الأربعاء 2024/08/21

آخر تحديث: 13:58 (بيروت)

خمسة شهداء: إسرائيل تكثّف حملة الاغتيالات في العمق اللبناني

الأربعاء 2024/08/21
خمسة شهداء: إسرائيل تكثّف حملة الاغتيالات في العمق اللبناني
تجدّدت الاشتباكات بين حزب الله والجانب الإسرائيليّ، فيما كرّر الأخير استهدافه للعمق اللبنانيّ (Getty)
increase حجم الخط decrease
بعد ليلةٍ دمويّة شهدها العمق اللّبنانيّ وتحديدًا قضاء بعلبك، إثر استهداف عددٍ من المواقع فيه للمرة الثانية على التوالي في يومٍ واحد، تجدّدت الاشتباكات بين حزب الله والجانب الإسرائيليّ، منذ صباح اليوم الأربعاء 21 آب الجاري، فيما كرّر الأخير استهدافه لمواقعٍ في الداخل اللّبنانيّ، وآخرها مدينة صيدا الجنوبيّة، حيث استهدفت مسيّرة إسرائيليّة سيارة رباعية الدفع في محلة الفيلات- صيدا بالقرب من جامع الإمام علي، وعلى الفور هرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدنيّ والقوى الأمنيّة إلى محل الاستهداف، وأدّت الغارة إلى سقوط شهيد، تبين أنّه خليل المقدح وهو شقيق اللواء منير المقدح.

اغتيالات في العمق اللبناني
وصرّح قائد كتائب شهداء الأقصى، منير المقدح، في لبنان أن "المستهدف هو خليل المقدح وهذا طريق نصر أو شهادة والاغتيالات تزيدنا صلابة". وأضاف المقدح أن "الاغتيالات تزيدنا قوة وهذه الشهادة وسام شرف والمقاومة لا تزال صلبة على الأرض، وخليل المقدح عميد في حركة فتح ويعمل في الجناح العسكري في كتائب شهداء الأقصى".

هذا في وقتٍ أعلن فيه مركز عمليات طوارئ الصحّة العامة التابع لوزارة الصحة في بيان، أن الغارة الإسرائيلية المعاديّة الّتي استهدفت سيارة في بلدة بيت ليف، صباح اليوم، أدّت إلى استشهاد مواطن لبنانيّ. كذلك أدّى القصف الإسرائيليّ المعادي على بلدة الوزاني إلى استشهاد شابٍ سوريّ. وصدر عن المركز بيانٌ آخر، فيه الحصيلة المحدثة لسلسلة الغارات الإسرائيليّة، مساء الأمس الّتي استهدفت محلة مزرعة الضليل عند أطراف بلدة بوداي، والمنطقة السهلية بين سرعين التحتا والسفري، والثالثة على منطقة مأهولة بالسكان في بلدة النبي شيت، مؤديةً إلى استشهاد الشاب علي الموسوي، وإصابة 20 مواطنًا بجروح، حالة أحدهم حرجة. ومن بين المصابين 8 أطفال، ستة منهم تتراوح أعمارهم ما بين السنتين والعشر سنوات، وقد توزع الجرحى بين مستشفى رياق ودار الأمل الجامعي لتلقي العلاج.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ، في بيان، أن طائرات سلاح الجو شنت غارة على مستودعات ذخيرة تابعة لحزب الله في منطقة البقاع في العمق اللبناني. بعد الهجمات، تمّ رصد انفجارات ثانوية تشير إلى وجود الأسلحة في المستودعات الّتي تعرضت للهجوم. وقال أن "مجمعًا عسكريًّا يستخدمه نظام الدفاع الجوي التابع لحزب في منطقة البقاع، قد تعرض إلى سلسلة غارات، حيث يشكل المجمع تهديدًا لطائرات سلاح الجوّ الإسرائيليّ. وقضت طائرة على أحد عناصر حزب الله في منطقة وادي حمول جنوبي لبنان".

صليات من الصواريخ
من جهته، استهدف حزب الله تموضعات وتجمعات ومواقع للجيش الإسرائيليّ في المنطقة الحدوديّة. وأعلن حزب الله عن استهداف مجموعة من الجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة "زرعيت" بقذائف المدفعيّة، وذلك بعد مراقبة ومتابعة القوات الإسرائيليّة في المنطقة، حيث تم تحقيق إصابات مباشرة. وتمّ إطلاق أكثر من 40 صاروخًا من لبنان تجاه الجليل والجولان. كما وأعلن في بيانٍ آخر أنّه شنّ هجومًا جويًّا بأسرابٍ من المسيرّات الانقضاضيّة على المقرّ الاحتياطيّ للفيلق الشماليّ وقاعدة ‏تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستيّة في عميعاد، مستهدفةً مراكز القيادة وأماكن تموضع ‏ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة.

في المقابل، قال الجيش الإسرائيليّ أن حزب الله استهدف مدنيين بقصف كاتسرين و"سنرد بما يتلائم مع ذلك". وأعلن عن انفجار طائرة بدون طيار في منطقة عميعاد في الجليل الأعلى. ودوّت منذ الصباح، صافرات الإنذار  في المنطقة الصناعية رمات دلتو، الجش، دلتون، كارم بن زمره، علماه، ريحانيه، خشية تسلل طائرة مسيرة من لبنان. كما ودوّت في أفيفيم، يرؤون، برعام بالجليل الغربي، خشية تسلّل طائرة مسيرة من لبنان. فضلًا عن كدمات زفي وكتسرين والمنطقة الصناعية في الجولان الجنوبي.

التحديات الّتي تواجه إسرائيل
إلى هذا كشفت الباحثة البارزة في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيليّ ونائب رئيس مجلس الأمني القومي سابقًا أورنا مزراحي في مقابلة خاصة لــ"بودكاست الجبهة الشمالية" الخاص بصحيفة "معاريف"، التحديات المعقّدة التي تواجه كيان العدو على الحدود الشمالية مع لبنان، واقترحت سبلًا للتعامل مع التهديد المتزايد من جهة حزب الله. وبحسب مزراحي، جذور الأزمة تعود الى ثلاثة تطورات مركزية منذ حرب لبنان الثانية في العام 2006، والتي أدت إلى تعزيز حزب الله لوجوده في الجنوب في السنوات الأخيرة.

وقالت: "التعاظم العسكري لحزب الله بدعم إيراني، حيث ضاعف مخازن الصواريخ والوسائل العسكرية التي بحوزته 10مرات منذ العام 2006، وهذه إستراتيجية حزام النار". ورأت أن "إيران تقود نظرية حرب متعددة الساحات ضد "إسرائيل"، بمشاركة حزب الله وجهات إضافية، في جزء من جبهة المقاومة الذي يشمل أيضًا الحوثيين (أنصار الله)، والفصائل الحليفة لإيران في العراق وسوريا".

وشدّدت على أنه "في السنوات الأخيرة طرأ تدهور جوهري في ميزان الردع مع حزب الله". وأضافت: "لقد شاهدنا استفزازات وزيادة حضور حزب الله على طول الحدود قبل الحرب"، وذكّرت بأحداث مثل إقامة الخيمة في مزارع شبعا، العملية في "مجيدو" و"الاستفزازات" ضد جنود الجيش. ولفتت الى أن حزب الله رأى الخلافات الداخلية في إسرائيل ضعفًا، الأمر الذي زاد من ثقته بنفسه واستعداده لتحمّل المخاطر، وتابعت: "لقد شاهدوا المظاهرات: في السنة الماضية، والتوترات السياسية، وفسّروا ذلك على أنها فرصة".

أمّا بخصوص الوضع الحالي في الشمال؛ فقد وصفت مزراحي بـ"حرب استنزاف يومية"؛ وقالت: "حزب الله يدير معركة محدودة لكن متماسكة، بهدف إضعاف إسرائيل مع مرور الوقت. أحد الإنجازات المهمّة بالنسبة إلى حزب الله هو إجلاء نحو 60 ألف من المستوطنات المتاخمة للحدود، وهذا يرونه الإنجاز الأكبر". كما أكدّت أن "الأمر الأهمّ هو أنه على حكومة "إسرائيل" العمل الآن لإعادة الأسرى وإنهاء القتال في غزة". وختمت" "وقف النار في غزة سيؤدي، بشكل أكيد تقريبًا، إلى وقف القتال من جانب حزب الله..  الاستعداد العسكري الجديد في الشمال يوفّر الأمن لـ"سكان" الشمال للعودة إلى منازلهم، وتتضمن "تعزيز قوات عسكرية وتحسين حماية المستوطنات وتطوير وسائل دفاع متقدمة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها