الإثنين 2014/12/15

آخر تحديث: 16:32 (بيروت)

وادي الضيف ودّع ضيوفه الثقلاء

الإثنين 2014/12/15
وادي الضيف ودّع ضيوفه الثقلاء
حالة من الراحة بين اﻷهالي، بعد السيطرة على المعسكرات، وخاصة بعد المظاهرات التي طالبت النصرة، بالتوجه إلى الجبهات لقتال النظام
increase حجم الخط decrease
تمكنت جبهة النصرة بالاشتراك مع حركة أحرار الشام الإسلامية، وعدد من الفصائل الأخرى، صباح الإثنين، من اقتحام معسكر وادي الضيف في ريف إدلب، بعد انسحاب قوات النظام المتواجدة على حواجزه، باتجاه معسكر الحامدية. ليتم بعدها السيطرة على معسكر ومركز القيادة في الحامدية. هذا وقد تبقى حاجز واحد تابع لقوات النظام في الحامدية، وتدور حوله إشتباكات هي اﻷعنف منذ إنطلاق العملية.

الفصائل المسلحة المشاركة في المعركة هي؛ الفرقة 13 جيش حر، والجبهة الإسلامية، وفيلق الشام، وجبهة النصرة، وجند الأقصى. وكانت العملية العسكرية قد بدأت منذ صباح الأحد، حيث تمكّن مقاتلو هذه الفصائل، من اقتحام نصف حواجز المعسكر، قبل أن يتمكنوا الإثنين، من السيطرة على المعسكرين بشكل كامل، وعلى مراكز قيادة العمليات فيهما، وأغلب الحواجز على أطرافهما، ليصبح بذلك معسكر وادي الضيف، أخيراً، تحت سيطرة هذه الفصائل.




وفي هذا السياق أعلنت الجبهة الإسلامية مقتل 65 عنصراً من قوات النظام، كما أعلنت جبهة النصرة، أسر 180 عنصراً وقتل العشرات. وشهدت الساعات الماضية اشتباكات هي الأعنف بين الطرفين، منذ شهور، استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

ونقلت مصادر خاصة لـ"المدن" أن جبهة النصرة استخدمت صواريخ التاو، أميركية الصنع، في المعركة، ما قلب موازين القوى بشكل كامل، وساعد في إنهاء وجود قوات النظام في هذه المعسكرات. وأكد المصدر أن هذه الصواريخ هي غنيمة حصلت عليها النصرة في معاركها اﻷخيرة ضد جبهة ثوار سوريا، وحركة حزم.

القائد الميداني للعملية العسكرية الحالية، أبو الوليد، قال لـ"المدن": "إن جبهة النصرة وفصائل تابعة للثوار، تمكنوا من تدمير ثلاث دبابات وعدد من اﻷليات الثقيلة تابعة لقوات النظام، وسط اشتباكات عنيفة وقصف بالصواريخ العنقودية، من قبل قوات النظام على المجاهدين". وتابع "إغتنمنا ثماني دبابات، وعشرات المدرعات، وكميات كبيرة من الذخيرة، وقتل جميع العناصر الذين رفضوا اﻹستسلام".

وقال مصدر خاص في حركة أحرار الشام المنضوية في الجبهة اﻹسلامية، لـ"المدن"، إن معركة وادي الضيف جاءت بعد سيطرة جبهة النصرة، على العديد من القرى والبلدات، ما دفع أحرار الشام لمشاركة النصرة في عملية السيطرة على وادي الضيف، لوقف نزيف الكتائب والفصائل، على هذه الجبهة. المصدر أكد أن معركة وادي الضيف، هي معركة وجود، والسيطرة عليه ستعطي للثورة والفصائل، نفساً عميقاً، بحسب وصفه.

وبحسب مصادر أهلية، تسود حالة من الراحة والفرح، بين اﻷهالي، بعد السيطرة على المعسكرات، وخاصة بعد المظاهرات الشعبية اﻷخيرة، التي طالبت النصرة، بالتوجه إلى جبهات القتال مع النظام. وقد تمثل هذه العملية، إستعادة الحاضنة الشعبية للنصرة، وذلك بحسب اﻷهالي.

في المقابل، ردّت قوات النظام المتمركزة في معسكري القرميد والمسطومة، وبلدة جورين، ومطار حماه العسكري، بقصف عنيف استهدف محيط معسكري الحامدية ووادي الضيف، ومدينة معرة النعمان، وعدد من قرى وبلدات جبل الزاوية. وذلك في محاولة منها للضغط على المقاتلين وعناصر جبهة النصرة للانسحاب، وايقاف التقدم باتجاه أخر حواجزهم في المنطقة.

ويذكر أن معسكري وادي الضيف والحامدية، من أكبر المعسكرات المنتشرة في الشمال السوري، ويقعان على الطريق الدولي دمشق-حلب، ويقوم المعسكران بقصف المدنيين بشكل مستمر، وتعتبر السيطرة عليهما إنهاءً لوجود قوات النظام، بشكل كامل في ريف إدلب الجنوبي. وكان مقاتلو المعارضة، قد سيطروا على بلدة معرة النعمان في تشرين الأول/أكتوبر 2012، وحاولوا منذ ذلك الوقت، التقدم باتجاه معسكري الحامدية ووادي الضيف القريبين، اللذين توجد فيهما قوات كبيرة للنظام، يتم تأمين إمدادها غالباً عبر الجو، إلا أن المعارضة فشلت مراراً في تحقيق هذا الغرض.

وسيسمح هذا الانتصار السريع لمقاتلي النصرة، بالسيطرة على أغلب مناطق ريف إدلب الحدودية مع تركيا. وكان انتصار جبهة النصرة على جبهة ثوار سوريا، قد شكّل ضربة لجهود الولايات المتحدة، من أجل تدريب مقاتلي المعارضة المعتدلة، بغرض تعديل موازين القوى، مع النصرة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها