وفي ظلّ انتظار إسرائيل ردّ إيران وحزب الله على اغتيال رئيس المكتب السّياسيّ لحماس، إسماعيل هنية، في طهران، واغتيال القياديّ العسكريّ في حزب الله، فؤاد شكر، في بيروت، ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم أنه رغم دعوة المرشد الإيراني، علي خامنئي، للردّ المباشر على اغتيال هنية، إلا أن النظام الإيراني ربما استنتج أن الوقت لم ينضج بعد لتنفيذ ردٍّ شديد.
أما فيما يتعلق بحزب الله، فقد أشارت الصحيفة إلى أن الاستخبارات الإسرائيليّة تعتقد أن الحزب أكثر إصرارًا من إيران على الردّ قريبًا على اغتيال شكر، وأن الجيش الإسرائيليّ يستعد لاحتمالات مختلفة، منها استهداف قواعده في الشمال والوسط. كما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى تقديرات بأن حزب الله سينفذ ردّه بعد انهيار المفاوضات بين حماس وإسرائيل حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وفي سياقٍ متصل، تناولت الصحيفة اغتيال القيادي في حركة فتح بلبنان، خليل المقدح، في غارة إسرائيليّة قرب صيدا، مشيرةً إلى أن إسرائيل تدعي أن المقدح كان متورطًا في عمليات حزب الله والحرس الثوري الإيراني في لبنان، وربما يكون هناك ارتباط غير مباشر بين اغتياله والانفجار الذي وقع في تل أبيب الأحد الماضي، مشيرة إلى أن الوضع الحالي يتميز بتعدد الجبهات وتعقيدها، ما يضع المنطقة في خطر اشتعال أكبر.
التقديرات الإسرائيليّة
من جهته رأى موقع كالكاليست الإسرائيليّ أنّ إسرائيل اليوم أمام مفترق طرق إزاء التطورات الجيوسياسيّة والعسكريّة منذ اغتيال فؤاد شكر في لبنان ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة في إيران. وقال الموقع: "كل شيء مرتبط ببعضه البعض: نهاية الحرب في غزّة، عودة الأسرى، مهاجمة حزب الله للشمال وربّما أيضًا رّد إيران الشديد". وأضاف الموقع: "يبدو أنّنا أمام سيناريوهيْن متطرفيْن: الأول سيناريو تهدئة والثاني سيناريو حرب قد تتحوّل الى حرب شاملة ومتعدّدة الساحات". وحسب الموقع، لهذين السيناريوهين المتعارضين انعكاسات كبيرة جدًا على إسرائيل من ناحية النمو والعجز والديون والتشغيل، ووضع الهايتك(الصناعة الإسرائيلية) وكل جانب اقتصادي محتمل. ليس مؤكدًا أنّ إسرائيل أعدّت توقعًا للسيناريوهات الأسوأ، إن كان ممكنّا عمومًا الاستعداد لها. مع ذلك، يمكن أن نحاول فهم الى أين يمكن أن يتدهور الاقتصاد الإسرائيلي.
بالموازاة، يقول البروفسور تسفي أكشتاين، وهو نائب حاكم مصرف إسرائيل سابقًا ومؤسّس معهد أهارون للاقتصاد في جامعة ايخمان؛ أنّ: "الجميع عمل على السيناريو التفاؤلي الذي بموجبه يتوصل إلى صفقة، ينهون فيها الحرب، وثمة تسوية في الشمال (القرار 1701)". ويتابع: "هذا سيناريو تفاؤلي؛ مفاده أنّ إسرائيل ستخرج من هذه القصة مع وقف إطلاق النار. لا يهمّ اقتصاديًا ما إذا كان يحيى السّنوار حيًّا أم ميتًا، لكن ما يهمّ هو إذا كان هناك صفقة لتبادل الأسرى. بالمناسبة، هذا سيناريو يزعم الجيش بأنّه ممكن، وهذا هو السبب الذي يجعل المسؤولين في المؤسسة الأمنية يعملون عليه".
يضيف أكشتاين: "سيناريو تهديد إيراني وتهديد من حزب الله تتوقف فيه كل الطائرات عن السفر إلى إسرائيل هو سيناريو مرعب، لا توجد توقّعات حوله". ويردف: "يدور الحديث عن سيناريو صواريخ على الشمال حتى حيفا على مدى شهر ونصف الشهر. نحن نقصف في الشمال، ثمة تجنيد شامل لعناصر الاحتياط وتوغل بري في لبنان، لكن هذا ينتهي بعد شهر ونصف شهر باتفاق على أساس القرار 1701 التابع للأمم المتّحدة. بعبارة أخرى، النهاية هي ما كان يمكن أن يحصل الآن أيضًا من دون حرب، في حال أنهينا الآن القصة مع الأسرى". كما يُشير إلى أنّه في هذا السيناريو يوجد تراجع في الناتج إلى 2.5%، بينما تصل نسبة دين الناتج الى 75% من إجمال الناتج المحلي؛ في حين ثمة تراجع كبير في تصنيف إسرائيل الائتماني". السيناريو الذي يُقلق، وفقًا لأكشتاين، ويجب أن يقلق جميع الاسرائيليين هو المتعدد الساحات، والذي يسميه "سيناريو الرعب".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها