إدلب: آخر قلاع "المعتدلين" في قبضة "النصرة"

سيطرت "جبهة النصرة"، السبت، على قرى وبلدات جبل الزاوية في ريف إدلب بشكل كامل، وذلك بعد معارك استمرت خمسة أيام خاضتها مع مقاتلي "جبهة ثوار سوريا"، انتهت بانسحاب الأخيرة باتجاه ريف ادلب الجنوبي، لتصبح "النصرة" بذلك تسيطر على آخر معاقل قائد "ثوار سوريا"، جمال معروف، في بلدة دير سنبل.

مصادر مقربة من "جبهة النصرة" قالت لـ"المدن" إن التنظيم بالاشتراك مع فصائل "جند الأقصى" وكتائب مناصرة لهم، شنوا، الجمعة، معركة اطلق عليها تسمية "زئير الأسود"، وذلك بعد حصار للمناطق التي يتحصن فيها عناصر جمال معروف، وانتهت باقتحام البلدة من ثلاثة محاور وبسط السيطرة الكاملة على معاقل جبهة "ثوار سوريا"، ليكون بذلك جبل الزاوية تحت سيطرة "النصرة" بالكامل.

وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان قائد جبهة "ثوار سوريا" عن نيته مواجهة تنظيم "جبهة النصرة" ووصف عناصرها بالعملاء والخونة، ومساعدة نظام الأسد، وذلك عبر شريط مسجل بث على مواقع التواصل الاجتماعي.

في هذا السياق، أعلن التنظيم عن الاستيلاء على آليات ثقيلة وكميات كبيرة من الذخائر التي كانت في مستودعات جبهة "ثوار سوريا"، كذلك اطلاق سراح عشرات الموقوفين مؤخراً من عناصر النصرة وغيرها، كانوا ضمن سجون جبهة "ثوار سوريا"، بسبب الاقتتال الدائر بين الطرفين.

وأصدرت كل من "جبهة النصرة" و"جند الأقصى" والفصائل المشاركة في المعركة بياناً عصر السبت، حول المعركة الأخيرة. وجاء فيه "منذ انطلاق الأحداث الأخيرة في جبل الزاوية بريف إدلب وقيام جمال معروف بالاعتداء على عوام المسلمين وبعض الفصائل المجاهدة في المنطقة، قامت جبهة النصرة جنباً إلى جنب مع المجاهدين من عدد من الفصائل وأهالي المنطقة برد عاديته ودفع صياله عن دماء المسلمين وأموالهم، وإن دفع الباغي ورد المعتدي من أوضح الحقوق التي تفرضها الشريعة والفطرة السليمة".

في موازاة ذلك، أعلنت النصرة قبولها وساطات التهدئة. وقالت في البيان إنها تقبل "تشكيل محكمة شرعية يرأسها الشيخ عبد الله المحيسني حيث تتولى الفصل في قضية جمال معروف وأتباعه، وتضمن الفصائل مثوله أمام المحكمة بعد طلب القاضي بمدة أقصاها 24 ساعة، كذلك فك أسرى الطرفين فور مثول جمال معروف أمام المحكمة إلا المطلوبين منهم للمحكمة فيسلموا للمحكمة".

وقال شهود عيان لـ"المدن" إن العشرات من عناصر جبهة "ثوار سوريا" انشقوا عنها وانضموا إلى "جبهة النصرة"، بسلاحهم الكامل. كما أن عشرات المدنيين وعناصر معتزلين للقتال في الفترة الآخيرة انضموا للتنظيم في معاركه ضد جمال معروف.

في المقابل، ذكرت مصادر في جبهة "ثوار سوريا" أن معروف انسحب مع عدد من قواته بعتاد خفيف إلى مكان يعتبرونه أكثر أمنا باتجاه ريف إدلب الجنوبي مع عناصر من ألوية الأنصار كانو قد قدموا منذ أيام لمساندته.

وعقب خروجه من المنطقة، ظهر جمال معروف في شريط مسجل أوضح فيه الأسباب التي أدت إلى انسحابه مع عناصره. وقال معروف إن الانسحاب جاء "تجنباً لمزيد من الاشتباكات والمعارك مع جبهة النصرة من أجل الحفاظ على أرواح المدنيين في المنطقة".

وأضاف "كانت هناك مبادرة بالموافقة على إطلاق النار، في حين امتنعت النصرة عن الرد حتى الآن"، وأكد أنه شارك وعناصره في تحرير المناطق التي كان يسيطر عليها من قوات الأسد قبل تأسيس "النصرة"، وأنهم سيعودون لـ"تطهير المنطقة من رجال الجولاني" كما "طهروها من الأسد والبغدادي سابقاً"، على حد تعبيره.

ومن يذكر ان المواجهات بدأت في 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، واستمرت يومين، قبل أن يتم التوصل ليل الخميس-الجمعة، الماضي، إلى اتفاق على نشر "قوة صلح" مؤلفة من 15 فصيلاً مقاتلاً بينها فصائل إسلامية في جبل الزاوية، إلا أن تجدد الاشتباكات سبق انتشار القوة.