الأربعاء 2024/10/23

آخر تحديث: 12:40 (بيروت)

العملية الإسرائيلية تتوسع شمال غزة..وخطة نتنياهو: احتلال ومرتزقة ومستوطنات

الأربعاء 2024/10/23
العملية الإسرائيلية تتوسع شمال غزة..وخطة نتنياهو: احتلال ومرتزقة ومستوطنات
السكان ينزحون من مخيم جباليا (Getty)
increase حجم الخط decrease
تتوسع العملية العسكرية البرية الإسرائيلية في المناطق المحيطة بمخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، يوماً بعد آخر، وهي في يومها التاسع عشر باتت أكثر وضوحاً في هدفها غير المعلن إسرائيلياً من خلال دفع الفلسطينيين للنزوح جنوباً، وإخلاء مناطقهم، تنفيذاً لخطة الجنرالات القاضية بتفريغ الشمال من سكانه والسيطرة الكاملة عليه.

غارات على الشمال
واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأخيرة مدارس ومراكز الإيواء بمزيد من القذائف والصواريخ الحارقة، ودفع السكان النازحين فيها للخروج إلى الشوارع والسير على الطريق التي أعلن عنها مسبقاً للمرور أمام أجهزة الاستشعار والكاميرات وآليات الاحتلال وجنوده.
وشنّ جيش الاحتلال 20 غارة على مناطق شمالي قطاع غزة فجر الأربعاء. ونقلت وسائل إعلام عن مصادر طبية استشهاد وإصابة العشرات، بينهم نساء وأطفال، إثر استهداف منازل المدنيين.
كما استهدفت طائرات الاحتلال مخيم جباليا، مستخدمة القنابل الثقيلة، بالإضافة إلى ضربات في منطقة التوام شمال غربي مدينة غزة، ومحيط بركة الشيخ رضوان.
واستهدفت طائرات إسرائيلية مُسيرة النازحين الهاربين من جحيم القذائف والتوغل البري بالرصاص الحيّ في تل الزعتر، ومحيط مدارس الأونروا، في المشروع وجباليا، وباتت هذه الطائرات صغيرة الحجم تسيطر بالقوة النارية على المناطق المحيطة بالتوغل وتقوم بعمليات تمهيد للتقدم برياً أكثر.

خطة نتنياهو
وفي السياق، قالت نائبة رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" نوا لانداو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يسير حسب سياسة واضحة له، موضحة  أن سياسات نتنياهو تُترجم بأفعال على أرض الواقع، وليس بأقوال أو تصاديق وإقرارات رسمية
وتقول في مقال، إن نتنياهو ظلّ طوال سنوات حكمه يستفيد من الغموض المتعمد، بما في ذلك بثّ رسائل متناقضة باللغتين العبرية والإنجليزية، "إلا أن الواقع لا يكذب". وبهذه الكيفية، وببطء شديد، تمّ ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية بحكم الأمر الواقع، دون تشريع "يُقصد به أن يكون مبهراً بشكل سخيف". وهذا بالضبط ما يحدث الآن في قطاع غزة.
وتوضح لانداو أنه على الرغم من هجوم خصومه عليه، فإن نتنياهو ينفذ خطة على مراحل؛ تقوم -أولاً- على احتلال مساحات واسعة من قطاع غزة، وطرد السكان، وتدمير منازلهم، وتعبيد طرق جديدة وبناء مواقع عسكرية وبنى تحتية أخرى على المدى البعيد.
وتضيف أن تنفيذ هذه المرحلة يتم حالياً من خلال الدفع بخطة لنقل السيطرة المدنية على غزة، إلى شركات خاصة، وتحديداً إلى "جهات محلية ذات خبرة إدارية غير مرتبطة بدول أو منظمات تدعم الإرهاب"، وستدفع إسرائيل نظير ذلك.
ثم يأتي بعد ذلك نقل المسؤولية عن المساعدات الإنسانية في قطاع غزة إلى الجيش الإسرائيلي (كناية عن حكومة عسكرية). وتكشف نائبة رئيس تحرير "هآرتس" عن قرار يتبلور الآن يقضي بتعيين شركة إسرائيلية-أميركية خاصة لتولي المهمة، بعد امتناع الجيش عن الاضطلاع بتلك المهمة. وتفيد بأن الشركة المرشحة لذلك تردد أن اسمها "جي دي سي" (GDC)، وهي شركة مقاولات عسكرية من النوع الذي عمل في العراق وأفغانستان إبان الاحتلال الأميركي للبلدين.
وترى الكاتبة أن من شأن ذلك في الأساس أن يؤدي إلى خصخصة الحكم العسكري في غزة، من خلال تسليمه إلى شركات خاصة ذات مصالح مالية خاصة ولا شيء غير ذلك. "والهدف هو نقل المسؤولية الأخلاقية والقانونية من إسرائيل إلى هذه المليشيات المسلحة".
وتشير إلى أن الخطة الحالية تعطي شركات المقاولات الخاصة مفاتيح السيطرة المدنية على قطاع غزة، وبالتالي تحويل القطاع إلى عراق آخر، الأمر الذي سيكون "مأساة على مدى أجيال". وتختم بالقول إن خطة نتنياهو لما بعد الحرب على قطاع غزة تتألف من "احتلال عسكري ومرتزقة ومستوطنات، وهذه وصفة مؤكدة للكارثة القادمة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها