ويقول المسؤولون، ومن ضمنهم عمال إغاثة ومراقبون دوليون، ممن تحدثوا إلى الصحيفة البريطانية، خلال الأسبوع الماضي، إنّ أجزاء من لبنان والعراق على وجه الخصوص، من المحتمل أنّ تحتجز آلاف المصابين، مشيرة إلى أنّ عدم الكشف عن ذلك يشكّل خطراً صحياً كبيراً خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وأشار المسؤولون إلى أنّ المرضى بـ"كورونا" يتم إيواؤهم ورعايتهم من قبل الجماعات السياسية في وسط وجنوب العراق وكذلك جنوب لبنان.
ويبدو أنّ هناك سيناريو أسوأ في سوريا، إذ أشارت الصحيفة إلى أنّ قطع الروابط البرية والجوية بين الدول الثلاث (سوريا ولبنان والعراق) إلى حد كبير، في حين أنّ هناك مخاوف عميقة من أنّ أعداداً كبيرة من حاملي الفيروسات تمكّنوا من العودة قبل إغلاق الحدود في منتصف آذار/مارس الحالي. كما ان أعداداً كبيرة من العراقيين واللبنانيين، بما في ذلك الحجاج والتجار، كانوا في مدينة قم مع تفاقم الأزمة وعادوا تدريجياً بالحافلات والطائرات إلى بغداد وبيروت، حيث يتم علاج عدد قليل فقط من المرضى في المستشفيات العامة.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين قوله إنّ "حزب الله" قام في الأسابيع الأخيرة بحجر مناطق في العديد من البلدات في جنوب البلاد، ووفّر الغذاء والماء للمرضى المشتبه في إصابتهم بفيروس "كورونا"، مشيراً إلى أنّ الأحياء في هذه البلدات كانت تحت حراسة أعضاء الحزب.
وكان رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله"، السيد هاشم صفي الدين، قد أعلن الأسبوع الماضي أن الحزب درّب 25 ألف مسعفاً لعلاج المصابين، وإنه وضع 1500 طبيب وثلاثة آلاف ممرض وممرضة في المستشفيات العامة التي جهزها، بموازاة عمله على إعداد الفنادق الفارغة لاستخدامها كمناطق عزل. وقال إنّ الحزب يراقب 1200 شخصاً عادوا من إيران، في حين أنه لم يذكر ما إذ كانوا قد ظهرت عليهم عوارض الإصابة بالفيروس أم لا.
إلى ذلك، نشر مسوؤلون وأعضاء في "حزب الله" في جنوب لبنان، صوراً للبيوت المصنّعة والخيم الزرقاء الكبيرة، التي قالوا إنها ستخصص كمراكز للحجر الصحي أو مراكز علاج للحالات المستقبلية. كما خطط الحزب لعرض تحضيراته، الثلاثاء، خلال جولة إعلامية في منطقة معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
أما في شمال غربي سوريا، فقد قال رئيس مديرية الصحة في إدلب، منذر الخليل، لـ"الغارديان"، إنهم "فقدوا في عام واحد حوالى 76 منشأة صحية، وقد قطع المانحون أموالهم، وقتل الطاقم الطبي أو اعتقل أو شُرّد". بالتالي "لا يمكن للقطاع الصحي في إدلب التعامل مع تفشّي الفيروس، الذي لا مفرّ منه، وهم يخشون أن يموت 100 ألف شخص، ما لم يحصلوا على الإمدادات والمساعادات على الفور".
وأضاف الخليل إنّ "أجهزة التنفس الخاصة بنا مشغّلة دائماً بنسبة 100%، وليس لدينا سرير واحد جاهز لحالة فيروس كورونا اليوم"، مشيراً إلى أنّ المخيمات تعتبر أرضاً خصبة لتكاثر الفيروس، مع مشاركة 10 أشخاص أو أكثر في خيمة واحدة.
وفي العراق تمّ تخطّي العدد الرسمي للمصابين الذي أعلنته الحكومة، اذ يموت الناس في منازلهم بسبب هذا المرض في جميع أنحاء البلاد ويدفنون من دون معرفة السلطات بما قتلهم، بحسب "الغارديان"، التي أشارت إلى أنه يجب فهم الأرقام ومناطق الإصابة، وإلا سيتم ضياع الجهود المبذولة لوقف انتشار الوباء في مكان آخر.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها