السبت 2024/07/06

آخر تحديث: 19:51 (بيروت)

عون جابر ...عن عدنان شرارة والفكرة المستحوذة على اللوحة

السبت 2024/07/06
عون جابر ...عن عدنان شرارة والفكرة المستحوذة على اللوحة
increase حجم الخط decrease
برفقة الصحافي والشاعر أحمد بزون، زرت معرض ومحترف الفنان عدنان شرارة المسمى "كميل"، تيمناً بإبنته، والواقع في الميدتاون قرب جامعة واين ستيت، لعلمي المسبق بأن الأستاذ أحمد من المهتمين والمتمرسين بنقد الفن التشكيلي في صحيفة السفير سابقا. قاعة العرض والمحترف يشغلان بناءً رحبا واسعا وقادرا على إستضافة معارض زائرة.

الفنان عدنان محمود شرارة هو وليد ثقافات ثلاث، كما صرح لنا، فهو مشبع بالثقافة العربية والإسلامية كما انه متأثر بالثقافة والفنون الأفريقية لمكوثه ونشأته في القارة السمراء وحاليا هو إبن الجالية العربية الأميركية كونه يعيش وسطها، متفاعلا مع كل العوامل المشكلة لهويتها. ربما لم يعِ عدنان بأنه واحد من صناع هذه الهوية بفنه، فالثقافة هي الأثر الذي يتبقى من الأقليات على نسيج المجتمع الأميركي. ملاحظة الأستاذ أحمد بأن الفكرة هي ما يستحوذ على كنه اللوحة أو العمل الفني حالياً هي صائبة، وتنطبق على إبداع عدنان المتعدّد رسما ونحتا وبالكولاج أيضاً.

 تهيمن على رسوم عدنان وأعماله الفنية الوجوه والعيون البارزة المتكررة  كما في الفن الإسلامي، المعتمد على عدم إمكانية تخيل الله وتصوره، وهذا ما أدى إلى إقتصاره على أمرين: أولا: الحروف العربية وتخطيطها، وثانيا: على إبتداع الشكل التجريدي لمنمنمات هندسية متشابهه ومتتالية، وفي ذلك ترميز للإنسجام الداخلي لحركة الكون، وبتكراره لحركة الوجوه والعيون يؤنسن عدنان المنمنمات والمتتاليات الهندسية. إضافة لهذا الأسلوب السائد في لوحاته يعتمد شرارة على كولاج مؤلف من أدوات وأغراض عينية غالباً ما تكون مهملة وأفضل مثل هو الصورة المرفقة لمطحنة قهوة قديمة تمثل هيمنة الإيستابليشمانت، التي تطمح دوماً لتطويع الأقليات وإستيلادهم متشابهين على نسق أبناء الطبقة الوسطى البروتستانتية البيضاء. هناك أمثلة عديدة في معرضه لأعمال جميلة ومعبرة من أشياء لا تعني شيئا للعادي منا.

هل يعتبر الفنان عدنان شرارة عالمياً بإنتشاره؟ ربما إقامته في ديترويت ونشأته في أفريقيا وتشبعه بالثقافة العربية والإسلامية وعلاقته الوطيدة بلبنان، إضافة إلى إختياره الفن منذ يفاعته وتفضيله له على الهندسة المدنية، كلها عوامل ساعدت في تعدد معارضه لتشمل الصين واليابان وأوروبا وبيروت ودبي والعديد من المدن الأميركية، هذا الإنتشار لم يكن ممكناً إذا إنتفى ما يبرره فنياً. 

(*) مدونة نشرها الكاتب عون جابر في صفحته الفايسبوكية
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها