الخميس 2024/09/12

آخر تحديث: 14:42 (بيروت)

بوريل يجول على المسؤولين: للحد من التصعيد العسكري

الخميس 2024/09/12
بوريل يجول على المسؤولين: للحد من التصعيد العسكري
بوريل: أحثّ قادة لبنان على العمل من أجل مصلحة لبنان واللبنانيين(علي علوش)
increase حجم الخط decrease

في الزيارة الثانيّة له لهذا العامّ، وصل الممثّل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشّؤون الخارجيّة والسّياسيّة والأمنيّة ونائب رئيس المفوضيّة الأوروبيّة جوزيف بوريل، أمس، إلى بيروت وفي جعبته عدّة ملفات ناقشها اليوم، الخميس 12 أيلول مع المسؤولين في لبنان. وتضمن جدول أعمال بوريل التأكيد على المساعي الأوروبيّة لإيجاد حلول لخفض التوتر وإنهاء الحرب في غزّة ولبنان والبحث في إمكانيّة تطبيق القرار 1701 كاملًا. ليؤكد وخلال مختلف الزيارات على الحرص الأوروبيّ على استقرار لبنان.

زيارة ميقاتي وبري
واستهل بوريل جولته اليوم، بزيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي لفت بُعيد الزيارة إلى أنّ "المطلوب في هذه المرحلة تكثيف الضغط الدولي والأممي لوقف العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان". هذا، وتطرق البحث إلى الأوضاع الداخليّة وضرورة تكثيف التعاون ببن لبنان والاتحاد الاوروبي لمعالجة "ملف اللجوء السوري ومخاطره الراهنة والمستقبليّة"، في حضور سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان ساندرا دي ووفد من المفوضية. وشارك في اللقاء مستشارا رئيس الحكومة الوزير السّابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر.

كما وزار بوريل، رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، بحضور سفيرة الإتحاد لدى لبنان، ساندرا دو وال، والمستشار الإعلاميّ لبري، علي حمدان. وتمّ خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة ولبنان وتداعياته الأمنيّة والسّياسيةّ على الأمن والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وأعرب بري عن "تقديره لمواقف بوريل الإنسانيّة المؤشرة للحقّ والحقيقة من مجريات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، والذي يتواصل منذ حوالي العام". مؤكدًا أن "لبنان لا يريد الحرب لكن له الحقّ وقادر على الدفاع عن نفسه". وخاطب بري الموفد الأوروبي بالقول: "شهدتم بأنفسكم الغطرسة والعدوانية الإسرائيلية على لبنان أثناء زيارتكم لقوات اليونيفل في الناقورة في جنوب لبنان". وإعتبر رئيس المجلس أن "الحكومة تعمل وفقًا للصلاحيات المنوطة بها دستوريًا وخصوصاً خلال الشغور الرئاسيّ الذي وبكل جديّة نعمل على إنجاز هذا الإستحقاق عبر ما طرحناه منذ أكثر من عام كمبادرة".

زيارة بو حبيب
وفي مؤتمر صحفي مشترك، عُقد بُعيد لقاء بوريل بوزير الخارجيّة في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، أشار بوريل إلى أنّ "هناك عوائق سلبيّة على لبنان بسبب الأزمة في سوريا وحرب غزة"، مضيفًا "طبول الحرب لم تتوقف منذ زيارتي للبنان في كانون الثاني الماضي. والشعب اللبناني يرغب بالسلام والاستقرار والتنمية وليس الحرب"، موضحًا "أننا نتخوف من مزيد من التصعيد الإقليمي بسبب الحرب في غزة"، وقال: "رسالتي الأساسية اليوم هي أن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب الشعب اللبناني. نريد الحدّ من التصعيد العسكري وندعو كل الجهات لاتباع هذا النهج".

وأضاف بوريل " أحثّ جميع قادة لبنان على العمل من أجل مصلحة لبنان واللبنانيين وليس مصلحة أحد آخر". وذكر أنّه "ينبغي أن يمهد التنفيذ الكامل للقرار 1701 لتسوية شاملة، ويجب أن تعود المؤسسات اللبنانية إلى العمل بما في ذلك رئاستا الجمهورية ومجلس الوزراء"، وأعلن: "مستعدون لمواصلة دعم قادة لبنان لتحقيق الاستقرار من أجل الشعب اللبناني". ورأى بوريل أنّ "الحرب ليست محتومة وتعتمد على الإرادة في تجنبها. وعلينا مواصلة العمل من أجل سلام شامل في المنطقة". خاتمًا بالقول: "السلام يقتضي حصول الفلسطينيين على دولتهم، ونعمل بكل الطرق على وقف إطلاق النار في غزة ولكن ليس لدينا عصا سحرية، ونستخدم مواردنا المالية والدبلوماسية للتوصل إلى سلام في المنطقة".
هذا وألتقى بوريل، بقائد الجيش العماد جوزيف عون، وجرى التّداول في أوضاع لبنان والمنطقة فضلًا عن التطوّرات عند الحدود الجنوبيّة.

زيارة جنبلاط
يُذكر أن بوريل والوفد المرافق، كان قد زار مساء الأمس الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكيّ وليد جنبلاط، في كليمنصو، بحضور رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط، وعضو "كتلة اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور ونائب رئيس الحزب زاهر رعد.

وتخلّل اللقاء نقاش في عدد من الملفات أبرزها العدوان الإسرائيليّ على لبنان والحرب في غزّة والملف الفلسطيني، إضافةً إلى ملفات محلية عدّة كالاستحقاق الرئاسي واللجوء السوري. وبعد اللقاء، قال جنبلاط: "قلائل هم الأشخاص في التاريخ الذين يبرزون في هذه المواقف، برز بوريل بعد حرب غزّة، وبرز في الاتحاد الأوروبي بعد الاستباحة الكاملة لحقوق الإنسان والإنسانية في غزّة وفلسطين المحتلة، بوريل، فيليب لازاريني في الأونروا والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على أمل أن نجد شخصيات مماثلة في العالم العربي أو العالم بشكل عام".

تلّ أبيب لا ترحب بـبوريل
وبالتزامن مع زيارة بوريل لبيروت، نقلت عدّة صحف إسرائيليّة، أبرزها صحيفة يديعوت أحرنوت، اليوم، أنّه و"بعد انتقاده مرارًا وتكرارًا للانتهاكات الإسرائيليّة الحاصلة بحق الفلسطينيين لاسيما في الضفة الغربية، يبدو أن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل لم يعد محل ترحيب في إسرائيل. فقد أفادت مصادر مطلعة بأن وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كالتز رفض السماح لبوريل بزيارة تل أبيب. كما أضافت بأن المسؤول الأوروبي الرفيع ألغى زيارة إسرائيل ضمن جولته الحالية في المنطقة.

وذكرت الصحيفة أن بوريل "انتقد بشدّة قبل أيام الانتهاكات الإسرائيليّة في الضفة، وأكدّ أنها تعطل حل الدولتين، بل تجعله مستحيلًا. وعمد أكثر من مرة إلى توجيه سهام انتقاداته إلى وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش. كذلك أكد أن الاتحاد يبحث فرض عقوبات عليهما، لدورهما في تشجيع اعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين في الضفة".

في المقابل، وحتّى اللحظة، لم يصدر أي تعقيب أو توضيح من الاتحاد الاوروبي حول الموضوع.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها