الجمعة 2024/07/26

آخر تحديث: 14:35 (بيروت)

تقرير إسرائيلي: لا إنجاز.. ولا نعلم ما يخبئه "الحزب"

الجمعة 2024/07/26
تقرير إسرائيلي: لا إنجاز.. ولا نعلم ما يخبئه "الحزب"
تقرير إسرائيلي: يستخدم حزب الله موارده بحذر (Getty)
increase حجم الخط decrease
رغم التصريحات المتشددة لسياسيين وضباط إسرائيليين، فإن القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية لا تجد بديلاً لإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم، سوى بحرب شاملة أو وقف إطلاق نار كامل. وهاتان إمكانيتان تمتنع عن تنفيذهما.
ألحقت الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي على جنوب لبنان أضراراً كبيرة، مثلما ألحق قصف حزب الله بالصواريخ والمقذوفات والطائرات المسيرة أضراراً في شمال إسرائيل. وهذا الوضع إلى جانب خلو البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية من السكان، "يزيد الإحباط في الحكومة والجيش الإسرائيلي"، حسب تقرير للمحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الجمعة.

لا إنجاز
وأشار التقرير إلى أن "الأضرار المتزايدة في لبنان جراء الهجمات الإسرائيلية، لا تُترجم إلى إنجاز استراتيجي. والقيادة الإسرائيلية لا تجد بديلا لإعادة السكان إلى بيوتهم، سوى بحرب شاملة أو وقف إطلاق نار كامل، وهاتان إمكانيتان تمتنع عن تنفيذهما". وأضاف أن "عدم شهية الحكومة وهيئة الأركان العامة لحرب في الشمال بارز، بالرغم من التصريحات العلنية المتشددة" التي تدعو لشن حرب على لبنان، "واعتراف وزير التربية والتعليم، يوآف كيش، هذا الأسبوع، بأن السنة الدراسية لن تفتتح في البلدات الحدودية مطلع أيلول/سبتمبر، يعكس خطورة الوضع. والنتيجة قد تكون مغادرة جماعية لعائلات مع أطفال وفتية، بحثاً عن مستقبلهم في مكان آخر، آمن أكثر".

وحسب التقرير، فإنه "مقابل التوافق النسبي في القيادة، يتبلور خط مضاد لدى بعض الضباط الكبار في القيادة الشمالية للجيش. والادعاء الذي يتعالى هو أن الوضع لا يحتمل، وقد يتفاقم في السنوات القريبة، وأنه لن يكون هناك خيار لدى إسرائيل سوى المبادرة إلى حرب مع حزب الله، هدفها إلحاق ضرر عسكري كبير وإبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني". وتخوفات هؤلاء الضباط في القيادة الشمالية مزدوجة وتتطرق إلى فترتين منفصلتين، الفترة القريبة والوضع الإقليمي الذي سينشأ خلال عدة سنوات، وفقاً للتقرير. "ففي الواقع الحالي، ورغم الابتعاد المؤقت لعناصر قوة رضوان النخبوية عن الجدار (الحدودي)، ليس لدى إسرائيل القدرة على إبعادهم من المنطقة (الحدودية) بشكل دائم".

وأضاف أنه "حتى لو تم التوصل إلى اتفاق سياسي بوساطة أميركية، فإنه لا توجد طريقة للتأكد من أن حزب الله سيبقى في شمال الليطاني"، مثلما حدث في أعقاب صدور القرار 1701 بعد حرب لبنان الثانية، العام 2006. لكن التقرير اعتبر أن "الخطر أكبر الآن، على إثر البنية التحتية التي بناها حزب الله قرب الحدود. وقد تعرضت البنى التحتية الموجودة فوق سطح الأرض لضرر هائل، لكن إسرائيل لا تزال لا تعلم الحجم الكامل لما يختبئ تحت سطح الأرض". وإطلاق حزب الله النار "لا يزال محسوب وحتى أنه محدود، بالرغم من الضرر الشديد الذي يلحقه بمعنويات الجمهور الإسرائيلي"، وفقاً للتقرير. "وحزب الله لم يجند كافة قواته في الاحتياط ولم يستخدم أسلحة إستراتيجية، مثل الصواريخ الدقيقة للمدى الطويل. وهو يستخدم موارده بحذر".

خطر الأنفاق
ولفت التقرير أيضا إلى أنه بالرغم من تحسين إسرائيل لقدرتها في جمع المعلومات الاستخباراتية في لبنان، إلا أنه "يصعب نفي الاشتباه بأنه نشأت فجوة مقلقة بين ما تعلم به إسرائيل وبين الواقع الموجود تحت سطح الأرض. فقد استعد حزب الله طوال 18 عاماً، بشكل يسمح لقوات الرضوان بالقفز لهجوم على الحدود، عند الضرورة". وكشفت إسرائيل ستة أنفاق تحت الحدود وتمتد لأراضيها، في العام 2018، ودمرتها. إلا أن التقرير لفت إلى أن "ثمة شكاً إذا كانت إسرائيل تعلم بالضبط أين تمر جميع الأنفاق الدفاعية في جنوب لبنان وكيف تصد بشكل مؤكد هجوماً فوق سطح الأرض، كالذي نفذته حماس في 7 أكتوبر. وطالما أن الأنفاق موجودة، يبقى خطر الهجوم المفاجئ. ومع اتفاق، ومن دون حرب، هل ستتمكن القيادة الإسرائيلية أن تقول للسكان بشكل موثوق إنه لا يوجد خطر على حياتهم إذا عادوا إلى البلدات الحدودية؟".

ويدعي الضباط الذين يريدون الحرب على لبنان أن مستوى جهوزية وحدات سلاح البرية، النظامية وفي الاحتياط، "هي الأعلى منذ عقود، على إثر الخبرة المكتسبة من الحرب على غزة والتدريبات على سيناريو لبناني. كما أن غياب المدنيين في كلا جانبي الحدود يسهل القتال ويقلص عدد المستهدفين المدنيين. ومن دون هجوم إسرائيلي، من شأن حزب الله أن يستمر بالتسلح بوتيرة ونوعية أسرع مما يحدث في الجيش الإسرائيلي. وإذا تسلحت إيران بسلاح نووي، فإن المحور الشيعي سيستكمل عملية أشبه بقتل الملك (في لعبة شطرنج) ضد إسرائيل".

في المقابل، يشير معارضو الحرب في التوقيت الحالي، وفقاً للتقرير، إلى أنه "توجد ضرورة لدى الجيش الإسرائيلي لإدارة اقتصاد ذخائر (عدم إطلاق ذخيرة بشكل مكثف وعشوائي). ويتعين على الجيش النظامي وجيش الاحتياط أن ينتعشا من التآكل والعبء المتعلقين بالحرب في التسعة أشهر الأخيرة. وهناك الخطر الواضح على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، التي لم تختبر أبداً مواجهة ترسانة صواريخ وقذائف صاروخية مكثفة، كتلك الموجودة بحوزة حزب الله".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها