الأربعاء 2024/08/21

آخر تحديث: 21:55 (بيروت)

الميدان الجنوبي مشتعل وبن غفير يدعو للحرب

الأربعاء 2024/08/21
الميدان الجنوبي مشتعل وبن غفير يدعو للحرب
لم تهدأ المواجهات قصفاً وغارات (Getty)
increase حجم الخط decrease
على غرار الاستنفار السّياسيّ المحليّ والدوليّ، تخوفًا من التصعيد الأكبر الرافد لسيناريو حربٍ شاملة، كان الواقع الميدانيّ اليوم، الأربعاء 21 من آب الجاري. إذ لم تهدأ المواجهات والاشتباكات بين طرفي القتال –حزب الله والجانب الإسرائيليّ– منذ الصباح، ووصلت ذورتها ظهر اليوم. هذا في وقتٍ صدر عن وزير الخارجية اللبنانيّ تصريح قال فيه: "من الضروري أن تلعب الأمم المتحدة وبعثتها لمراقبة الهدنة الدور المنوط بهما"..

سلسلة عمليات
وأعلن الحزب في بياناتٍ متتاليّة، أنّه "ردًّا على الاعتداءات الإسرائيليّة الّتي طالت البقاع وأدّت إلى جرح العشرات وترويع السكّان، شنّ هجومًا جويًّا بأسرابٍ من المسيّرات الانقضاضيّة على المقرّ الاحتياطيّ للفيلق الشماليّ، وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستيّة في عميعاد، مستهدفًا مراكز القيادة وأماكن تموضع ضباطها وجنودها وأصاب أهدافه بدقّة". كما وقام باستهداف دبابة "ميركافا" بصاروخٍ موجه في موقع العباسية بعد متابعةٍ ومراقبة لقوات العدو. فيما قام باستهداف ثكنة "راميم" –مقرّ قيادي كتائبي تشغله حاليًّا قوات من لواء غولاني– بصليةٍ من صواريخ الكاتيوشا، ردًّا على اغتيال حسين محمد مصطفى "ضياء" مواليد العام 1975 في بيت ليف بغارةٍ جويّة، والذي سبق ونعاه الحزب.

وفي سلسلةٍ أخرى من العمليات، استهدف الحزب "تموضعات لجنود العدو في ‏موقع مسكافعام بالأسلحة الصاروخية وأصابوها إصابة مباشرة". كما و"استهدف ثكنة زرعيت ‏بقذائف المدفعية وأصابوها إصابةً مباشرة". كذلك أعلن الحزب أن مقاتليه استهدفوا "التجهيزات ‏التجسسية في موقع بركة ريشا بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابةً مباشرة". وجرى استهداف موقع المالكية بالقذائف ‏المدفعية. وآخرها كان ثكنة راموت ‏نفتالي بِصليةٍ من صواريخ الكاتيوشا.

نتنياهو في قاعدة جوّية
في المقابل، شنّ الجيش الإسرائيليّ عدد من الغارات والهجمات على بلدات وقرى لبنانية، منها كفركلا، بيت ليف، رميش، عيترون وأطراف راشيا الفخار. واخترق الطيران الحربيّ الإسرائيليّ جدار الصوت فوق بيروت وجبل لبنان والبلدات والمدن الجنوبيّة.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيليّة إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، قام اليوم الأربعاء، بجولة على قاعدة سلاح الجو "رمات دافيد"، حيث عقد اجتماعًا مع كبار المسؤولين في سلاح الجو، بما في ذلك رئيس مقر القوات الجوية، عومر تيشلر؛ وقائد نظام الدفاع الجوي، غلعاد بيرن. وخلال الاجتماع، تلقى نتنياهو إحاطة شاملة حول استعدادات سلاح الجو في جميع الجبهات، وخصوصاً في الشمال، بحسب ما جاء في بيان صدر عن مكتبه. وفي ختام جولته الميدانية، قال نتنياهو "أنا هنا في قاعدة سلاح الجو لمتابعة استعداداتنا لمواجهة التهديدات القريبة والبعيدة على حد سواء. نحن مستعدون لأي سيناريو، سواء في الدفاع أو الهجوم. سلاح الجو هو قبضة الحديد التي نستخدمها لضرب نقاط ضعف أعدائنا. الفرق الأرضية، الطيارون والقادة هنا يقومون بعمل بطولي. وإذا تطلب الأمر، سنثبت ذلك مرة أخرى وبقوة أكبر". هذا ودعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، في مقطع فيديو نشره على حسابه في منصة إكس إلى شن حملة عسكرية على حزب الله.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيليّ، اليوم الأربعاء، قد اغتال خليل المقدح، شقيق اللواء منير المقدح، القيادي في حركة فتح الفلسطينية، في غارة لمسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة الفيلات، بالقرب من جامع الإمام علي بمدينة صيدا جنوبي لبنان. وهو أول مسؤول من حركة فتح يتم اغتياله بضربة إسرائيلية في لبنان منذ بدء الاحتلال حربه على قطاع غزة في 7 تشرين الأول الماضي. وفي هذا السّياق أصدر جيش الاحتلال بيانًا أعلن فيه عن اغتيال خليل المقدح بغارة جويّة في صيدا، وزعم جيش الاحتلال في بيانه أن "خليل المقدح هو أخ منير المقدح، وهما يعملان لصالح حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وهما يعملان لتوجيه عمليات تخريبية وتحويل الأموال والسلاح في الضفة الغربية".

الطائرات المسيّرة
وفي سياقٍ متصل، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن أكثر من 1200 طائرة مسيّرة محمّلة بمواد متفجرة تسلَّلت منذ بداية هجوم حزب الله إلى الشمال، وتجد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية صعوبةً حتى الآن في تقديم حلٍ لهذا التهديد الفتَّاك، خصوصاً أنها لم تتمكّن في بعض الأحيان من تشخيص تسلّلها من لبنان. وبحسب الصحيفة، فإن كثيرًا من هذه الطائرات لم تُعتَرض بسبب الصعوبات العملانية وتعقيدات منظومات الاعتراض الإسرائيليّة.

وأضافت الصحيفة "نتيجة لعمليات إطلاق الطائرات المُسيّرة الدقيقة، قتل ثمانية جنود وأصيب عشرات. من تحليل معدل صافرات الإنذار التي دوّت في مستوطنات الجليل منذ اندلاع الحرب يظهر أنها شغّلت على الأقل 395 إنذارًا من تسلل طائرات مسيّرة هجومية، وفي أعقابها طلب من مئات آلاف السكان الدخول إلى مناطق محصّنة. نسبة ملحوظة من صافرات الإنذار اتضح في النهاية أنها إنذارات كاذبة بسبب الصعوبة في  تشخيصٍ نهائي للتهديدات، مثل طيور تفعّل أحيانًا أجهزة الإنذار الحساسة".

وأشارت الصحيفة إلى أن "طائرات كثيرة، بشكلٍ خاص كهذه المخصّصة لجمع استخبارات، نجحت بالوصول بهدوء إلى حيفا وكذلك أبعد من هذا من دون أن تُشخَّص أبدًا من قبل أجهزة الإنذار، وسلاح الجو لم يحاول اعتراضها". ووفق معطيات متابعة تحذيرات قيادة الجبهة الداخلية لمناطق مأهولة، يظهر أنَّ الأشهر التي حصل فيها أكبر عددٍ من صفارات الإنذار في الشمال كانت أيار وحزيران، مع أكثر من 80 تحذيرًا في كل شهر، إذ أدى كلٌّ منها إلى إرغام سكان الكثير من المستوطنات على الدخول إلى الملاجئ في أعقاب مسار طيران الطائرة المسيّرة، على ما أوردت "يديعوت أحرونوت".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها