الجمعة 2024/08/09

آخر تحديث: 13:48 (بيروت)

وزارة الصحة تفتتح الرواية اللبنانية الرسمية لحرب الجنوب

الجمعة 2024/08/09
وزارة الصحة تفتتح الرواية اللبنانية الرسمية لحرب الجنوب
اول اختبار لغرفة الطوارئ تم بعد الهجوم الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
لم تكن الرواية الرسمية لحرب الجنوب لتصدر، بعد 10 اشهر على الحرب، لولا مبادرة وزارة الصحة لإطلاق رواية رسمية، للمرة الأولى، في الأسبوع الأخير من شهر يموز/يوليو الماضي، وبرزت بشكل كبير بعد الإعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت. 
تكفلت الوزارة بصياغة الرواية المعنية بها، وهي توثيق الإصابات وأعداد الجرحى والشهداء، وتحديث الحصيلة بشكل مستمر، وانطلقت في هذا الجهد لتشمل تحديثات عن كل ضربة في الجنوب. أوجدت الوزارة رواية يمكن الاستناد عليها، فيما لم توجد أي مؤسسة حكومية أخرى رواية أمنية محدثة للقصف، أو توثيقاً محدثاً للخسائر البشرية والمادية، علماً أن هذا الأمر هو مطلب لبناني عام، منذ مطلع الحرب، لم تستجب له السلطات.

وحدة الـ"comment and control"
وأثارت هذا التطور الأخير، أسئلة العديد من الوسائل الإعلامية والصحافيين، لكن مسؤولة غرفة الطوارىء في وزارة الصحة، وحيدة غلاييني، توضح لـ"المدن"، أن عمل الوزارة "كان في تطور مستمر منذ 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وكانت البيانات الإعلامية تصدر عن كل مستشفى على حدة، وكذلك  بيانات الهيئات الإغاثية على الأرض، وتقوم الوزارة كل فترة بجمع وعرض الأرقام". إلا أن الجديد، وفقاً لغلاييني، يتمثل في استحداث غرفة طوارىء، أو وحدة الـ"comment and control" التي "تهدف إلى أن تكون همزة وصل بين جميع المستشفيات، والعاملين في مجال الإغاثة". 
وتضم الغرفة ممثلين عن الوزارة، والهيئات الإغاثية على الأرض، كالصليب الأحمر والدفاع المدني والهيئة الصحية وكشافة الرسالة، "والتي تملك أكبر قدر من  آليات الإسعاف، وتعمل بشكل فعلي على الأرض". 

توزيع مهام الإسعاف
وباتت الوحدة مركزاً أساسياً وتشاركياً بين الوزارة والمعنيين والعاملين في القطاع الطبي، وبدلاً من أن تتحرك جميع الإسعافات في الوقت نفسه إلى مكان الإستهداف، "يجري توزيع المهام والتنسيق في ما بينهم، وجمع المعلومات الأولية عن عدد الشهداء والجرحى والمستشفيات التي نُقلوا إليها". كل هذه المعلومات "باتت تُجمع في هذا الغرفة لتصدر الوزارة بياناتها بشكل تفصيلي ولكي تكون الصورة أوضح للمواطنيين وللجهات الرسمية والإعلامية"، كما تقول غلاييني. 

غرفة مخطط لها
لم تكن هذه الغرفة آنية، بل كان يجري التحضير لها، وتدريب المستشفيات والبحث عن مصادر تمويل مع الجهات المانحة والجمعيات العاملة في المجال الصحي، وكذلك جرى العديد من المحاكاة أو السيناريوهات للعمل الطبي على الأرض، إعتماداً على ما يجري في غزة، وإحتمالية أن يكون المشهد في الساحة اللبنانية مماثلاً. 
وتشير غلاييني الى ان "الإعتداء على الضاحية، برهن الجهوزية الفعلية على الأرض، لا سيما في مستشفى بهمن التي تعرضت للأضرار واستقبلت العدد الكبير من الجرحى، وكذلك الإستجابة لكل من مستشفيات الساحل وجبل لبنان وبعبدا ورفيق الحريري، وحتى المستشفيات التخصصية كالجعيتاوي التي استقبلت إصابة تعرضت إلى حروق بالغة". 
وحسب غلاييني، "تهدف وزارة الصحة من استحداث الغرفة لأن تكون وزارة الصحة المرجع الصحيح والدقيق على الأرض، وأن لا تكون الأرقام والإحصائيات عرضة للأخبار المغلوطة، بالإضافة إلى الرقم الساخن للوزارة الذي يعمل 24/24 ساعة". 

دعم دولي
وساهمت إستجابة المنظمات الدولية والجمعيات للتمويل والمساعدة على الأرض، لا سيما أن العديد منها لا يقر ولا يعترف بأن لبنان في حالة حرب. وتقول غلاييني إن الإجتماعات المكثفة  التي يقوم بها وزير الصحة، فراس الأبيض، مع "اليونسيف" و"منطمة الصحة العالمية" و"أطباء بلا حدود" وغيرها، ساهم في إبلاغهم بأن لبنان "في حالة حرب ويحتاج تدخلاً فورياً ليس فقط على صعيد المواطنين اللبنانيين بل أيضاً لأعداد كبيرة من المقيمين على الأراضي اللبنانية والذين يحتاجون إلى من يهتم بهم". 
وتبعاً للحروب التي مرّ بها لبنان، توضح غلاينيي أنه تم "رفع جاهزية مراكز الرعاية الصحية الأولية لتأمين كل الأدوية فيها، وذلك في حال انتقال الأشخاص أو نزوحهم من منطقة إلى أخرى".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها