إيجارات شقق دمشق تحلق: حرب لبنان تكشف تعاسة الاقتصاد

مصطفى محمد
الأحد   2024/10/13
بلغت أعداد الوافدين من لبنان منذ 23 أيلول/سبتمبر 118 ألف وافد (Getty)
تشهد إيجارات الشقق السكنية في المدن السورية زيادة ملحوظة، بقيم تجاوزت الضعف، خصوصاً في دمشق وضواحيها، بفعل زيادة الطلب من الوافدين اللبنانيين.

غير منطقي
وتحدثت مصادر من دمشق لـ"المدن" عن ارتفاعات كبيرة في أسعار الإيجارات، وصفته مصادر "المدن" بـ"غير المنطقي"، في عدد من أحياء دمشق مثل باب توما، وضواحيها في كفرسوسة والمزة، مشيرة إلى أن غالبية الوافدين اللبنانيين يفضلون السكن في مركز دمشق.
ويقول محمد من دمشق لـ"المدن"، إن اللبنانيين يفضلون دمشق لأن واقع الخدمات الضرورية فيها (الكهرباء، الخبز) أفضل من الريف. ويوضح أن زيادة الطلب على الشقق وارتفاع الإيجارات دفعت بالمالكين إلى تخيير المستأجرين القدامى، بين القبول بزيادة الإيجار أو الإخلاء، خصوصاً أن نسبة قيم إيجارات الشقق الفخمة ارتفعت إلى الضعف.
وتابع محمد بالإشارة إلى أن دفع الإيجارات يتم بالليرة السورية، رغم أن القيمة مرتبطة بالدولار الأميركي.
بدورها، وسائل إعلام موالية للنظام قالت إن إيجار شقة "سوبر ديلوكس" في كفرسوسة وصل إلى 180 مليون ليرة سنوياً، مؤكدة أن نسبة الارتفاع تجاوزت 60 في المئة، منذ الحرب في لبنان، مشيرة إلى ارتفاع الإيجارات ضمن المناطق الشعبية، مثل جرمانا التي وصلت قيمة الإيجار الشهري فيها إلى 15 مليون ليرة سورية.

بيوت متهالكة وقديمة
ولا يختلف الحال في الأرياف، حيث ارتفعت قيمة إيجار المنازل في داريا وصحنايا من مليون ليرة وما دون قبل أقل من شهر، إلى مليوني ليرة، رغم أن البيوت متهالكة وقديمة، وفق ما أبلغ مصدر "المدن" من داريا.
وقال المصدر: "لأن النشاط الصناعي والتجاري في حده الأدنى، يتوجه أصحاب رؤوس الأموال إلى شراء الشقق والإيجارات، كنوع من الاستثمار المضمون"، ما يفسر وفق تأكيده ارتفاع الإيجارات: "المالكون تجار، لذلك قد تكون الزيادة غير منطقية".
والسبت، ذكرت حكومة النظام السوري أن أعداد الوافدين من لبنان منذ 23 أيلول/سبتمبر زادت عن 118 ألف وافد.

توقف التهريب
في سياق متصل، حلقت أسعار بعض السلع مثل الزيت النباتي (الليتر ارتفع من 20 ألفاً قبل نحو شهر إلى 30 ألف ليرة حالياً) والتبغ، في حين عزت مصادر النظام ارتفاع الأسعار إلى توقف دخول المواد المهربة من لبنان.

ونقل موقع "أثر برس" عن مصدر في غرفة تجارة دمشق قوله إن "ارتفاع أسعار الزيوت النباتية سببه الأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة"، مضيفاً: "قلّت نسبة تهريبها، والتهريب بكميات كبيرة كان يخفض سعر المادة، ولكن بعد أن خف التهريب أصبح هناك ندرة بالمادة وزيادة الطلب عليها، فانعكس ذلك على سعرها".
وتعتمد بعض الصناعات المحلية في سوريا على المواد الأولية التي كان مصدرها لبنان، حيث يلجأ تجار إلى الاستيراد عبر لبنان، بدل الاستيراد المباشر، نظراً للتعقيدات المالية.

تعاسة الاقتصاد السوري
ويقول الخبير الاقتصادي خيرو العبود، إن الحرب في لبنان، كشفت "تعاسة" الحالة الاقتصادية في مناطق النظام. إذ أظهرت كيف أن الأسواق كانت تعتمد بشكل كبير على المواد المهربة من لبنان، وغيرها. وأضاف لـ"المدن"، أن تهريب السلع والبضائع من لبنان، كان من بين الحلول المسكوت عنها من جانب النظام لتأمين احتياجات السوق المحلية، نظراً لأن النظام غير قادر على تأمين القطع الأجنبي للتجار للاستيراد.
ويلفت العبود إلى تسبب زيادة الطلب بارتفاع الأسعار، مؤكداً أن المخاوف من دخول سوريا على خط الحرب دفعت بشريحة واسعة إلى شراء كميات لتخزينها، علماً أن "الأسواق السورية تعاني في الأصل من شح المعروض".