وذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت أن التفاصيل الحساسة في تسوية وقف النار مع لبنان لا تزال دون حل، في حين نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم "من المتوقع التوصل إلى اتفاق مع لبنان خلال أسبوع"
التطورات الميدانيّة
وعلى صعيد التطورات الميدانيّة، أعلنت مصادر إسرائيليّة عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين في معارك جنوب لبنان خلال الساعات الأخيرة. من جانبه، أعلن حزب الله عن قصف قاعدة للجيش الإسرائيلي شرق نهاريا وتجمعات للقوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، وإطلاق 25 صاروخًا من لبنان باتجاه الشريط الساحلي الشمالي لإسرائيل، حيث سقط صاروخ في عكا.
في المقابل، تحدثت مصادر إسرائيليّة عن رصد 30 صاروخًا أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه الجليل الغربي، وقد أعلن حزب الله مسؤوليته عن عدة هجمات بطائرات مسيرة استهدفت مواقع إسرائيلية، بما في ذلك قاعدة لوجستية للجيش الإسرائيلي شرقي نهاريا. كما استهدفت الصواريخ تجمعًا لقوات إسرائيلية في جنوب مدينة الخيام، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وقد أقر الجيش الإسرائيلي بمقتل جندي وإصابة 11 آخرين بنيران طائرات مسيرة انقضاضية. كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن صاروخًا أصاب مبنى في كريات شمونة، ولم تُسجل إصابات بشرية نتيجة لذلك.
وعلى الجانب اللّبنانيّ، أعلن الجيش اللّبنانيّ عن استشهاد عسكريّ جديد متأثرًا بجروح أصيب بها جراء استهداف إسرائيليّ لآلية تابعة للجيش على طريق برج الملوك القليعة في الجنوب. كما سقط ثلاثة عسكريين لبنانيين في قصف إسرائيليّ على موقعهم في اليوم السّابق. ويواصل الطيران الإسرائيليّ استهداف عدّة مناطق في جنوب لبنان، من بينها بلدة مجدل زون والبياضة ومحيط بلدة المنصوري، حيث تتعرض هذه المناطق لقصف بالقنابل الحارقة وغارات جويّة متواصلة. كما استهدف الطيران الحربيّ مرتفعات الجبور في الجنوب اللّبنانيّ، وشملت الضربات بلدات مثل جبشيت ومعركة وصريفا.
وقد أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أن الغارات الإسرائيلية على بلدة معركة في قضاء صور أدت إلى مقتل أربعة أشخاص، في حين قُتل شخص آخر في بلدة القليلة. وأفاد الدكتور وسام غزال، رئيس طبابة قضاء صور، بأن حصيلة الإصابات في الاعتداءات الإسرائيلية بلغت خمسة قتلى و29 جريحًا.
محاور التوغّل
وشنت القوات الإسرائيلية غارات على مناطق وادي حامول واللبونة في الناقورة بالتزامن مع قصف مدفعي وفوسفوري، بينما سُمعت أصوات رشاشات وقذائف صاروخية في مناطق شمع ومجدل زون والبياضة نتيجة اشتباكات بين عناصر حزب الله وقوات إسرائيلية حاولت التوغل من محوري طير حرفا مجدل زون ومحور عين الزرقا.
ورغم الدعم الجوي والمدفعي الذي توفره إسرائيل لقواتها المتقدمة، فقد تمكن حزب الله من التصدي لمحاولات التوغل. وفي سياق متصل، شنت مسيرة إسرائيلية غارة على بلدة ميفدون، مستهدفة منزلاً بصاروخ موجه. كما تعرضت سهول القليلة ورأس العين - المنصوري وأطراف بلدتي البرج الشمالي والبازورية لقصف مدفعي إسرائيلي. وفي بلدة إبل السقي، قصفت المدفعية الإسرائيلية ثلاثة منازل مأهولة، مما أسفر عن وقوع إصابات. وهرعت سيارات الإسعاف إلى المكان لنقل الجرحى والمصابين. كما تعرضت بلدة حانين في قضاء بنت جبيل لغارة جوية.
وأعلن حزب الله في بيانات متتالية استهدافه لعدة مواقع إسرائيلية، بما في ذلك "قاعدة شراغا" (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمال مدينة عكا المُحتلة. كما استهدفت عناصره تجمعًا لجنود إسرائيليين في مستوطنة أفيفيم، وأطلقت صواريخ على تجمعات أخرى في بوبة العمرا وجنوب مدينة الخيام.
وأشار الحزب إلى قصف تجمع للقوات الإسرائيلية في موقع جل الدير مقابل بلدة مارون الراس، وأطراف بلدة شمع، وأعلن تحقيق إصابات مؤكدة. كما أكد الحزب قصفه قوة مشاة إسرائيلية في وادي هونين، وتم استهداف قوات إضافية حاولت سحب الجرحى بصواريخ موجهة، مما أسفر عن وقوع إصابات مؤكدة.
صورة الجيش الإسرائيليّ "الورديّة"
ونشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرًا يصف الأوضاع الحالية من منظور ساخر، حيث أشارت إلى أن الحرب المستمرة منذ أكثر من سنة لم تحقق أيًا من أهدافها، سواء تحرير الأسرى أو إعادة المخلين من الشمال إلى بيوتهم، أو القضاء على حماس وحزب الله. وقالت الصحيفة إن اقتصاد إسرائيل في حالة انهيار، والمناعة الاجتماعية في حالة تفكك، والجيش البري يتآكل بشكل خطير.
وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي لا يقدم للمستوى السياسي صورة حقيقية عن الأزمة التي يعيشها، مع إشارات إلى تراجع معنويات الجنود الاحتياط ورفضهم العودة للخدمة، وكذلك معاناة الجنود النظاميين من أزمات نفسية وجسدية نتيجة القتال المتواصل.
وذكرت "هآرتس" أن رئيس الأركان هرتسي هليفي يحاول رسم صورة وردية حول قدرة الجيش على تنفيذ المهام الموكلة إليه، بينما يواجه الجنود نقصًا حادًا في الدعم والوسائل القتالية. وأكدت الصحيفة أن الجيش غير قادر على إيقاف مئات الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة التي تطلق يوميًا وتشل الحياة في شمال إسرائيل.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها