الثلاثاء 2014/10/28

آخر تحديث: 17:36 (بيروت)

جبهة النصرة وثوار سوريا: قتال شرعي!

الثلاثاء 2014/10/28
جبهة النصرة وثوار سوريا: قتال شرعي!
جبهة ثوار سوريا اقتحمت البلدة للقبض على عناصر انشقوا عنها وانضموا إلى النصرة (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

اندلعت اشتباكات عنيفة ظهر الثلاثاء بين مقاتلي "جبهة النصرة" و"جبهة ثوار سوريا" في بلدة البارة، الواقعة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب. وذكرت مصادر محلية أن جبهة ثوار سوريا بقيادة جمال معروف اقتحمت البلدة، واستخدم مقاتلوها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أدى إلى سقوط جرحى وقتلى وعشرات الإصابات نتيجة الاشتباكات.

وتضاربت الأنباء حول مسؤولية الطرف الذي يقف خلف ما يحصل. ناشطون اتهموا جبهة النصرة ونقلوا روايتها التي تقول إن "جبهة ثوار سوريا" دخلت بأرتال من العربات العسكرية والدبابات إلى البارة، في حين نقل ناشطون عن "جبهة ثوار سوريا" أن اقتحامها للبلدة كان بهدف إلقاء القبض على عناصر انشقوا عنها وانضموا إلى "جبهة النصرة".


مصادر مقربة من "جبهة ثوار سوريا" قالت لـ"المدن" إن سبب الاشتباكات يعود إلى أن "جبهة النصرة تحاول التقدم والسيطرة على بلدات في جبل الزاوية".


وأدت الاشتباكات إلى سيطرت جبهة النصرة على البلدة، التي تعتبر نقطة استراتيجية مهمة، ومثلث القوة لجمال معروف مع احسم ودير سنبل، معقل جبهة ثوار سوريا، كما أعلنت "النصرة" بسط سيطرتها على مدينة معرة النعمان بالكامل، بعدما تمكنت من الدخول إلى مقرات جبهة ثوار سوريا.

وكانت الكتيبة الأمنية في جبهة ثوار سوريا قد أصدرت بياناً لتوضيح ملابسات ما حصل. وقالت فيه إن عناصرها "داهمت بلدة البارة في جبل الزاوية بالتنسيق مع المحكمة الشرعية التي اصدرت امراً باعتقال مجموعة من الاشخاص المتهمين بعدد من الجرائم". وأضاف البيان "أثناء عملية المداهمة تدخلت مؤازرة من جبهة النصرة لحماية الاشخاص المطلوبين للمحكمة الشرعية وجرت اشتباكات بين الكتيبة الامنية التابعة لجبهة ثوار سوريا وجبهة النصرة مما تسبب بمقتل وجرح بعض الاشخاص من الطرفين".


"المدن" توجّهت إلى المسؤول الإعلامي لجبهة النصرة في قاطع جبل الزاوية، أبو عزام، فقال إنهم أصدروا بياناً، ولا معلومات إضافية يمكن أن يدلي بها. وجاء في البيان "تفاجأ أهلنا ببلدة البارة صباح يوم الأحد برتل من المشاة والدبابات والمضادات يقتحم البلدة ممطراً أهلها بحمم من القذائف والرصاص، مما أدى إلى مقتل الأخ خالد محمد طوبان". وأضاف "رافق هذا الاقتحام أعمال سلب واعتقال وتخريب؛ حيث اعتقل الأخ صبحي الإبراهيم، التابع لحركة أحرار الشام الإسلامية، وآخرين من الأهالي، منهم فيصل الحسّون وحج الدبول وأحمد الجمّال، وسُلب بيت الأخ مصطفى المسطو وصفوان الحج وموسى الحج وعدد من المنازل، وعاث الرتل فساداً في البلدة، فاعتقل وسلب وخرب وتقدم نحو كنصفرة حيث استولى على فرن لأحد الأهالي". وتابع "على إثر ذلك تحركت الفصائل المجاهدة والأهالي لنصرة إخوانهم في البارة وكنصفرة، وما كانت جبهة النصرة إلا إحدى الفصائل التي خرجت نصرةً للمستضعفين ولتضع حدًّا لمثل هذه الاعتداءات، ومما زاد الأمر سوءًا تزامن هذا الاقتحام مع إغارة أبطال جبهة النصرة على معاقل الجيش النصيري في مدينة إدلب، فجاء الاقتحام طعنًا للمجاهدين في خاصرتهم".

وفي محاولة لوقف الاقتتال المندلع بين الطرفين، أطلق عدد من قادة الفصائل والشيوخ في سوريا، مبادرة حملت اسم "ولا تنازعوا". وتتضمن المبادرة وقف اطلاق النار بشكل فوري، وإطلاق جميع الأسرى وتسليم جثث القتلى فوراً، كذلك الانسحاب من جميع المناطق والمقرات التي تقدم نحوها الطرفان، مع السماح لباقي الفصائل التي لم تشترك في القتال، بنشر "قوات فصل" لمنع تجدد الاشتباك.


كما تتضمن المبادرة تشكيل لجنة شرعية عليا مكونة من عدد من الشيوخ المنظرين للجهاد في صفوف النصرة وتنظيمات أخرى، وهم أبو بصير الطرطوسي، أبو مارية القحطاني، حذيفة عبد الله عزام. بالإضافة الى شيخين ينتدبهما المجلس الإسلامي السوري، الذي يرأسه الشيخ أسامة الرفاعي، وذلك للفصل في جميع القضايا العالقة بين جبه النصرة وجبهة ثوار سوريا.

يذكر أن جبهة النصرة ممثلة بأميرها في إدلب، أبو الحسن تفتناز، أصدرت بياناً مشتركاً في وقت سابق، مع الجبهة الإسلامية ممثلة بقائد لواء التوحيد عبد العزيز سلامة التابع لها، توعدت فيه الجبهتان من وصفتهم بـ"المفسدين"، بالمحاسبة. ورأى البيان أن الهدف هو "رفع الظلم وإعادة الحقوق وتحكيم شرع الله، والمضي في تحرير هذه البلاد".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها