الأحد 2024/07/28

آخر تحديث: 15:52 (بيروت)

إسرائيل تدرس ردّها: الخوف من الحرب أقوى من الانتقام

الأحد 2024/07/28
إسرائيل تدرس ردّها: الخوف من الحرب أقوى من الانتقام
"إسرائيل تأكل الآن ما طهته طوال سنين" (Getty)
increase حجم الخط decrease
يستدل من التحليلات المنشورة في الصحف الإسرائيلية اليوم، الأحد، حول سقوط قذيفة صاروخية، أطلِقت من جنوب لبنان، في بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان المحتلة وأودت بحياة 12 طفلا وفتى، أن "رداً إسرائيلياً" لن يكون أشد من الضربات الإسرائيلية خلال الأشهر العشرة الأخيرة للقتال بين حزب الله وإسرائيل، في ظل الحرب على غزة. واستبعد المحللون "رداً إسرائيلياً" أشد من الهجمات السابقة في لبنان، بسبب الخلافات حول "ردٍ" كهذا داخل الجيش الإسرائيلي، وبالأساس بسبب الصراعات داخل القيادة السياسية العليا.

وعقد وزير الأمن، يوآف غالانت، مداولات بمشاركة قيادة هيئة الأركان العامة الإسرائيلية، أمس، بادعاء بلورة رد شديد وبشكل يوضح لحزب الله ثمن تغيير قواعد القتال، إلى جانب وضع نقطة لوقف الحرب ومنع حرب شاملة وواسعة. وأشار المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، إلى أن "هذه قرارات دراماتيكية للغاية ولن تُتخذ من دون مصادقة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو". وأضاف أنه "لا ينقص أهدافاً في لبنان، وضمنها منشآت بنية تحتية امتنعت إسرائيل عن استهدافها في أعقاب مطلب دولي بقيادة إدارة بايدن".

تحذيرات نصرالله
وأشار يهوشواع إلى تحذير أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة في أعقاب استهداف طائرة الحوثيين المسيرة لتل أبيب. فقد حذر نصرالله من أن أي هجوم إسرائيلي سيستهدف بنية تحتية لبنانية سيقابل باستهداف بنية تحتية إسرائيلية، بينها منصات حقول الغاز. وأضاف يهوشواع أنه من أجل التأكيد على جدية تهديد نصرالله، أطلق حزب الله طائرة مسيرة باتجاه منصة حقل الغاز "كاريش"، وأسقطها سلاح البحرية الإسرائيلي.

وبحسب المحلل، فإن إسقاط المسيرة "ليس مهما بالنسبة لنصرالله، لأنه وضع بذلك البنى التحتية الإسرائيلية كهدف، ولديه قدرات أكبر وأكثر دقة من هذه المُسيرة. ورغم ذلك، توجد أصوات في الجيش الإسرائيلي التي تدعو إلى استهداف بنى تحتية لبنانية". وأضاف أنه "في الجيش الإسرائيلي يكتشفون الآن أن الهجمات التي استهدفت قياديي حزب الله، كانت نجاحات تكتيكية، لكنها لم تشكل نقطة تحول إستراتيجية. وحزب الله أطلق مئات القذائف الصاروخية والطائرات المسيرة ردا على أي اغتيال، والجيش الإسرائيلي احتوى هذا الرد، وهكذا فإنه ليس واضحا ما الذي كسبناه من اغتيال القياديين. كما أن إعلان نصرالله عن توسيع إطلاق النار إلى بلدات إسرائيلية جديدة مرّ من دون تغيير في شدة الرد الإسرائيلي".

النعامة الإسرائيلية
ونقل عن قسم من الجنرالات في هيئة الأركان العامة قولهم حول "رد شديد"، إن "هذه خطوة يمكن السيطرة عليها، لكن زملاءهم يدعون العكس". واعتبر أن ما حدث في مجدل شمس أمس "يمنح شرعية لعملية عسكرية. وتنفيذها يتطلب خطوة إعلامية حازمة ومنسقة وسريعة، وحتى الآن لم نر أمرا كهذا. وربما لا جدوى من تطوير توقعات فيما العلاقات بين رئيس الحكومة ووزير الأمن مدمَرة".

من جانبه، انتقد المحلل السياسي في صحيفة "معاريف" بن كسبيت، زيارة نتنياهو الطويلة لواشنطن، وتبكير مغادرتها فقط بعد ضغوط من شركائه في الحكومة. واعتبر كسبيت أن "إسرائيل تأكل الآن ما طهته طوال سنين. فسياسة احتواء واستبعاد مكّنت حزب الله أن يتحول إلى وحش وحماس إلى وحش أصغر. والنعامة الإسرائيلية أخرجت رأسها من الرمال متأخرة. فكل شيء مشتعل الآن. جميع الجبهات مشتعلة بالتزامن. والسنوات الطويلة التي سمحنا خلالها لحزب الله بإقامة تحصينات هائلة عند الحدود، وجمع مئات آلاف المقذوفات والصواريخ، وبعصها دقيق، تنفجر في وجهنا الآن". وقلل كسبيت من أهمية "المشاورات الأمنية" التي أجراها نتنياهو في واشنطن مع مستشاره العسكري فقط، "إذ أن نتنياهو لا يتحدث مع وزير الأمن، وعلاقاته متوترة مع رئيس هيئة الأركان العامة. وياريف ليفين (وزير القضاء) يقوم بأعماله، ويسرائيل كاتس (وزير الخارجية) مسؤول عن عقد الكابينيت السياسي الأمني. لقد قام نتنياهو بخصخصة وتفكيك وتفتيت منصب القائم بأعمال رئيس الحكومة، مثل فعل بالدولة".

سياسة الاغتيالات
بدوره، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن "إسرائيل حرصت طوال الحرب ضد حماس على إدارة المواجهة مع حزب الله كحلبة ثانوية. ومنذ بداية الحرب على غزة يتبادل الجانبان ضربات متصاعدة، لكنهما امتنعا حتى الآن عن الانزلاق إلى حرب شاملة. والوسائل الإسرائيلية الأكثر تشددا كانت سلسلة اغتيالات ضد قادة في حزب الله". وأضاف هرئيل أن "حزب الله صعّد تدريجيا ردود فعله على هذه الاغتيالات، وأطلق مؤخرا رشقات شملت 100 إلى 200 قذيفة صاروخية وأحيانا إلى عمق 40 كيلومتر من الحدود، رد على أي اغتيال. وهكذا حدث أمس أيضاً، عندما أطلق عشرات القذائف الصاروخية على الجليل وجبل الشيخ وشمال الجولان، رغم أنه ليس معلوما عن مقتل قيادي كبير في هجوم إسرائيلي".

وأشار إلى أنه "بغياب إستراتيجية إسرائيلية حقيقية، جرى تسويق الاغتيالات على أنها رد لائق على عدوانية حزب الله. وفعليا، ليس واضحا مدى تأثيرها. وهي لم تلجم حزب الله بكل تأكيد. والآن، على الأرجح أن يقرر نتنياهو وغالانت وجهاز الأمن القيام برد أشد. وقسم من الضالعين (بقرار كهذا) يعتقدون أن سيكون بالإمكان زج حزب الله في الزاوية، بواسطة عدة أيام قتالية مكثفة أكثر، من دون الانجرار إلى حرب شاملة. وهذا رهان يصعب تقدير نتائجه سلفا". ولفت هرئيل إلى أن "الأمر الواضح هو أن عدم التوصل إلى صفقة مخطوفين ووقف إطلاق نار مع غزة في الجنوب، سيزيد الآن تعقيد الوضع في الشمال أكثر. ومن الجائز الآن أن تقف إسرائيل أمام تصعيد في الشمال من دون أن تتمكن من استقرار الجبهة في الجنوب. ووعود نتنياهو في الولايات المتحدة حول الانتصار المطلق تبدو حاليا أنها فارغة أكثر من ذي قبل. ومن الجائز أن من شأن تدخل أميركي حازم أن يوقف التدهور الآن".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها