الأحد 2024/07/14

آخر تحديث: 18:41 (بيروت)

"حماس"لم تطلب وقف المفاوضات بعد محاولة اغتيال الضيف..لكنها متشككة

الأحد 2024/07/14
"حماس"لم تطلب وقف المفاوضات بعد محاولة اغتيال الضيف..لكنها متشككة
increase حجم الخط decrease
قال مصدر من حركة حماس ل"المدن" إن الحركة لم تطلب من الوسطاء وقف المفاوضات أو تجميدها في أعقاب المجزرة الإسرائيلية في خانيونس، ومحاولة اغتيال القائد العام لكتائب "القسام" محمد الضيف، وقيادات أخرى.

وأكد المصدر المقيم في غزة أن حماس غير معنية بإغلاق نافذة المفاوضات؛ باعتبارها جزءاً من الضغط السياسي على الاحتلال، بموازاة ضغط ميداني تمارسه "القسام" ضد جيشه في القطاع.

وبهذا المعنى، ترى حماس أنها تخوض معركتين في آن واحد: ميدانية، وسياسية، وهو ما يدفعها إلى عدم المبادرة إلى وقف مفاوضات تبادل الأسرى؛ منعاً لتحويل الضغط الأميركي عليها، واتهام الحركة بتعطيل المسار السياسي، إلى جانب رغبتها بمواصلة الضغط الداخلي على نتنياهو.

وبحسب المصدر، تعتقد حماس أنها اتخذت خطوة إيجابية بموافقتها على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة؛ لسببين: الأول وقف ضغط واشنطن على الحركة، وتحويله باتجاه إسرائيل. وثانياً، من منطلق أن الورقة الأميركية ضمنت الحد الأدنى من مطالب حماس بعد إعادة صياغة بنود فيها بناء على ملاحظات الحركة في الجولات السابقة.

نحو "التأزيم" و"المماطلة"
لكن المصدر الحمساوي رأى أن التطورات الميدانية الأخيرة، وتشديد الاحتلال هجماته على القطاع، وأحدثها مجزرتا خانيونس ومخيم الشاطئ، تلقي بظلالها على المفاوضات.

واعتبر المصدر أن تكثيف الاحتلال هجماته على القطاع بمثابة عامل يُضاف إلى آخر سياسي متمثل بمواقف أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخيراً، بخصوص ملفات المفاوضات، ومروراً بإضافته نقاطاً خلافية جديدة، رغم أن التطور الذي حصل في مسار المفاوضات قد منح أملاً بإمكانية التقدم.

وقال المصدر إن العاملَين الميداني والسياسي مؤشران على عودة المفاوضات إلى مربع "المماطلة والتأزيم"، مؤكداً أن خيارات حماس تتركز اليوم على الميدان والصمود، والتعاون مع "الحلفاء" لمواصلة الضغط الميداني على إسرائيل.

ووفق المصدر، فإن مواقف نتنياهو دلّت على أنه ما زال يمتلك أوراق اللعبة بيده بخصوص القرار الإسرائيلي.

وأكد المصدر من حماس أن الحركة قدمت موافقتها على المقترح الأميركي أخيراً من دون رد إسرائيلي حتى اللحظة، مبيناً أن الحركة هيأت المشهد، وأبلغت "حلفاءها في المنطقة" قبل أسبوعين بشأن جاهزيتها للصفقة. وفي مقابل ذلك، أضاف نتنياهو نقاطاً خلافية لم تكن موجودة سابقاً، إلى جانب تشديد ضرباته لغزة.

الوفد الإسرائيلي.. بلا صلاحيات
كما أشار المصدر إلى أن الوفد الإسرائيلي لم يقدم أي رد على ورقة بايدن، واقتصر دوره في كل جولة تفاوضية على مناقشة القضايا، ثم طلب العودة إلى تل أبيب لبحث المستجدات مع نتنياهو، وهو ما يعني أن الوفد الإسرائيلي ما زال دون التفويض المطلوب.  

ووفق المصدر الحمساوي، فإن السؤال المطروح الآن: كيف سيدير نتنياهو المشهد الميداني والسياسي من خلال المماطلة في المفاوضات؟

واستدرك قائلاً: "شهدنا بالأيام الأخيرة تصعيداً كبيراً جداً بلغ ذروته بمحاولة اغتيال محمد الضيف ومحمد سلامة، ونتنياهو يعول على هذا النوع من المفاجآت لتقديمها للجبهة الداخلية كإنجاز، وهذا يعني أنه سيستمر بنهجه الميداني بهذه الوتيرة".

وأوضح المصدر أن مجريات الميدان تؤكد أيضاً أن حديث إسرائيل عن المرحلة الثالثة لحرب غزة مجرد "تقسيم شكلي"؛ إذ أنه لا فرق بين المراحل الثلاث، بدليل مواصلة التصعيد البري والبحري والجوي، والتوغلات الواسعة في مناطق القطاع وقتما شاء.

ماذا بعد؟
وعلى إثر التطورات الأخيرة، أكدت مصادر محلية في القطاع ل"المدن" أن هناك حالة إحباط كبيرة في الشارع الغزي من مسار المفاوضات، من منطلق أنهم "فقدوا الأمل بإمكانية إبرام صفقة تنهي الحرب".

ويعلق المصدر من حماس على الأمر، بالقول إن إحباط سكان القطاع يجعلهم مضطرين للتعامل مع سيناريو أن "الحرب لن تكون نهايتها قريبة".

بينما تقول حماس إنها تعتمد على الميدان لاستنزاف الاحتلال، خاصة باستهداف محوري التموضع الإسرائيلي في نتساريم وفيلادلفيا.

وبخصوص المشهد القادم، قال المصدر إن المقاومة تعد نفسها لمعركة طويلة، كاشفاً ل"المدن" عن توجيهات من قيادة "القسام" لخوض مواجهة قائمة على "إدارة المقدّرات العسكرية لعدم استنزافها سريعاً، وترشيد المواجهة بما يعتمد على تنفيذ الضربات الخاطفة والكمائن". واشار الى أن هذا هو المشهد المُنتظر إذا لم تحصل مفاجآت على الصعيد الداخلي الإسرائيلي، أو الجبهة الشمالية، وخاصة سيناريوهات توسع المعركة مع حزب الله.

كما تطرق المصدر إلى الدور الأميركي، بقوله إن إدارة بايدن لا يمكن أن تقدم أكثر من الموجود، وشكك في إمكانية ممارستها ضغطاً أكبر على نتنياهو، خاصة مع تصاعد وتيرة الانشغال بسباق الرئاسة الموعود بالولايات المتحدة.

في غضون ذلك، كشف مصدر من السفارة الأميركية في القدس ل"المدن"، أن فكرة الانسحاب الإسرائيلي من محوري فيلادلفيا ونتساريم، عرضها وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت على المسؤولين الأميركيين، في سياق خطة تضمنت جداول زمنية مفترضة، بشرط الحصول على ضمانات أمنية لإسرائيل، مع إمكانية إعادة سيطرتها عليهما في حال "الإخلال بالشروط الأمنية".

لكن المصدر أوضح أن الخطة أعدها الجيش، وقد رفضها نتنياهو عند عرضها عليه من قبل غالانت. واعتبر المصدر الأميركي أن اعتقاد الإدارة الأميركية هو أن الحكومة الإسرائيلية غير مستعدة للانسحاب من المحورين في الأمد القريب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها