلان عباس عن زيارته، ليس هدفه احتواء الرأي العام الفلسطيني الغاضب، وإنما جاء كخطوة احتجاجية من السلطة، رداً على استبعادها من خطة مرحلة ما بعد الحرب.
وأقر المصدر بعدم وجود خطة مفصلة للزيارة، وإنما "بدأنا بمراسلة الدول، لتيسير زيارة الرئيس أبو مازن إلى غزة، وأبلغنا إسرائيل بطلبنا عدم إعاقتها، والآن ننتظر الإجابات قبل الانتقال إلى الخطوة اللاحقة".

إعلان.. بأهداف سياسية؟
وقال مسؤول آخر مقرب من رئيس السلطة لـ"المدن"، إن إعلان عباس خلال خطابه في البرلمان التركي قبل أيام، جاء بعد قرار اتخذته قيادة السلطة، بضرورة الإعلان عن الزيارة المذكورة بوصفها "خطوة سياسية"، وسط انعدام وسائل الضغط لدى السلطة التي أصبحت في أضعف حالاتها.
وأشار المسؤول إلى أن خطاب عباس كان بلغة سياسية مختلفة عن لغته المعتادة، بهدف جعل الخطاب وما تضمنه من إعلان بشأن زيارة غزة، بمثابة "توجه سياسي حمل رسائل لإسرائيل، ودول عالمية وعربية، بغض النظر عن إمكانية إجراء الزيارة من عدمها".
وبحسب المصدر، فإن ثمة أهدافاً عديدة تقف وراء الإعلان المذكور، أبرزها التأكيد مجدداً على أن منظمة التحرير هي "الممثل الشرعي للفلسطينيين، وصاحبة الولاية الجغرافية والسياسية على الأرض الفلسطينية"، وأن ذلك "غير قابل للنقاش"، إلى جانب التشديد على "وحدة الأراضي الفلسطينية، ووحدة النظام الساسي"، وأن السلطة هي "المقرر" لمستقبل غزة، وليس الاحتلال أو أي طرف آخر.
كما يهدف الإعلان، بحسب المصدر الرسمي الفلسطيني، إلى محاولة حشد موقف إقليمي ودولي لوقف العدوان على غزة، وأيضاً اتخاذ الدول الفاعلة خطوات جدية لفتح مسار سياسي يقود إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.
وبخصوص مدى صدقية عباس وجدّيته في زيارة غزة، قال المصدر إنه بغض النظر عن إمكانية إجراء الزيارة، فإن الإعلان نفسه يندرج في سياق حراك سياسي تسعى السلطة من خلاله إلى دفع الأطراف الدولية لتحمل مسؤولياتها، واستخدام وسائل ضغط أكبر على الاحتلال.
وتابع: "نفهم الإعلان في إطار قضية صراع سياسي ودبلوماسي وقانوني مع الاحتلال، فنتنياهو ووزراؤه المتطرفون لن يسمحوا بزيارة الرئيس عباس لغزة، وهذا معروف سلفاً".

المآلات الداخلية
وبشأن تنسيق السلطة هكذا خطوة محتملة مع حماس، قال المصدر القيادي في السلطة إنه حوار أو تنسيق مع الحركة حتى اللحظة، لكنه نوه بأن السلطة تعتزم إجراء حوار مع حماس في المرحلة المقبلة، من منطلق أن إعلان عباس بمثابة "دعوة لتوحيد الفلسطينيين وقواهم السياسية، وأن يكون الإعلان مدخلاً لإنهاء الانقسام وتطبيق إعلان بكين".
وأشار المصدر أيضاً إلى أن عباس أراد إعلان نيته زيارة غزة من البرلمان التركي، نظراً لدور تركيا الإقليمي والدولي، وأيضاً لقوة علاقتها بحركة حماس، موضحاً أنه لهذا السبب اختار أن يكون إعلانه من أنقرة، وليس من روسيا التي زارها أيضاً في رحلته الأخيرة.
ونفى المسؤول الفلسطيني الأنباء عن انخراط السلطة في مباحثات مع مصر بشأن معبر رفح، كاشفاً رفض السلطة "عرضاً سخيفاً من نتنياهو" وصلها عبر واشنطن والقاهرة، ويقضي بتسلم السلطة المعبر من ناحية تشغيلية ولكن بتحكم إسرائيلي كامل. 
ووفق المسؤول، فإن المقترح يتعلق بمهمة محدودة للسلطة في معبر رفح فقط، ولا يسمح لها بأي دور في حكم قطاع غزة.

موقف حماس؟
من جهته، علّق مصدر من حركة "حماس" على إعلان عباس نيته زيارة غزة، قائلاً إن موقف الحركة هو أن أي حراك من السلطة ورئيسها محمود عباس، لا يتم بالتوافق مع حماس وبقية الفصائل، سيُنظر إليه باعتباره "تفرداً، وتجاوزاً، وإقصاءً في زمن الحرب". وأكد المصدر لـ"المدن"، أن السلطة لم تتواصل مع حماس بشأن زيارة عباس، وأن إعلانه بشأن ذلك، ظهر وكأنه "لم يُبنَ على مخرجات لقاء الفصائل الفلسطينية في بكين".
وشدد المصدر الحمساوي المقيم في غزة، على أن الحركة لا تثق عموماً في أي نشاط للسلطة، أو فعالية لها.

رفض إسرائيلي
وفي السياق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في مكتب الوزير المتطرف، بتسلئيل سموتريتس، بأن الأخير أكد رفضه السماح بزيارة عباس، وتعهد بعدم تحقيق ذلك، مهما بلغت الضغوط الدولية، بصفته متحكماً في الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال، والمخولة إجرائياً منح "تصريح بالزيارة".
كما نقلت مواقع عبرية عن مكتب نتنياهو، أن الأمر ليس قابلاً للنقاش بالنسبة إلى نتنياهو، خصوصاً أنه عبّر عن موقفه الرافض لأي حكم للسلطة أو حماس في غزة، وشدد على ذلك في بداية الحرب على القطاع بقوله "لا فَتحستان، ولا حَماستان".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها