الإثنين 2014/09/15

آخر تحديث: 16:22 (بيروت)

"ثوار سوريا" و"النصرة" معارك لا تنتهي

الإثنين 2014/09/15
"ثوار سوريا" و"النصرة" معارك لا تنتهي
سرعان ما تحول الخلاف إلى صراع، حيث تسبب اقتحام مقرات ذئاب الغاب، في سيطرة النصرة على مقراته (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
اندلعت اشتباكات عنيفة بين "جبهة النصرة" و"جبهة ثوار سوريا"، في قرية البالعة بمنطقة سهل الروج في ريف إدلب الغربيّ، خلال هجوم للنصرة على مقرّات تابعة لثوّار سوريا. وذكر ناشطون لـ"المدن" أنّ هجوم النصرة على مقرّات ثوار سوريا، أسفر عن مقتل القيادي التابع للثوار قصي محمد الأحمد، وشقيقه بعد اعتقاله. ويأتي الهجوم كردّ فعل على اتهام النصرة للثوار، بتصفية القياديّ لديها أبو مشاري، الشرعيّ في قرية القنية بريف جسر الشغور قبل أيام.

ويعود سبب الخلاف الأول بين الطرفين، إلى شهور خلت، وذلك بعد اقتحام النصرة، لمقرات لواء ذئاب الغاب في بلدة الزنبقي قرب دركوش، بطلب من الأهالي، من أجل محاربة المفسدين، والحواجز التي تفرض الأتاوات، إضافة لوقف تهريب "المازوت"، فالمنطقة هي الطريق الرئيسي لتهريب المازوت إلى تركيا. وسرعان ما تحول الخلاف إلى صراع، حيث تسبب اقتحام مقرات ذئاب الغاب، في سيطرة النصرة على مقرات اللواء، ومقتل العديد من عناصره، واغتنام الأسلحة كافة.

وما لبث أن تدخل "الشرعيون" لحلِّ الخلاف بين الطرفين، وتشكلت لجنة شرعية، وطلبت اللجوء إلى الشرع، لكن لم تكلل تلك الجهود بالنجاح. لتعود النصرة وتفرض سيطرتها على المنطقة، بعد أن طردت عناصر الجيش الحر، من مناطق سرمدا وحارم وسلقين وعزمارين، مروراً بريف جسر الشغور الشمالي والغربي. وفي هذه الفترة توحدت فصائل الجيش الحر في منطقة الروج تحت قيادة جبهة ثوار سوريا، ومن الفصائل المتوحدة: لواء شهداء حفسرجة ولواء شهداء إدلب.

وبحسب شهود عيان، فإن الخلافات الأخيرة، جاءت على خلفية سوء العلاقات وعدم حل النزاع القائم بين الطرفين. وذكرت مصادر مطلعة لـ"المدن"، معلومات عن توجه رتل مؤلف من مئة سيارة دفع رباعي، وما يزيد عن ألف مقاتل تابعين للنصرة، من منطقة الريف الغربي لإدلب يوم السبت، لحصار لواء شهداء إدلب الذي تحصن في بلدة حفسرجة الواقعة غرب إدلب. وبذلك حاصرت جبهة النصرة البلدة من كافة أطرافها، وبدأت الاشتباكات التي أوقعت العديد من القتلى بين الطرفين.

مدير المكتب الإعلامي لجبهة ثوار سوريا، نفى صحة الإشتباكات، وقال إنه "لاصحة لكل ما ينشر عن اقتتال بين جبهة النصرة وجبهة ثوار سوريا، وكل من روج للاقتتال قام بنقل أخبار من صفحات (فايسبوك) تابعة للنظام، تحاول إثارة خلاف بين الأطراف. وهناك معلومات غير مؤكدة تقول إن النصرة تريد اقتحام مزارع بروما، ولكن حتى الآن لا تأكيد لهذه المعلومات أبداً". لكن "تنسيقية جسر الشغور" أكدت مصرع عدد من عناصر "جبهة ثوار سوريا" خلال الاشتباكات الدائرة في قرية حفسرجة، ليل الأحد، وبثت عدداً من المقاطع المصورة تظهر الاشتباكات بين الطرفين.

في المقابل، صعّدت قوات النظام من طلعات طائراتها الحربية والمروحية، في ريف إدلب الشمالي، وريف حماة الجنوبي، حيث استهدفت كفرزيتا واللطامنة، بعشرات الغارات الجوية، ما أدى إلى دمار هائل في المنطقة. وغير بعيد في مورك، استهدفت المنطقة بغارات جوية والبراميل المتفجرة، احتوى أحدها على غاز الكلور السام، بحسب مدير المشفى الميداني الطبيب أحمد خليل. كما تقدمت قوات النظام في طيبة الإمام بريف حماة الجنوبي، لتعيد انتشارها في حاجز السمان، وتعزز حاجز المقبرة. بالتزامن مع معارك ضارية بالقرب من محردة، والريف الغربي لخان شيخون. 
increase حجم الخط decrease