الأحد 2024/09/01

آخر تحديث: 11:26 (بيروت)

مهرجان الميناء (طرابلس) بنسخته الثالثة: "ليته لا يتوقّف"

الأحد 2024/09/01
مهرجان الميناء (طرابلس) بنسخته الثالثة: "ليته لا يتوقّف"
تعود قصة هذا الشارع لأكثر من سبعة عقود (المدن)
increase حجم الخط decrease

على مدار ثلاثة أيام، استمر مهرجان الميناء بنسخته السنوية الثالثة. وغصّ شارع يعقوب اللبان ومحيطه المعروف بـ "مينو" الميناء، بآلاف الزوار من المدينة وخارجها. وهذا المهرجان الذي تبدأ التحضيرات له بتزيين "مينو"، صار مناسبة لتلاقي والتجول في المدينة التاريخية للميناء، بما يخلق أيضًا مساحة عامة وحيوية، لجذب أصحاب المشاريع الصغيرة والحرف اليدوية، وفناني وفنانات طرابلس وجوارها.

تاريخ وقصة
يخبرنا أحد العابرين في "مينو": "ليت المهرجانات لا تتوقف في هذا الحي، لأن للميناء تاريخ وقصة تؤهلها لتكون قبلة السواح على مدار العام".

أطلقت لجنة مهرجانات الميناء مهرجانها السنوي الثالث، في شارعي يعقوب اللبان وجورج دوماني، برعاية القائمة بأعمال البلدية أمينة سر محافظة الشمال، القائمقام إيمان الرافعي، بحضور فعاليات وشخصيات عامة من البلدية والجمعيات الأهلية.

وحول هدف المهرجان، قالت الرافعي بعد قص الشريط التقليدي، بأنه يهدف إلى "تنشيط الحركة السياحية في المدينة، من خلال تحويل الشوارع الى معرض متنوّع يتضمن الصناعات الحرفية واليدوية والمنتجات الغذائية والألبسة التراثية، والاكسسوارات النسائية، والصناعات المنزلية من المونة الشتوية والمربيات والعسل والعصائر على أنواعها". يأتي ذلك بالإضافة إلى بعض النشاطات البحرية والفنية والترفيهية، ولإعطاء المهرجان بُعدًا اجتماعيًا واقتصاديًا وسياحيًا.

ومن الأهداف الأخرى للمهرجان، بحسب الرافعي، هو "إبراز المكتنزات والموروثات الثقافية وشوارعها التراثية التي تتميز بها المدينة القديمة، إضافة الى محمية جزر النخيل الطبيعية. وهدفنا من كل ذلك جذب السياح من مختلف المناطق إلى "مدينة الموج والأفق"، وتنشيط الاقتصاد المحلي".

واعتبر منسق المهرجان إبراهيم توما، أن مهرجان الميناء اليوم نُظِّم بصفر موازنة ومن خلال جهود شخصية من الجميع، "بفضل تضامننا لنجاح هذا الاحتفال من ضمن فعاليات طرابلس عاصمة الثقافة العربية، رغم كل الظلام والظلم الذي تتعرض له المدينة".

وأشار إلى أن البرنامج يتضمن معارض وعروضاً موسيقية، إضافة الى نشاط رياضي بيئي مميز في محمية جزر النخل.

يعقوب لبان  
تاريخيًا، تعود قصة هذا الشارع لأكثر من سبعة عقود. ويقول أبناء الميناء وشيوخها، وهم من الغالبية المسيحية من الروم الأرثوذكس، بأن هذا الشارع كان يسمى بـ"شارع الخراب"، نظرًا لحالة الخراب وأكوام الحجارة فيه.

لكن الدكتور يعقوب لبان (1878- 1968) الذي يحمل الشارع اسمه تكريمًا له، قدم مساعدة مالية لإعادة ترميمه. 

وفي كتاب "وجوه بحرية" للأديب والكاتب والأكاديمي جان توما، وهو ابن الميناء أيضًا، يقول عن لبان: "كان طبيب الفقراء، لا يكلفهم بل يتكفل بهم.. عيادة يعقوب لبان إن حكت، لقالت في وفاء أهل الميناء البحري، لمن أحبهم وخدمهم، وكيف رفعوا تمثالًا له في وسط الساحة، وأدار ظهره للبيوت، وجعلوا قبلة وجهه شاطئ الميناء الحيّ، ليصبح يعقوب لبان بطل حكايات الصيادين، وعمال الميناء البسطاء".
وانطلق منذ نحو عامين، مشروع من إعادة ترميم شارع "يعقوب اللبان" ومحيطه، الذي تتأثر عمارته بالطابع الأوروبي، ويعد من أهم معالم الميناء التراثية والتاريخية. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها