الثلاثاء 2014/04/22

آخر تحديث: 04:47 (بيروت)

اﻹنتخابات الرئاسية تبدأ باسقاط اﻷسد

الثلاثاء 2014/04/22
increase حجم الخط decrease
 غابت، يوم الإثنين، أخبار الإنتصارات على "الإرهابين والمرتزقة"، والتي أدمنت بثها وسائل إعلام النظام السوري. السبب كان تصدر دعوة رئيس البرلمان "مجلس الشعب" عبدالله اللحام للإنتخابات الرئاسية، وتحديد موعدها في 3 حزيران/يونيو لنشرات الأخبار. خبر عاجل بالمحتوى السابق غطى شاشات التلفزة المحلية طيلة يوم الإثنين. 

وفي تعتيم مريب، نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا"، يوم اﻹثنين، خبراً مفاده سقوط قذيفتين في دمشق، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.الوكالة أغفلت مكان سقوط القذائف. لكن الهيئة العامة للثورة السورية، أكدت استهداف مبنى البرلمان في حي الصالحية، قلب دمشق، بقذائف الهاون.
 
تحديد موعد اﻹنتخابات، لم يغير الوضع على اﻷرض، بل أن تصعيداً جديداً ارتكبته قوات النظام، تمثل بقصف ريف إدلب، ببراميل تحتوي على غاز الكلور الصناعي. تسبب ذلك في حدوث حالات اختناق للمدنيين ومن بينهم طفل فارق الحياة مباشرة. وسجلت أكثر من مائة إصابة معظمها حالات خطرة تم نقلها إلى المشافي التركية، بسبب نقص المواد الوقائية وجرعات الأتروبين، وذلك بحسب ما ذكره أحد الأطباء الميدانيين للـ"المدن" في مشفى جرجناز.
 
أحد الناجين من براميل الكلور، الساقطة على مدينة تلمنس، يؤكد بعد سماعه خبر تحديد موعد اﻹنتخابات: "اللي ينوي حل المشكلة ويعتبر نفسه يمقراطي، ما كان بيضرب بالكيماوي، إلنا الله ونشالله بدنا نشارك باﻹنتخاب، لكنه إنتخاب لشكل العقاب وطريقة الموت التي سوف ينالها السفاح بشار وعصابته".
 
وعلى موقع التواصل اﻹجتماعي "فايس بوك" نظّمَ نشطاء وصحفيون حملة أطلقوا عليها "انتخبوا العرص ابن العرص"، في محاكاة لحملة مصرية مشابهة، بعنوان "انتخبوا العرص". هدف الحملة هو التذكير بالمجازر التي قام بها اﻷسد وقواته، وللسخرية من إعادة انتخابه. ولاقت الحملة تفاعلاً من قبل الناشطين، ونشرت لوحات كريكاتورية للأسد ونظامه، ووضعت شعارات لحملته الإنتخابية، ومنها: انتخبوا بشار الكيماوي.
 
من جهتها، بلدة كفرنبل المعروفه بنقدها ولوحاتها اللاذعة، لم تغب عن أخبار اﻹنتخابات، فقد شهدت مظاهرات يوم الإثنين، للمطالبة بسحب الشرعية من الأسد، واسقاطه وتقديمه للمحاكمة الدولية باعتباره مجرم حرب. من كفرنبل حدثتنا أم احمد، وهي امرأة خمسينية "فعلاً يلي استحوا ماتوا، لك هادا مافي نخوة مافي ضمير. أي انتخابات؟ ما بدنا إياه .. خليه يرحل". كلماتها البسيطة تختصر مواقف وآراء الغالبية من السوريين بهذا الخصوص.
 
أحد القادة العسكرين في الجيش الحر، في الشمال السوري قال:" هذه مهزلة ديمقراطية، البيان الصادر عن مجلس الشعب جاء مخيب للآمال متل العادة، أعضاء المجلس عبارة عن دمى متحركة يتم توجيهها حسب الطلب، إذا كبيرهم "الأسد" أهبل، هني شو متوقع منهن". وتابع قائلاً "أي انتخابات يتكلمون عنها؟ ونحن يومياً نقصف بكافة الأسلحة والغازات السامة والكيماوية. النظام لا يفهم سوى بالبندقية ونحن لا نقبل بأي شكل من الأشكال هذه السخرية". القائد الميداني أكد أن: "وجهتنا هي دمشق والساحل، ولن نتوقف عن ثورتنا سواء أجريت  إنتخابات أم لا. فهدفنا واحد وواضح وهو إسقاط هذا النظام ومحاكمة اﻷسد".
 
أحد القادة الميدانيين للفصائل الثورية واسمه محمد الدبول، قال: "الأسد قام بانتخابات برلمانية، وفصّل دستوراً يناسبه للبقاء في الحكم. ونحن اخترنا طريقنا من أول رصاصة أطلقت علينا: ننتصر أو نموت، لا خيار ثالث لدينا. فالثورة التي قمنا بها لن نتراجع عن أهدافها في الحرية وإسقاط الأسد وأعوانه من شبيحة ومرتزقة، فأول خطوة في طريق اﻹنتخابات هي اسقاط اﻷسد".
 
على مدار أربعة أعوام من عمر الثورة السورية، وما حصل خلالها من تغيرات، تفنّن النظام في انتاج انتخابات برلمانية، وتشكيلات وزارية بلا معنى. وعلى هذا المنوال، لن يؤثر كثيراً موضوع الإنتخابات الرئاسية القادمة، حيث تُجمعُ غالبية السوريين اليوم على هدف أساسي، وهو اسقاط اﻷسد ونظامه.
 
increase حجم الخط decrease