حلب: فتح معبر أبو الزندين أمام العائدين من لبنان

أعلنت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، صاحبة النفوذ في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، عن فتح معبر أبو الزندين مع مناطق سيطرة النظام، من جهة مدينة الباب، لدخول الهاربين السوريين من لبنان، وذلك بعد أشهر على فشل فتح المعبر تجارياً.

وقال بيان صادر عن الوزارة الأربعاء، إنها قرّرت فتح المعبر جرّاء "تفاقم الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها السوريون في لبنان نتيجة للحرب"، و"ازدياد أعداد الراغبين في الدخول إلى الشمال السوري"، وكذلك بسبب الصعوبات والمضايقات التي تعرض لها النازحون في نقطة عون الدادات.

وأكدت أن القرار هو لأجل لاستقبال السوريين العائدين إلى مناطقهم من لبنان، الذين أجبرتهم الظروف الصعبة على مغادرة لبنان والعودة إلى المناطق المحررة شمالي سوريا.

ولفت البيان إلى أن الحكومة المؤقتة دعت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية، للتحرك السريع لأجل تقديم المساعدات الطارئة وتوفير الاحتياجات الأساسية للعائدين، فيما أشار إلى أنها تعمل بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، لضمان إيصال المساعدات إلى جميع المحتاجين، لا سيما المهجّرين قسراً من لبنان.

ويأتي القرار بعد 3 أسابيع على إعلان الشرطة العسكرية التابعة للحكومة، إغلاق معبر "عون الدادات" الفاصل بين مناطق سيطرة الجيش الوطني ونظيرتها الخاضعة لنفوذ قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، من جهة مدينة جرابلس، والذي كان المنفذ الوحيد لعبور السوريين الهاربين من لبنان، لمناطق الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا.

وسبّب القرار حينها مصاعب كبيرة في وجه الراغبين في العودة، للمرة الثانية على التوالي، بعد قرار مماثل سابق، عقب هروبهم مع بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، إذ اضطر المئات للمبيت في العراء في ساحة المعبر بين مناطق سيطرة الجانبين، عدا عن حالات استغلال آخرين مادياً، من قبل مهربي البشر المرتبطين بقسد وفصائل الجيش الوطني، مقابل السماح لهم بالدخول عبر طرق غير شرعية يسيطرون عليها.

وعادت الشرطة العسكرية وسمحت بدخول المئات منهم بعد تعليق الدخول الثاني، حتى انتهت من تنظيم أوراق الراغبين في الدخول، حسب قولها. يُشار إلى أن عدد العائدين وصل إلى 2700 شخص معظمهم نساء وأطفال، على دفعتين.

ويعد قرار الوزارة لافتاً، لجهة إعلانها فتح معبر أبو الزندين، إذ أنها المرة الأولى التي تعلن فيها ذلك منذ إغلاقه في آذار/مارس 2020، وكذلك لجهة أنها لم تعلن فتحه في تموز/يوليو الماضي، عندما أُعيد فتحه لأغراض اقتصادية مع مناطق النظام السوري.

وسبّب قرار فتح معبر أبو الزندين قبل أكثر من 3 أشهر، حالة انقسام كبيرة هددت بالاقتتال المسلح، بين الرافضين والمؤدين لذلك، لاعتبارها خطوة باتجاه التطبيع التركي مع النظام السوري، ولاحقاً مع المعارضة، وجاءت باتفاق روسي- تركي، ما أدى في المحصلة لتشغيله لساعات، وإغلاقه منذ ذلك الحين، حتى إعلان الوزارة فتحه اليوم الأربعاء.