الأربعاء 2024/08/21

آخر تحديث: 18:03 (بيروت)

عراقجي.. من ظل ظريف إلى وزير خارجية أصيل

الأربعاء 2024/08/21
عراقجي.. من ظل ظريف إلى وزير خارجية أصيل
براغماتية عراقجي تتناسب مع وعود بزشكيان بالانفتاح على الجوار (Getty)
increase حجم الخط decrease
منح مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، الذي يسيطر عليه المحافظون الثقة لجميع أعضاء التشكيلة الوزارية التي اقترحها الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان في 11 آب/أغسطس.
وبموافقة المجلس الذي يسيطر عليه المحافطون، تشكلت الحكومة الإيرانية الـ14، برئاسة بزشكيان، وأبرز وزرائها عباس عراقجي (62 عاماً)، الذي تولى وزارة الخارجية.
وأكد الرئيس الإيراني في كلمته أمام مجلس الشورى، أنه اتفق مع الجهات العليا في البلد بشأن جميع أعضاء التشكيلة المقترحة، قبل عرضهم على البرلمان، في إشار إلى موافقة المرشد علي خامنئي على الوزراء، وذلك بعدما راجت توقعات بشأن احتمال رفض بعضهم من قبل أعضاء البرلمان.

مؤهل للمنصب
ولفت إلى أن خامنئي وافق على تسليم وزارة الخارجية، إلى عراقجي، كبير المفاوضين النوويين السابقين، ووصفه بأنه "جيد" للمنصب.
وعلى الرغم من أن التشكيلة الحكومة أدت إلى استقالة وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف، من منصبه كمستشار لبزشكيان، لكن انضمام عراقجي، الساعد الأيمن وظل ظريف خلال المفاوضات التي أدّت إلى توقيع الاتفاق النووي مع الغرب، في 2015، يعطي إشارات كثيرة حول توجه السياسة الخارجية الإيرانية خلال عهد بزشكيان، والتي لا يبدو المرشد بعيداً عنها.
وتبدو مهمة عراقجي في إدارة التوتر مع الغرب، والناجم عن تخلي إيران عن معظم التزاماتها النووية، بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، في 2018، عسيرة، خصوصاً إذا فاز ترامب بالانتخابات الأميركية، في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

من الحرس.. إلى السياسة
وانضم عراقجي إلى الحرس الثوري الإيراني في 1980، وشارك في الحرب-الإيرانية العراقية. وهو حاصل على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة "كنت" البريطانية. 
بعد الحرب، انتقل عراقجي إلى العمل في وزارة الخارجية. وأصبح سفيراً لبلاده في فنلندا في 1999، ثم تولى مناصب عدة في الوزارة، من رئيس الدائرة الأولى لأوروبا الغربية، مروراً برئاسة كلية العلاقات الدولية، ووصولاً إلى منصب النائب السياسي لوزير الخارجية في عهد محمد جواد ظريف.
كان دور عراقجي، ككبير المفاوضين النوويين، أثناء مرحلة التفاوض على الاتفاق النووي، وصولاً إلى التوقيع عليه، أبرز أدواره السياسية، وصانعة براغماتيته التي "يرتكز" عليها بزشكيان في حلحلة ملفات السياسة الخارجية، والملفات الساخنة المتصلة بها، مثل العقوبات والاتفاق النووي، إضافة إلى العلاقة مع الجوار، وخصوصاً السعودية.
قبل التصويت على أهليته لمنصب وزير الخارجية، حاول المحافظون المتشددون في البرلمان تحويل الاتفاق النووي إلى نقطة ضعف و"علامة سوداء" في سجل عراقجي. واتهموه بأنه من أعضاء "زمرة النيويوركيين"، في إشارة إلى ظريف ومقربين منه الذين ينعتهم معارضوهم من المحافظين بذلك، في تلميح إلى قربهم من الولايات المتحدة، حيث كانوا يعملون لسنوات طويلة في البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، بنيويورك.
لكن عراقجي دافع عن نفسه، مؤكداً أنه ليس عضواً في هذه "المجموعة"، نافياً أن يكون امتداداً لسياسات ظريف. وأكد مواصلة "دبلوماسية المقاومة" التي قال إن قائد فيلق القدس السابق، الجنرال قاسم سليماني، بنى عليها تشكيل "محور المقاومة"، مؤكداً أن السياسة الخارجية "يجب أن تكون شاملة ونشيطة ومؤثرة أمام الأمواج والحوادث الإقليمية والعالمية".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها