"تحت الحزام" هكذا أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى اسم العملية الأمنية التي نفذها الإسرائيليون ضد حزب الله، باختراق أجهزة الاتصال لدى الحزب. عملية تُعدّ الأكبر من نوعها في عالم الصراعات الأمنية والتكنولوجية، وسط نقاشات وتساؤلات كثيرة حول كيفية حصول عملية التفجير. بين من يشير إلى اختراق أمني أو تحمية بطاريات الليثيوم لدرجة تفجيرها، في مقابل وجهات نظر أخرى تؤكد أنه يستحيل التفجير وفق هذه الطريقة، وأنه تم تفخيخ الأجهزة. إنها عملية أمنية طالت لبنان وسوريا والسفارة الإيرانية في بيروت، حيث أصيب السفير الإيراني مجتبى أماني و2 من حراسه بجروح.
القناة 14 الإسرائيلية قالت إن حزب الله استورد هذه الأجهزة قبل فترة عن طريق شركة إيرانية تدعى "تيليريم". وأشارت القناة إلى أن الاختراق الإسرائيلي حدث داخل إيران وليس في لبنان، وقد تمت برمجة أجهزة الاتصال لإصدار صوت قبل التسخين والانفجار، كي يقترب حامل الجهاز منه قدر الإمكان.
بدورها أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن أجهزة الاستدعاء "بايجر"، التي يحملها المئات من عناصر حزب الله وانفجرت بشكل غير متوقع اليوم الثلاثاء، أسفرت عن إصابة العديد منهم، في حدث غير مسبوق وقع في جميع أنحاء لبنان. ونقلت عن أشخاص مطلعين على الأمر أن أجهزة الاستدعاء المتضررة كانت من شحنة جديدة تلقاها الحزب في الأيام الأخيرة. وقال مسؤول في حزب الله إن مئات المقاتلين لديهم مثل هذه الأجهزة، وتكهن بأن برامج ضارة ربما تسببت في تسخين الأجهزة وانفجارها. وقال المسؤول إن بعض الناس شعروا بأن هذه الأجهزة تسخن، ولذلك تخلصوا منها قبل أن تنفجر. وأضاف أنه لم يتسنَّ على الفور تحديد سبب التفجيرات التي انتشرت في أنحاء لبنان في عدة مناطق يوجد فيها حزب الله بكثافة. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور. وقال مسؤول في حزب الله إن أعداد الضحايا ترتفع بسرعة لا يمكن إحصاؤها. ونقلت "رويترز" عن مسؤول كبير بحزب الله إن أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله لم يصب بأذى في تفجيرات أجهزة الاتصال.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن شركة "لوبك إنترناشيونال" الأمنية أن سبب انفجار أجهزة الاتصال هو على الأرجح برمجيات خبيثة. أما صحيفة "نيويورك تايمز" فنشرت على لسان مسؤولين مطلعين قولهما: "تمت برمجة الأجهزة لتصدر صوت تنبيه لعدة ثوان قبل أن تنفجر، وأن الهجوم استهدف مئات من أجهزة النداء التابعة لعناصر حزب الله. أما "التلغراف" فأشارت نقلاً عن خبير في الأمن السيبرانيّ إلى أنه من المرجح أن ما حدث في لبنان ليس هجوماً سيبرانياً. وقال مسؤول في حزب الله لوكالة "أسوشيتيد برس" إن إسرائيل هي التي تقف وراء الحادث الأمني في لبنان، وإن أجهزة الاتصال كانت تحمل بطاريات ليثيوم يبدو أنها انفجرت نتيجة تسخين زائد.
المجلس الأمني الإسرائيلي المصغّر سارع إلى عقد اجتماع للبحث في الوضع على الجبهة مع لبنان ما بعد هذه العملية، وسط تقديرات بأن يقدم حزب الله على تنفيذ ردّ واسع ضد إسرائيل، كما عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعات أمنية وعسكرية للبحث في كيفية التعاطي مع التطورات الأمنية والعسكرية. وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية "كان" عن رفع حالة التأهّب في جميع الموانئ البحريّة بما في ذلك إيلات.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها