الثلاثاء 2024/08/27

آخر تحديث: 21:37 (بيروت)

غارة ليلية في البقاع وهدوء نسبي جنوباً

الثلاثاء 2024/08/27
غارة ليلية في البقاع وهدوء نسبي جنوباً
شنت مسيرة غارة على محيط بلدة المجادل وشيحين جنوبي لبنان (Getty)
increase حجم الخط decrease
في وقت كانت الحدود الجنوبية تشهد تراجعاً في وتيرة العمليات العسكرية، استأنف الإسرائيليون عملياتهم في البقاع، ليلاً. هذه المرة، باستهداف مسيّرة اسرائيلية شاحنة على طريق شعث-رسم الحدث. واللافت أن المسيرة أطلقت بداية صاروخاً تحذيرياً ما دفع بالسائق إلى الخروج منها، وبعدها أطلقت صاروخاً مباشراً باتجاهها، ما أحدث انفجارات متتالية، وسط ترجيحات أن الشاحنة محملة بالأسلحة. وسريعاً توجهت سيارات الإسعاف إلى المكان.
يذكر أن الطيران الإسرائيلي المسيّر يواصل التحليق بشكل مستمر في أجواء البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.
على أي حال، يومٌ هادئٌ نسبيًّا، مرّ على الجنوب اللّبنانيّ، بعد يومين على ردّ حزب الله على اغتيال احد قيادييه فؤاد شكر. والهدوء النسبيّ هذا، منوط بالمواجهات الّتي تعود تدريجيًّا إلى ما كانت عليه منذ أشهر، من دون تكريس أي معادلة علنيّة حتّى اللحظة. وقد تبادل الجيش الإسرائيليّ وحزب الله، اليوم الثلاثاء 27 آب إطلاق النار. إذا قصفت المسيّرات والمدفعيّة الإسرائيليّة أطراف عدّة بلدات في جنوب لبنان، فيما استهدف حزب الله مواقع وقوات إسرائيليّة في المنطقة الحدوديّة.

ومنذ الصباح، دوت صافرات الإنذار، في كيبوتس المنارة في الجليل الأعلى، وذلك خشية سقوط صواريخ ومسيرّات متفجرة أطلقت من لبنان، وعلى امتداد اليوم دوت الصافرات في 16 موقعاً خشيّة تسلّل مسيّرات. هذا استهدف الحزب ظهرًا مبانٍ يستخدمها جنود العدو في مستعمرة نطوعا، كما وأعلن أنّه استهدف التجهيزات التجسسيّة في موقع العباد بمحلقاتٍ إنقضاضيّة وقال أنّه أصابها إصابة مباشرة. وأفادت تقارير إسرائيليّة عن إصابة إسرائيليّ بجراحٍ طفيقة جراء انفجار طائرة مسيّرة في الشمال.

في المقابل، أطلقت مسيرة إسرائيلية صاروخًا لم ينفجر باتجاه موقع بمدينة النبطية، بينما شنت مسيرة غارة على محيط بلدة المجادل وشيحين جنوبي لبنان، أدّت إلى جرح 4 مواطنين، وفق ما أعلنت وزارة الصحّة العامة. وأطلقت مدفعيّة الاحتلال قنابل فوسفورية مستهدفة جنوب شرق بلدة ميس الجبل، كما واستهدف القصف المعادي بلدة العديسة. ومساءً اخترقت مقاتلات إسرائيليّة حاجز الصوت في أجواء بيروت والبقاع وجنوبي لبنان.

مستوطنات الشمال
إلى ذلك، اجتمع رؤساء سلطات مستوطنات "خط ّالمواجهة" في الجبهة الشماليّة، يوم أمس، مع وزير التعليم في الحكومة الإسرائيليّة يوآف كيف وقائد الجبهة الداخلية رافي ميلاو في المجلس الإقليمي ماتيه إشر في الجليل الغربي، على خلفية عدم جاهزية إسرائيل لافتتاح العام الدراسي القادم في الشمال، بحسب ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وقالت الصحيفة أنّه خلال الاجتماع أطلق رئيس منتدى "خط المواجهة" ورئيس المجلس موشيه دافيدوفيتش صفارة إنذار مسجّلة، فـ"أرعب" الحضور في الغرفة، ثمّ أوضح لوزير التعليم أنه أراد إظهار الحياة في المستوطنات، والتي لم تُخلَ في الجليل، كيف تكون، وكيف أن صفارات الإنذار المفاجئة تؤثر على روتين الحياة، والحاجة إلى غرف آمنة وحلول تضمن "الأمن" لحياة التلاميذ. 
وقال رؤساء مستوطنات "خطّ المواجهة" في الشمال في الاجتماع إن الحلول التي تقدمها وزارة التعليم لا ترضيهم، سواء من ناحية القضايا الأمنية في المدارس الجديدة أم الخلفية، أم من ناحية المواصلات على الطرقات المكشوفة أمام إطلاق النار، إلى جانب النقص في المعلمين".

دافيدوفيتش، والذي جلس إلى جانب كيش، هاجمه بسبب "السلوك المشين لهذه الحكومة"، وخاطبه: "ستدخلون التاريخ؛ لأنكم تخلّيتم عن أولادنا. وزير حضر جلسة الكابينت، في الأمس، قال لي إن الوزراء توسلوا لمواصلة العملية في لبنان، ورئيس الحكومة أوقف هذا العمل، لذلك أنتم تتخلّون عنا... أنتم ترموننا للكلاب". أضاف: "لن أسمح بافتتاح العام الدراسي في المدارس، وفي رياض الأطفال وفي مؤسسات التعليم غير المحصّنة؛ لأن الجيش الإسرائيلي لا يُعطينا إجابات ما إذا كان قادرًا على حماية الأولاد"، وفق ما نقلت يديعوت أحرنوت.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مستشفيات الشمال تعلم أنها ليست النهاية، بعد ما حصل يوم الأحد 25 آب وتُدرك أنها فقط مرحلة في الحرب  وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فمستشفيات الشمال ليست بحاجة إلى التذكير، فالحرب بالنسبة لها حيّة ومشتعلة منذ 7 تشرين الأول 2023، فقد عالج مركز الجليل الطبي في نهاريا حتى الآن 1700 جريح، في حين عالج مستشفى زيف حتى الآن 450 من المُصابين بنيران حزب الله.

وفي هذا السياق، يقول مدير مستشفى زيف في صفد البروفيسور سلمان زرقا: "لقد انتهى تبادل إطلاق النار بالفعل، لكن أيام المعركة لم تنتهِ بعد. لقد مضى بالفعل 11 شهرًا على أيام لا نهاية لها من المعركة، في الحرب. وأيام المعركة هذه تمثل بالتأكيد تحديًا للمؤسسة الصحية". ويضيف "اعتدنا على حرب قصيرة الأمد، كما كان الحال في حرب لبنان الثانية على سبيل المثال، قاتلنا لمدة 33 يومًا، استعدّينا، أنقذنا الأرواح وعُدنا إلى الروتين. هنا، منذ 11 شهرًا الآن، كان علينا تحقيق التوازن بين المرضى الذين يحتاجون إلى علاج مُنقذ للحياة، وعلاجات الأورام، والإشعاع، الولادات التي تأتي إلى هنا إلى جانب هذا، علينا أن نكون مستعدّين للجرحى، من أجل حادثة تسفر عن سقوط العديد من الإصابات، كما حصل لنا في مجدل شمس مثلًا".

ويتابع: "هذا التوازن بين الأمرين مرهق وصعب بالتأكيد، خصوصاً عندما لا ترى نهاية لذلك، لذا فإن الشيء الأكثر أهمية هو جاهزية الفِرق المُحترفة"، ويردف: "لقد عالجنا حتى الآن نحو 450 جريحًا بنيران حزب الله. أنا لا أتحدث عن حوادث عملياتية، أنا أتحدث عن إطلاق نار وشظايا وإصابات مباشرة، وهذه أعدادٌ كبيرة جدًا".
بدوره، صرّح مدير مركز الجليل الطبي في نهاريا البروفيسور مسعد برهوم بما يتفق مع كلام البروفيسور زرقا، مشيراً الى أن مركز الجليل الطبي كان يستعد للحرب منذ عام 2006"، ويُكمل "السؤال لم يكن ما إذا كانت الحرب ستأتي ولكن متى ستأتي، وقد جاءت. لقد كنا نستعدّ لمدة 11 شهرًا ونحن في مرحلة جهوزية وعلى مستوى عال جدًا".

ويلفت إلى أن أحدًا في إسرائيل "لم يجهّزنا للبقاء تحت الأرض لمدة 11 شهرًا مع الفِرق والمرضى"، ويقول إنه "تحدٍ كبير جدًا نتعلّمه بأنفسنا. لقد مرّ ما يقرب من الـ 11 شهرًا من القتال، ولا نرى النهاية في الأفق. لكننا سنفعل ذلك بالطبع. لقد استقبلنا حتى الآن ما يقرب من 1700 جندي جريح و3500 جندي قدموا إلينا من الجبهة الشمالية بسبب أمراض أخرى".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها