الثلاثاء 2024/08/20

آخر تحديث: 23:00 (بيروت)

مراسلو "إن.بي.إن" صامدون في الجنوب..لتوثيق "حكايا أهل الأرض"

الثلاثاء 2024/08/20
مراسلو "إن.بي.إن" صامدون في الجنوب..لتوثيق "حكايا أهل الأرض"
تنقل وقائع وتفاصيل الحياة اليومية للجنوبيين في ظل العدوان الإسرائيلي (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
لم تثنِ حادثة استهداف طاقم تلفزيون NBN في منطقة مجدل سلم، الأسبوع الماضي، الطاقم الميداني المستنفر في الجنوب منذ 10 أشهر، عن القيام بعمله. وغداة نجاة المراسل علي عطوي ومصورَين إثنين من الغارة، استأنف الفريق عمله، ومضى في إعداد التقارير الإنسانية والميدانية من قرى وبلدات حدودية، لا يصل اليها إلا عدد نادر من مراسلي الشاشات المحلية. 

منذ بداية الحرب إختارت NBN مشهداً إعلامياً مغايراً لما تقوم به الوسائل الإعلامية التي تعتمد على نقل الرسائل المباشرة وإعداد التقارير الحربية من مناطق آمنة نسبياً. ابتكرت القناة خطاً إنسانياً، وخصّصت في النشرة الإخبارية حيزاً لـ"حكايا أهل الأرض"، حسبما يصف جمهور مواقع التواصل تلك التقارير. منذ بداية الحرب، يقوم ثلاثة مراسلين هم ِرشا الزين، وحسن فقيه، وعلي عطوي بالتناوب على التغطية الميدانية والتجوال بين القرى. 

يُمكن وصف ما تقوم به NBN، بأنه عملية إنتحارية إعلامية من أصغر مؤسسة إعلامية من حيث الموارد المالية والتقنية. باتت عين الجنوبيين، في ظل مخاطر الاستهداف الاسرائيلية التي فرضت تعتيماً إعلامياً على من تبقى من سكان القرى الحدودية. جالت كاميرا القناة على مختلف القرى الحدودية، و"وثقت حياة من بقي وصمد في البلدات، والأضرار المادية للقصف الإسرائيلي"، على ما تقول المحطة. وبالرغم من سوداوية مشاهد الدمار، وثق المراسلون حكايا المزارعين المُصرين على قطف محاصيلهم الزراعية، إضافة إلى الموسم السياحي الذي ما زال صامداً في المدن الساحلية للجنوب. 


هدفان للتغطية الميدانية
يقول مدير الأخبار والبرامج الإعلامية في NBN، علي نور الدين لـ"المدن"، إن جولات الزملاء والزميلات من المراسلين والمصورين في مديرية الأخبار شبه اليومية في الجنوب وتحديداً عند قرى المواجهة الحدودية "تهدف إلى نقل وقائع وتفاصيل الحياة اليومية للجنوبيين في ظل العدوان الإسرائيلي، وإطلاع الرأي العام على مستوى العالم بأنه في الوقت الذي تعيش فيه المستوطنات في فلسطين المحتلة حالة من الشلل التام بعد فرار سكانها، هناك في الجنوب أهل الأرض الذين يتمسكون بالبقاء فيها، وصمودهم هو أحد أشكال المقاومة".

يرى نور الدين أن "الإصرار على نقل صورة الحياة اليومية في القرى الجنوبية هو أحد واجبات الإعلام الأساسية في هذه المرحلة، بالتوازي مع نقل أخبار الميدان العسكري"، مضيفاً: "أقل واجب نبذله تجاه أهلنا الصامدين هو أن نكون الى جانبهم لننقل حكايات بطولتهم وصمودهم إلى العالم".

سرعة ليست تسرعاً
التطورات في الجنوب، دفعت المراسل السابق للقناة علي عطوي، للعودة إلى صفوفها، قائلاً لـ"المدن": "من يمتلك الحسّ الصحافي، لا يمكن إلا أن تحرك فيه الوقائع الجنوبية هذا الشغف للعودة إلى العمل الإعلامي". وانطلاقاً من هذا الشغف، "وجدت نفسي أمام واجب القيام بدور إعلامي مختلف، فكان قرار العودة بهدف تقديم أفضل ما يمكن بعيداً عن الهدف المادي أو الوظيفي". 

فعطوي الذي يختبر التغطية الحربية للمرة الأولى، يتحدث عن صعوبة العمل الميداني، لافتاً الى ان "العمل الميداني يتطلب السرعة وليس التسرع، خصوصاً في الخطر، بخلاف التغطية العادية"، ذلك أن "هامش الخطأ ضيق، ما يتطلب الدقة والمهنية في نقل الخبر والواقع، والمسؤولية العالية في التغطية"، مشدداً على أن "الخبر الخطأ في هذه الظروف تترتب عليه تبعات كبيرة، والتراجع عنه قد يكون صعباً بخلاف التغطيات العادية".

محاولة الإستهداف لم تثنِ علي عن إكمال عمله، ففي اليوم نفسه الذي طاوله وزملاؤه الإعتداء، كان الطاقم يكمل عمله لإنجاز التقرير المطلوب منه. ويلفت عطوي الى أن "الصحافي الذي يقرر خوض العمل الميداني في الحرب، عليه أن يضع في حساباته إحتمال التعرض للخطر والقصف، وبالتالي أي مراسل ميداني عليه أن يتوقع أن يكون عرضة للإستهداف، ولم يثننا ذلك عن القيام بواجبنا ودورنا واستكمال رسالتنا، مع وجوب مراعاة الحذر والإحتياطات اللازمة خلال التغطية ككل المراسلين". 


البحث عن الصامدين
بدورها المراسلة في القناة رشا الزين، التي أعدت أكثر من 40 تقريراً مصوراً خلال الأشهر الماضية، تقول لـ"المدن" أن "البحث عما يهم الناس ونقل معاناتهم ومشاكلهم وما أصابهم، هذا ما يُقلق العدو خلال التغطية الإعلامية. فالمشهد الميداني إختلف عن بداية الحرب، إذ بات البحث عن الصامدين في القرى أصعب، والتنقل في المناطق أخطر و يُعرض كل من يتجول إلى إستهداف من المسيرات التي لا تغادر معظم المناطق الحدودية". 

لكن ذلك، بحسب رشا، "لا يعني التوقف عن أداء واجبنا الإعلامي بل البحث عما يجب الإضاءة عليه، وهذا ما نقوم به حالياً من خلال سلسلة من التقارير التي تحاكي الواقع الموجود". وتضيف: "لعل أهم ما في هذه المشاهد أن الجنوبيين، أكانوا من النازحين أو من الصامدين على قلّتهم، هم من يزودون الصحافيين بالقوة و الجرأة، لخوض هذه الحرب إعلامياً. وهذا ما يخشاه العدو، واستهدافاته المتكررة للصحافيين أكبر دليل على خوفه من نقل الصورة". 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها