الأربعاء 2024/07/31

آخر تحديث: 17:32 (بيروت)

الشامي يقسم اللبنانيين: انفصال وأولويات!

الأربعاء 2024/07/31
الشامي يقسم اللبنانيين: انفصال وأولويات!
المغني السوري "الشامي" يغني في وسط بيروت (تواصل إجتماعي)
increase حجم الخط decrease
"لبنان مزدوج الشخصية"، أو "لبنان اللبنانان" هو إختصار لمشهد بيروت ليل الثلاثاء التي شهدت حدثين، يتمثل أولهما في استهداف إسرائيلي للضاحية الجنوبية لبيروت، نتج عنه ستة شهداء، من بينهم طفلان وعشرات الجرحى، وثانيهما حفلة موسيقية في العاصمة اللبنانية أحياها المغني "الشامي"، استمرت حتى ساعات الفجر الاولى، واحتشد المئات من جمهوره لمشاهدته عند الواجهة البحرية للمدينة. 

وفي حين ألغي العديد من الحفلات الفنية التي كانت مقررة في الفترة الراهنة نظراً للوضع  نتيجة الأمني المتوتر والمتصاعد، أقيمت حفلة المغني السوري المعروف باسم "الشامي"، وسط ما وصفه العديد من رواد وسائل التواصل الإجتماعي بـ"الرقص على الدماء، وعدم احترام هول الكارثة الإنسانية"، وقال هؤلاء: "الحريّ كان إما إلغاء الحفلة، أو تأجيلها الى وقت لاحق".


لم تشفع الكلمة التضامنية التي ألقاها الشامي خلال الحفلة، حين قال: "نحن جيل الحرب والصعوبات، موجود لأعطيكم أملاً وحباً وحناناً.. قدّ الدني". وأضاف: "بدي اسمع صوت يعبي البلد". 


ورأى البعض أن الحفلة دليلٌ على ان "الشعب اللبنانيّ قوي وجبار ومحب للحياة، أو هو شعب وبالرغم من الظروف الصعبة، غير واعٍ  لما يحصل حوله".


كيف يتعايش الحزن مع الفرح؟ مشهد فقط تحت سماء بيروت، يعتبره ناشطون "هروباً من القسوة وتعبيراً عن قوة الصمود، وتكيفاً مع الأزمات الصعبة"، بينما يصفه آخرون "بالحقارة من قبل الفنان وجمهوره".

مشهد الحفلة الذي استفز كثر، ساهم في تقسيم منصات التواصل الاجتماعي على إيقاع سمفونية "ثقافة الموت والحياة"، والتي تتكرر عند كل اعتداء اسرائيلي على لبنان، وكأن الشعب اعتاد المشهد ولم تعد المجازر الإسرائيلية تحرك المشاعر التضامنية اللبنانية، أقله إنسانياً وبعيداً من الموقف السياسي المنقسم".


ووسم آخرون حفلة الشامي بـ"قلة الحياء"، لا سيما أنه "فنان وُلد من رحم الدمار والحرب السورية وشق طريقه بصعوبة". وسأل مغرد: "هل له أن يُكمل حفلته من دون أي اعتبار للمعايير الإنسانية والأخلاقية؟ وهل كان سيقيم حفلة مماثلة في بلده سوريا، إذا كانت قد تعرضت لهكذا اعتداء؟ مع سقوط ضحايا مدنيين بينهم أطفال أبرياء؟"


"الإنفصال الداخلي" ظهر في كثير من المشاهد اللبنانية أخيراً، والحياة العادية تكمل ذروتها كأن شيئاً لم يحدث. بالطبع ليس من المفترض أخذ "دور الشرطي" الضابط لحياة وتصرفات اللبنانيين وقت الأزمات، لكن الاعتداءات الإسرائيلية والمجازر بحق اللبنانيين تفرض نفسها على كل حدث، تحت شعار احترام "حرمة الموت ومراسم العزاء والتضامن"، فيما الأولويات تحدد معطيات وسلوك حياة الكثير من اللبنانيين.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها