انتخابات نقابة محامي الشمال:معركة سياسية وهموم معيشية

 توازيًا مع بيروت، تستعد نقابة المحامين في طرابلس والشمال لإنجاز استحقاق انتخاب نقيب وعضو في مجلس النقابة، حيث تطغى الحسابات السياسية على فئة واسعة من نحو 1711 محاميًا يستعدون للاقتراع، بينما تتجه شريحة أخرى، هي الجيل الجديد من المحامين إلى كسر القاعدة، وخوض المعركة انطلاقًا من حساباتهم الشخصية والمهنية في تفضيل مرشح على آخر، واستنادًا إلى برنامج كل طرف.  

وبعد عامين من انتخاب مرشحة تيار المردة النقيبة ماري تيريز القوال في 2021، يتنافس في هذه الدورة محامون مسلمون على منصب النقيب التزامًا بعُرف المداورة بين المسلمين والمسيحيين.  

خريطة الترشيح 
عمليًا، تنحصر المنافسة على منصب نقيب بين مرشحين اثنين، هما: سامي الحسن المدعوم من تحالف تياري المستقبل والمردة وحزب القوات والجماعة الإسلامية، إضافة إلى دعم عدد من النقباء السابقين والمستقلين. بالمقابل، يتنافس معه المرشح صفوان مصطفى الذي يحظى بدعم النائبين فيصل كرامي وأشرف ريفي مع دعم غير مباشر من قبل التيار الوطني الحر.  

وهذه المرة الأولى التي لا يدعم فيها كرامي مرشح المردة، بينما يواصل تيار المستقبل الحفاظ على وجوده وزخمه داخل نقابة المحامين في الشمال، ليس لدوره المحدود بها، وإنما نتيجة وجود النائب سمير الجسر، الذي يعد ركنًا أساسيًا في النقابة، ويحظى بقبول ودعم واسعين من معظم المحامين.  

وترجح التقديرات وفق استطلاعات "المدن" مع عدد من المحامين، إلى ترجيح الكفة لصالح المرشح سامي الحسن، نظرًا للتحالف السياسي العريض له ومن النقباء السابقين، والترويج لبرنامجه الانتخابي الذي ارتكز على عدد من العناوين أبرزها: تعزيز الأمن الصحي للمحامي، تعزيز الأمن المهني، توسيع نطاق عمل المحامي، تعزيز مبدأ الشفافية المالية، مواكبة تطوير وتفعيل مراكز النقابة وغيرها. لكن ذلك لا ينفي وفق عدد من المحامين صفة القوة والتنافس مع المرشح صفوان مصطفى، خصوصًا في ظل تشتت الأصوات مع وجود أربعة مرشحين آخرين هم: عبد القادر تريكة، سعدي قلاوون، ناظم العمر وبسام جمال.  

ويرجح كثيرون أن تكون المعركة أكثر احتدامًا بين الحسن والمصطفى في حال انسحب بعض هؤلاء المرشحين من المنافسة.  

ويعد تيار المستقبل الأقوى داخل النقابة من خلال حضور الجسر، علمًا أنه لم يعد يقدم الدعم للمحامين كما كان في السابق عبر تغطية اشتراكات بعض داعميه، ويليه حضور المردة ثم القوات.  

في المقابل، يترشح إلى مركز العضو النقابي المسيحي كل من فهد زيفا، ابراهيم حرفوش ومريانا الباشا. بينما تتصاعد المنافسة بين كل من حرفوش المدعوم من المردة والمستقبل، وكذلك فهد زيفا.  

معاناة المحامين  
في واقع الحال، يتخبط المحامون حاليًا في معاناتهم الاقتصادية والاجتماعية، مع تضاعف تحديات العمل في هذه المرحلة، خصوصًا مع تراجع استثمارات الشركات والمؤسسات الكبيرة.  

وسبق أن حاولت النقيبة قوال زيادة مقدرات النقابة ولكن لذلك يكون من حساب المحامين.  
ويقول بعض المحامين لـ"المدن"، بأن قضية التأمين الصحي هي ما تشغل المحامين راهنًا مع عائلاتهم، حيث تستحوذ على نحو 70٪ من مقدرات النقابة. ما يجعل هاجس المحامين راهنًا، استمرارية العمل والإنتاج، وتوفير الاشتراكات للنقابة لضمان تغطية التأمين الصحي.