الخميس 2024/09/12

آخر تحديث: 19:18 (بيروت)

"الميديا هَب" يجتاح الإعلام التقليدي والبديل

الخميس 2024/09/12
"الميديا هَب" يجتاح الإعلام التقليدي والبديل
يعرض "التلفزيون العربي" أربعة برامج يقدم أحدها "جو شو"
increase حجم الخط decrease
أظهرت السنوات الأخيرة تطوراً في مفهوم الميديا هَب "Media Hub"، أو المحتوى السياسي الساخر. فمن الشاشة التلفزيونية، إلى مواقع التواصل الإجتماعي، حلق نجم الميديا هَب، بنماذج عربية ولبنانية شبابية لافتة تحاكي الجيل "زد" الذي يريد المعلومة بطريقة مبسطة ومبتكرة بعيداً من المطولات والبحث الشاق.

خلال السنوات الماضية، أبدى "التلفزيون العربي" اهتماماً بهذا النوع من البرامج، وقدم خمسة نماذج، ما زالت تُعرض أربعة منها، أحدها تم اطلاقه الخميس هو برنامج "أميركا خارج الصندوق" ويقدمه الفنان الكوميدي والأكاديمي الفلسطيني-الأميركي الشهير، عامر زهر.

إضافة الى ذلك، يعرض التلفزيون برنامج "جو شو" للشاب المصري يوسف حسين، و"زول كافيه" الذي يقدمه الشاب السوداني محمد عويضه، وبرنامج "تقريباً" الذي يقدمه الشاب العراقي حسين تقريباً، عبر منصات التلفزيون، وهو متخصص في الشأن العراقي. بينما عرض التلفزيون في السابق برنامج "ما لاقط" من تقديم اللبنانية أماني جحا. 



ويتطلب هذا النوع من المحتوى جهداً مُضاعفاً عن العمل الإعلامي التقليدي، وفق ما تقول الإعلامية وصانعة المحتوى أماني حجا لـ"المدن"، وتضيف: "المشاهد بحاجة إلى مادة سريعة غنية بالمعلومات، وتكون أقرب له وسلسة  لدماغه، وتتدغدغ مشاعره، بطريقة ساخرة، وكأنها تدوس على الجرح. فعادة ما تُمثل السخرية أحد أساليب التعبير عن الذات والآراء واتجاهات الإنسان حول الواقع من حوله، وهي وسيلة للنقد، والهجوم، والمقاومة، وسلاح للشعوب للمواجهة او الإعتراض على العمل السياسي". 


وتنفي جحا الشائع القائل إن المحتوى يطاول فقط الفئة العمرية تحت ثلاثين عاماً. تقول: "المحتوى يُتابع من الفئات الأكبر سناً أيضاً، وقد يلجأون إلى قنوات يوتيوب التي تقدم عرضاً أشمل ساخراً لمعلومات، وهو تماماً ما حصده برنامج جو شو للشاب المصري يوسف حسين. والجيل Z يستسهل الهاتف، كونه أقرب له وللتطبيقات التي يستخدمها في حياته اليومية". 

جحا التي تقدم حالياً برنامج "حكي منصات" إضافة إلى عملها في تقديم الأخبار، تلف إلى أنه ليس الهدف الأساسي للصحافي أن يكون مؤثراً بل يمكن أن يُستخدم محتواه ليترك بصمة مغايرة في قضية ما، وتغيير في نمطٍ أو أسلوب معين. والحرب التي إندلعت بعد السابع من أكتوبر في غزة وجنوب لبنان، كانت قضاياها حاضرة في عرض السياق التاريخي للقضية الفلسطينية ومواضيع المقاطعة وغيرها من الأمور.
 

وإن كان المحتوى متوفراً وبإمكان اي شخص يملك هاتفاً أن يصنعه، لكن تلزمه مهارة عالية في تأدية الشخصية، والبحث اللازم لتقديم المحتوى ووضعه في قالب سياسي وتحرري لكل مؤسسة إعلامية. من هنا تلفت جحا، "هذا الهامش كان واسعاً في تجربة تلفزيون العربي، وصحيح أنه شهد تحولاً بتحويلها لقناة إخبارية سياسية، لكن العمل جارٍ لتطوير المحتوى السياسي الساخر، بما يتلاءم مع متطلبات العصر واهتمام المشاهدين. وهذا تحدٍ على الصحافي أن يبقى محافظاً على القواعد الأساسية للخبر ورصانته، في ظل اجتياح المعلومات الزائفة. فالتلفزيون العربي شكل عصباً عربياً في تقديم هذا المحتوى في السنوات الأربع الأخيرة، وعززت حضورها عبر قنوات يوتيوب للبرامج الساخرة.

Arab I 
هذه النجاحات، دفعت كثيرين نحو خوض هذه التجربة في لبنان والعالم والعربي. محلياً في لبنان، شكلت حرب 7 أكتوبر إنطلاقة واسعة لمنصة Arab I في لبنان، التي أبرزت حضورها بتقديم هكذا محتوى، وكان تجربة جديدة يخوضها المنتسبون الجدد للمنصة كالصحافية الشابة حوراء حلاني، التي تتحدث عن تجربتها لـ"المدن" بالقول: "كنت أعمل بشكلٍ تقليدي للصحافة، لكن بدأنا نُجاري العصر بأدواته بشكل بديهي، مع الالتزام السياسي الذي تتبعه المنصة لا سيما بدعم المقاومة بكافة أشكالها". 

View this post on Instagram

A post shared by arab-i (@arab_i_me)


وتعتبر حلاني أنها تخوض التجربة الأولى في المكان المناسب "وأحصد نجاحه". وتشدد على أن "البعض يضع عملنا في إطار التيكتوكرز، لكن موادنا صحافية بحتة رصينة وغنية بالمعلومات، لكن في قالب ساخر ينسجم مع اهتمام الجمهور الشبابي، وهذا ما يشكل عصب إنتشار المحتوى. ومن هنا كان أساسياً ألا ينزلق المحتوى إلى عناوين الصحافة الصفراء أو التي تغري المشاهد لجذب ريتينغ معين".
 
View this post on Instagram

A post shared by arab-i (@arab_i_me)



increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها