الخميس 2024/09/12

آخر تحديث: 17:32 (بيروت)

الجبهة الجنوبية على توترها والحزب ينعى شهيدين

الخميس 2024/09/12
الجبهة الجنوبية على توترها والحزب ينعى شهيدين
استهدفت غارة إسرائيلية صباحًا منزلًا في بلدة مارون الراس، جنوبي لبنان (المدن)
increase حجم الخط decrease

عادت الجبهة الجنوبيّة إلى الاشتعال مجدّدًا بعد تراجع حدّة المواجهات بين حزب الله وقوات الجيش الإسرائيليّ، نسبيًا  إثر ردّ الحزب على اغتيال أحد قيادييه، فؤاد شكر في أواخر شهر تموز الماضي، ذلك بالتزامن مع عودة التهديدات الإسرائيليّة بتوسيع الحرب. وصباح اليوم الخميس، نفذ جيش الاحتلال عددًا من الغارات على القرى الحدوديّة، فيما استهدف حزب الله مواقع تابعة للاحتلال شمالي الأراضي المحتلة.

المواجهات المحتدمة
وصباح اليوم، الخميس 12 أيلول، أعلن الجيش الإسرائيليّ بأن قوات من سلاح البحرية التابع له اخترقت المجال البحريّ اللّبنانيّ قبالة مدينة صور الجنوبية، بحجة "إنقاذ قارب مدني تعطل وعلى متنه مواطنين إسرائيليين انجرف باتجاه المياه الإقليمية اللبنانية". وأضاف أن قواته "أعادت القارب المدني إلى المياه الإقليمية لدولة إسرائيل، بعد تحديد موقعه والتواصل معه".  واستهدفت غارة إسرائيلية صباحًا منزلًا في بلدة مارون الراس، جنوبي لبنان، دون أن ترد معلومات عن وقوع إصابات، لكنها أحدثت دمارًا هائلًا. وطاول القصف الإسرائيلي أطراف بلدتي يارون وعلما الشعب والناقورة.
في المقابل، دوت فيه صافرات الإنذار في بلدة عرب العرامشة الحدوديّة وفي بلدات بالجليل الغربيّ، وسط تقارير عن تنفيذ هجوم بـ 15 صاروخًا على الأقل جرى اعتراض بعضها فيما سقط بعضها في منطقة مفتوحة، ما أسفر عن اندلاع حريق قرب معلوت ترشيحا.  فيما استهدف حزب الله فجرًا موقع بياض بليدا ‏بقذائف المدفعية الثقيلة، مؤكدًا إصابته إصابة مباشرة. وأسفر العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، أمس الأربعاء، عن استشهاد 3 أشخاص في كلّ من ميس الجبل والبياضة، بينهم شقيقان، فيما نعى حزب الله اثنين من عناصره.

وفي سلسلةٍ من البيانات، أعلن الحزب استهدافه لموقع المالكية ‏بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة، وقال  أن مقاتليه "أدخلوا مستعمرة رأس الناقورة وقصفتها لأول ‏مرة كما قصفت مستعمرة متسوفا بصليات صاروخية"، وذلك "ردًا على ‌‏اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية الآمنة وخصوصًا الشهيدين المظلومين ‏في البياضة".  كما أعلن حزب الله أن مقاتليه استهدفوا "عند الساعة 01:20 من ظهر اليوم، الخميس، مرابض مدفعية ‌‏العدو شمال مستوطنة عين يعقوب بالأسلحة الصاروخية".

رسائل أميركيّة وشكوى لبنانيّة
وهذا يأتي، في وقت أُعلن فيه أن حاملة الطائرات تيودور روزفلت غادرت منطقة الشرق الأوسط مع عدة سفن حربية أخرى بينما تواصل حاملة الطائرات أبراهام لينكولن العمل في منطقة خليج عُمان. بالتوازي مع رسالة المبعوث الأمريكي للبنان الذي وصل برسالة أميركية إلى إسرائيل بالامتناع عن عمل عسكري واسع بلبنان، وفق ما نقلت القناة 12 الإسرائيليّة.

كما وأعلنت شركة "لوفتهانزا"، اليوم الخميس، استمرار تعليق رحلاتها إلى بيروت حتى 15 تشرين الأول المقبل، وذلك في تحديث بخصوص رحلات شركة الطيران الألمانية في ظل التوتر في المنطقة.

شكوى إلى مجلس الأمن
إلى ذلك، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن لبنان سيتقدّم بشكوى جديدة إلى مجلس الأمن بشأن الانتهاكات الإسرائيلية، "لأننا نحترم المؤسسات الدولية وخصوصاً الأمم المتحدة، مع إبداء أسفنا لأن هذه الشكاوى تذهب إلى الأدراج ولم تتم متابعتها كما يجب".
هذا، وزار مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بعد ظهر الأربعاء، مقرّ قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) في الناقورة، جنوبي لبنان، حيث التقى بحَفَظة السلام من بعض الدول الأوروبية الـ16 المساهمة. وقال بوريل، بحسب بيان صادر عن "يونيفيل"، إنّ "دعم الاتحاد الأوروبي القوي للشعب اللبناني والحل الدبلوماسي بموجب القرار 1701 أساسيان لاستعادة الاستقرار".

"حرب بلا أهداف"

هذا ورأت "هآرتس" أنّ تهجير عشرات الآلاف من الإسرائيليين يصوّره نصر جزءًا من النصر في المعركة ضدّ إسرائيل، تمامًا مثلما يقدّم إشغال الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية عنصرًا مركزيًا في إسهام المنظمة في "وحدة الساحات"، وهو ما يخفّف ظاهريًا من الضغط على غزة".

وتقول الصحيفة: "بعيدًا عن التصريحات القادمة من إسرائيل والتحذيرات التي ترسلها الإدارة الأمريكية إلى الحكومة اللبنانية بشأن نوايا تل أبيب، تُفسر كثافة الهجمات الإسرائيلية المتزايدة والمنطقة الجغرافية المستهدفة، لا سيما القرى الجنوبية ومحيط مدينة صور، بأنّها نيّة إسرائيلية لإنشاء "حزام فصل" بين الجنوب ونهر الليطاني"، على حدّ تعبيرها.

بحسب الصحيفة، أيضًا، ما يزال حزب الله ملتزمًا بما صاغه هو بنفسه، والذي بموجبه المواجهة مع إسرائيل أو إنهاؤها مرهون بالتطورات في غزة واتفاق وقف إطلاق النار مع حماس. طالما أن هذه المعادلة سارية، يركز نطاق العمل الدبلوماسي لوقف المواجهة في الشمال، بشكل أساسي، على نقل رسائل قوية وتهديدات علنية لكلّ من حزب الله وإيران بهدف تقليص قطاعات المواجهة من أجل الحؤول دون حربٍ واسعة. كما أشارت الصحيفة إلى أنّه لا وجود لاستراتيجية إسرائيلية واضحة تُبيّن نوع الترتيب الذي تسعى إليه مع لبنان وحزب الله؛ لأن تدمير الحزب لم يُحدد هدفًا، كما أن "إسرائيل" لم تحدّد ما هو التهديد اللبناني الذي تهدف إلى تحييده، حيث إنّ قسمًا كبيرًا من هذا التهديد سيستمر، حتى لو طُبّق القرار 1701.
وختمت الصحيفة: "يبدو أن إسرائيل، كما في غزة، تجهز نفسها لحرب في لبنان، من دون أن تكون لديها استراتيجية أو سياسة واضحة عمّا تريد تحقيقه فيها".

تكثيف الضربات من لبنان
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة إلى أن عمليات حزب الله على مستوطنات وقواعد الشمال قد تواصلت أيضًا في الأسبوع الأخير بشكل كبير، موضحةً أنها على شكل أسراب من الطائرات المسيّرة الهجومية وصليات كاتيوشا وصواريخ تطلق يوميًّا، على مواقع وقواعد ومستوطنات في شمال إسرائيل.

ولفتت الصحيفة إلى أن حزب الله يقول في إعلان المسؤولية الذي ينشره إن "كل هجوم كهذا في الأراضي المحتلة يأتي ردًّا على هجوم أو هجمات إسرائيلية على الأراضي اللبنانية، إذ إن المسّ بالمدنيين في لبنان أو الاعتداء على المنازل المدنية في جنوب لبنان، يحظى بردّ شديد، كما يحدده حزب الله".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها