الأربعاء 2024/06/26

آخر تحديث: 22:09 (بيروت)

فيديو انفجار مرفأ بيروت: التضليل كذراع للحرب

الأربعاء 2024/06/26
فيديو انفجار مرفأ بيروت: التضليل كذراع للحرب
الفيديو المضلل للحظة انفجار مرفأ بيروت
increase حجم الخط decrease
تبين أن الفيديو الذي نسرته حسابات إسرائيلية على أنه مشهد جوي لقصف مرفأ بيروت، مفبرك. لا الصورة مأخوذة من مسيّرة، ولا صور أقمار اصطناعية التقطت لحظة وقوع الانفجار الرهيب في 4 آب/أغسطس 2020، ولو أن اسرائيل نشرته في لحظة تبادل للتهديدات مع "حزب الله" حول حرب واسعة. 


ونشرت حسابات اسرائيلية مقطع فيديو إدعت أنه يُظهر تسريب مشاهد جوية جديدة مصورة من طائرة مسيّرة، للحظات الأخيرة قبل تفجير مرفأ بيروت العام 2020. ويظهر في الفيديو انفجاران، الأول صغير، يسبق بلحظات الانفجار الرهيب الذي وقع في المرفأ وأدى الى تدمير جزء من العاصمة، وأسقط أكثر من 220 ضحية. 

وتحقق موقع "مسبار" من الادعاء وتبين أنه مضلل، إذ إن مقطع الفيديو قديم، ونُشر في قناة في "يوتيوب" تعود إلى شخص يُدعى عبد الحكيم العيدروس، في 10 أغسطس/آب 2020، تحت عنوان "فيديو حي من الفضاء لـ انفجار مرفأ بيروت، انفجار لبنان(Blast simulation)".

وقال صاحب القناة في وصف المقطع أيضاً إنّ "الفيديو خاص بالقناة، ويُسمح بتداوله في يوتيوب بدون إزالة أو تعديل النص الخاص بالقناة". 

 ويظهر في أعلى يسار المقطع المتداول، جملة Exclusive to Channel Abdulhakim Al Aidarous، والتي تعني أن الفيديو حصري لقناة عبد الحكيم العيدروس، وهي الجملة التي طلب عدم حذفها في حال تداول المقطع.


وفي 16 يونيو/حزيران 2023، نشر عبد الحكيم في حسابه في فايسبوك، منشوراً بشأن الفيديو، أوضح فيه أنه عبارة عن مشهد محاكاة لانفجار مرفأ بيروت وغير حقيقي، مشيراً إلى أنه ليس له أي علاقة بأي حساب أو صفحة أو موقع استغل أو قد يستغل الفيديو بشكل خاطئ في تزييف أي أخبار عن الانفجار. 
لكن الحساب الاسرائيلي، اختار عبارة "من يفهم سيفهم" ليضعها على رأس الفيديو، بما يوحي بأن اسرائيل كانت تقف وراء الانفجار. ترك الفيديو انطباعان، أولهما أن اسرائيل تقف وراء انفجار 4 آب، وهو ما لم تثبته التحقيقات التي شاركت فيها دول اجنبية بينها فرنسا والولايات المتحدة الأميركية.. أما الانطباع الثاني فيتمثل في تهديد إسرائيلي بتكرار المشهد الرهيب في موقع آخر في لبنان، في حال توسُّع الحرب القائمة بين "حزب الله" واسرائيل، بمعنى أن اسرائيل تهدد بنقل الحرب من الجنوب مع الحزب، الى حرب ضد لبنان بأكمله، واستهداف المواقع والمنشآت الحيوية.

ويبرز هذا التضليل، أغراض نشره. ففي عملية تفكيك للواقع السياسي والتوترات الاقليمية، يظهر أن التضليل جزء من حرب نفسية تنتهجها اسرائيل في هذا الوقت، رداً على حرب نفسية أخرى يتبعها "حزب الله"، بنشره مقاطع فيديو ومنشورات دعائية، تحمل صفة التهديد في حال اشتعال الحرب، وهي جزء من تهديدات متبادلة، ملأت مواقع التواصل في الفترة الاخيرة، في مسعى لردع الآخر عن البدء بمعركة عسكرية واسعة. 

وأعلن الجيش الإسرائيلي منذ أيام الموافقة على خطط عملياتية لهجوم على لبنان، مع تواصل التصعيد منذ أكثر من ثمانية أشهر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها