الخميس 2024/09/12

آخر تحديث: 11:58 (بيروت)

مفاوضات التبادل: الوسطاء يبحثون سيناريوهات "ممكنة" للصفقة

الخميس 2024/09/12
مفاوضات التبادل: الوسطاء يبحثون سيناريوهات "ممكنة" للصفقة
بحسب الجيش الإسرائيلي، فإن قواته بحاجة إلى استراحة "ضرورية" لمدة 42 يوماً (Getty)
increase حجم الخط decrease
قال مصدر من حركة حماس لـ"المدن"، إن وفد الحركة برئاسة خليل الحية أكد خلال لقائه رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، في الدوحة الأربعاء، استعداد حماس لإبداء مرونة بجوانب شكلية وإجرائية، مع تمسكها بمطالبها الجوهرية، للدفع نحو تطبيق سريع للمقترح الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن في أيار/مايو لوقف إطلاق النار في غزة.

بحث حلول "ممكنة"
وشدد المصدر على أن لقاءات حماس مع الوسيطين القطري والمصري متواصلة دوماً، ولا تأخذ دائماً طابعاً رسمياً، إذ ترتبط بنقاشات لسيناريوهات الحلول المتاحة وبحث الصيغ الممكنة لبنود الصفقة وخاصة المتعلقة بالقضايا الخلافية، على رأسها محور "فيلادلفيا" ومعايير إطلاق سراح الأسرى وعددهم، مروراً باستعراض المدى الزمني لتنفيذ بنود الاتفاق. كما أوضح المصدر بأن لقاءات حماس والوسطاء تستبق أحياناً تطوراً معيناً بمقترح أميركي محدّث لفهم كيفية التعامل المسبق معه، عدا أن واشنطن نفسها تطلب استمرار الحديث مع حماس خاصة في ظل وصول المفاوضات إلى نقطة معقدة، بحسب المصدر.
وأكد المصدر الحمساوي أهمية لقاءات الحركة مع الوسطاء باعتبار أنها تأتي في إطار خلق قنوات تواصل دائمة، منوهاً بأن حماس قدمت احتجاجاً على إصرار واشنطن بأن تذهب بحماس إلى أماكن رمادية، ثم تتهمها بالمسؤولية عن فشل الجهود. وأقر المصدر أن الأطراف جميعها، بما فيها حماس، تواجه "وضعاً عالقاً".

مطالب حمساوية جديدة؟
وبخصوص اتهام مسؤولين أميركيين للحركة بتقديم مطالب جديدة تنسف فرص الحل، نفى المصدر الحمساوي أن تكون الحركة قدمت مطالب جديدة، وإنما لوحت بإعادة طرح ملاحظاتها وشروطها السابقة التي أبدت مرونة تجاهها بعد إعلان بايدن مبادرته قبل 4 أشهر، وذلك في سياق احتجاج الحركة على إدخال أميركا وإسرائيل شروطاً وتغييرات جديدة على مقترح وقف إطلاق النار. وقالت حماس للوسطاء إن إدخال نتنياهو شروطاً جديدة يعني إعادة فتح مسار جديد للمفاوضات، وأنها ستطرح شروطها السابقة رداً على ذلك.
ووفق المصدر، تتمحور نقاط التغيير الإسرائيلية حول أعداد ومعايير الأسرى المفرج عنهم، خصوصاً أن مقتل عدد من المحتجزين في الأشهر الأخيرة، دفع الاحتلال إلى الاعتقاد أن الرقم السابق المطروح بالمفاوضات للفئة المصنفة تحت عنوان "الإنسانية" قد انخفض، وهو ما جعله يحاول إعادة فتح الملف وفق شروط ومعايير جديدة.
ووفق المصدر، فإن الاحتلال يبدو متمسكاً برقم 30 محتجزاً على قيد الحياة، لإطلاق سراحهم بالمرحلة الأولى، ويطالب حماس بضمان هذا الرقم، وإذا لم تكف "شريحة الإفراج الإنساني"، فطلب أن تقوم الحركة بإكمال العدد من شرائح أخرى للمحتجزين.
وبهذا المعنى، أشارت مصادر "المدن" إلى أن جهود الوسطاء الأخيرة تحاول تذليل الفجوة بخصوص الأسرى ومعاييرهم، عبر بحث إمكانية إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من ذوي الأحكام العالية في المرحلة الأولى للصفقة، بدلاً من انتظار المرحلة الثانية. وبخصوص محور "فيلادلفيا"، تجري واشنطن مقايضة بشأن عدد النقاط التي يمكن انسحاب إسرائيل منها بشكل فوري، وتلك التي ستكون مؤجلة إلى مرحلة لاحقة من الصفقة. وفي هذا الإطار، تشدد الولايات المتحدة على إمكانية تقليص عدد نقاط تواجد الجيش الإسرائيلي في محور "فيلادلفيا" من 9 إلى 5 بالمرحلة الأولى، تحت عنوان الانسحاب من كافة النقاط القريبة من الكثافة السكانية.

"طريق الصفقة.. عبر قيساريا"
بيدَ أن مصادر سياسية من حماس اعتبرت في أحاديثها لـ"المدن"، أن الطريق إلى الصفقة يمر عبر مدينة قيساريا حيث منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بصفته "متحكماً بالايقاع العام". وبدت المصادر مشككة بإمكانية إبرام صفقة في الفترة القريبة، من منطلق وجود مؤشرات ترجح أن نتنياهو سيواصل المماطلة وتعطيل الأمور إلى ما بعد الانتخابات الأميركية.
بدوره، قال المختص بالشؤون الإسرائيلية أحمد سلامة ل"المدن"، إن الجيش الإسرائيلي يواصل الضغط على المستوى السياسي لإبرام صفقة، لدوافع عملياتية؛ نظراً لإرهاق قواته في حرب غزة الطويلة، حيث تقترب من إتمام عامها الأول.

دوافع الجيش من الصفقة؟
وبمنظور الجيش، فإن قواته بحاجة إلى استراحة "ضرورية" لمدة 42 يوماً، وهي مدة الهدنة بموجب المرحلة الأولى لصفقة تبادل الأسرى، متعهداً للمستوى السياسي بأن حماس لا يمكنها خلال هذه المدة الزمنية، أن تهرب أسلحة، أو تنقل أسرى، أو تعيد ترميم قدراتها العسكرية والسلطوية.. على أن يعود الجيش إلى محور "فيلادلفيا"، ويستأنف الحرب بعد انتهاء المدة الزمنية المحددة، في حال تعطلت الصفقة، ولم تنتقل إلى المرحلة الثانية.
وتخشى قيادة جيش الاحتلال أنه في حال لم تحصل قواته على استراحة لسبعة أسابيع، فإن قدراته وجاهزيته لجبهات أخرى، ستواجه خطراً استراتيجياً ووجودياً بالنسبة لإسرائيل وقوتها العسكرية في المنطقة.
في حين أكدت تحليلات إسرائيلية أن الفيديو الذي خرج به المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هغاري أخيراً، من داخل نفق برفح قتل داخله 6 محتجزين، هدفه اللعب على الوتر العاطفي لعائلات المحتجزين، ودفعها إلى تشديد ضغطها على نتنياهو لإبرام الصفقة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها