الأربعاء 2024/06/26

آخر تحديث: 13:23 (بيروت)

أولمبياد باريس يحقق مساواة الجنسين...للمرة الأولى في تاريخ الألعاب

الأربعاء 2024/06/26
أولمبياد باريس يحقق مساواة الجنسين...للمرة الأولى في تاريخ الألعاب
رياضية فرنسية تحمل الشعلة الأولمبية (غيتي)
increase حجم الخط decrease
بعد مرور 128 عاماً على أولى دوراتها الحديثة، تتحقق المساواة بين الجنسين في الألعاب الأولمبية هذا العام في نسخة باريس، حيث كانت تعتبر في بداياتها "احتفالاً بقوة الرجال" من دون مشاركة السيدات.

ولن يتساوى عدد الرجال والنساء المشاركين في أولمبياد باريس فحسب، بل ستعطى أهمية أكبر للأحداث النسائية. فبدلاً من أن يكون سباق ماراثون الرجال الحدث الأبرز في رياضة ألعاب القوى قبل الحفلة الختامية كما درجت العادة، سيكون هذا الحدث مخصصاً لماراثون السيدات بدلاً من ذلك.
لكن الحال لم يكن مشرقاً دائماً كما هو اليوم، فعندما أعاد البارون الأرستقراطي الفرنسي بيار دو كوبرتان إحياء الحدث اليوناني القديم في أواخر القرن التاسع عشر، رأى فيه احتفالاً بالألعاب الرياضية للرجال، واعتبر أن "التصفيق النسائي كان بمثابة المكافأة له".

وفي نسخة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في باريس العام 1924، كانت نسبة المشاركات من الإناث 4% فقط، واقتصرت مشاركتهن على الرياضات التي تعتبر مناسبة لهن، مثل السباحة وكرة المضرب والكروكيه، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

وفي اليوم العالمي للمرأة في شهر آذار/مارس الماضي، قالت ماري سالوا، مديرة اللجنة الأولمبية الدولية المسؤولة عن المساواة بين الجنسين، للصحافيين حول ألعاب باريس 2024: "للمرة الأولى في تاريخ الألعاب الأولمبية، سنحقق المساواة بين الجنسين في المنافسات".

ويأتي الإنجاز نتيجة للارتفاع المتزايد لمشاركة الإناث في كل دورة ألعاب، ما يعكس الاتجاهات المجتمعية الأوسع التي فتحت تدريجياً مجالات كانت مخصصة للذكور فقط، بدءاً من مناصب مجلس الإدارة إلى حق التصويت. وأضافت سالوا حينها: "احتجنا إلى وقت طويل جدا حتى نصل أخيراً إلى 44% من النساء في لندن العام 2012، وهي النسخة الأولى التي استطاعت فيها النساء المشاركة في جميع الألعاب الرياضية، ثم 48% في طوكيو العام 2021".

وكانت الحواجز أمام النساء عالية جدا، لدرجة أنهن اضطررن إلى المنافسة في "الألعاب الأولمبية النسائية" الرديفة في عشرينيات القرن الماضي، قبل أن تجعل اللجنة الأولمبية الدولية مشاركة النساء تحت كنفها. وفي العام 1928 في أمستردام، سمح لهن بالمنافسة في ألعاب القوى للمرة الأولى، لكن مشهد العداءات المنهكات بعد نهائي سباق 800 متر أذهل المتفرجين الذكور، لدرجة أنه تم استبعادهن مرة أخرى.

وحتى العام 1968 وبعد مرور أربعين عاماً، منعت النساء من المنافسة في أي سباق تزيد مسافته على 200 متر، وحتى العام 1976، كانت المنافسات النسائية لا تشكل سوى ربع البرنامج الأولمبي، بعدما اعتبرن لفترة طويلة غير قادرات على التعامل مع المتطلبات البدنية للماراثون، سمح لهن بالمشاركة للمرة الأولى في ألعاب لوس أنجلوس العام 1984.

وقال رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، البريطاني سيباستيان كو، في باريس: "قطعنا شوطاً طويلاً في فترة زمنية قصيرة نسبياً"، فيما وضحت سالوا: "بذلنا الكثير من الجهد لتنظيم الأحداث النسائية، لضمان ظهورها خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما يكون هناك عدد أكبر من المشاهدين، أو خلال أوقات الذروة".

وبالنسبة إلى حفلة الافتتاح، اقترحت اللجنة الأولمبية الدولية أن يرشح كل وفد وطني اثنين من حاملي العلم، رجلاً وامرأة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها