خسرت المجموعات التابعة لهيئة تحرير الشام في محافظة درعا جنوبي سوريا، أبو خطاب الدرعاوي، أحد قادتها البارزين، وعدداً من عناصرها خلال المعارك ضد المجموعات المتهمة بالانتماء إلى تنظيم "داعش" في عدد من أحياء درعا البلد، والتي تصاعدت مع بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر، وانتهت في منتصف الشهر ذاته بسيطرة التشكيلات المتحالفة بشكل غير معلن، وتضم مجموعات تتبع لتحرير الشام ومجموعات محلية مدعومة من اللواء الثامن التابع للأمن العسكري، على مواقع خلايا التنظيم.
ويتداول السلفيون المناهضون لتحرير الشام تسريبات داخلية تتحدث عن مشاركة فعالة لمجموعات تتبع للأخيرة في معارك درعا البلد ضد خلايا التنظيم، وتنسيقها المباشر مع قوات النظام والأجهزة الأمنية والقوات الرديفة التابعة لها، وذلك بعدما أصبح لدى تحرير الشام قوة لا يستهان بها في درعا البلد وفي عدد آخر من المناطق في الجنوب السوري، بفضل تدفق أعداد جيدة من القادة والعناصر القادمين من إدلب مروراً بمناطق سيطرة النظام خلال الربع الثاني من العام 2022.
وقال السلفي المصري المنشق عن تحرير الشام، طلحة المسير على تلغرام: "بدأ قبل شهور تدفق أعداد من كوادر تحرير الشام إلى درعا بالتنسيق مع النظام، حيث يتواصل الفريقان فيصدر تعميم بعدم التعرض لأي حركة على جبهات شرق إدلب، ويدخل منها مندوب النظام، ويتسلم القيادي التابع لتحرير الشام ويعبر به خريطة الألغام ثم يرسله مباشرة إلى درعا، وما هي إلا ساعات ويصل الشخص إلى المكان الذي يريد الوصول إليه".
وأضاف المسير أن قيادة تحرير الشام تقول لعناصرها إنها اشترت الطريق لتوقف الجدل الحاصل داخل صفوفها بسبب المعلومات حول التعاون والتنسيق مع النظام. وقال: "في درعا يكتمل مخطط الإفساد، من خلال لقاء أحد قادة تحرير الشام مع لؤي العلي رئيس الأمن العسكري، والعمل على حرف بوصلة العمليات هناك، وجمع المعلومات عن المقاتلين، ومحاولة اختراق بعض المجموعات الفاعلة، ومشاركة جنودهم في الحملة على داعش في درعا، تطبيعاً للتعاون بينهم وبين النظام، ويخدعون جنودهم بقولهم، هذا تزامن وليس تنسيقاً".
ولدى تحرير الشام ما يسمى بملف "العمليات خلف خطوط العدو"، والتي تُقسم إلى نوعين، النوع الأول العمليات التي تنفذها مجموعات من القوات الخاصة والعصائب الحمراء، وتستهدف مواقع النظام أو أهداف أخرى معادية ضمن مناطق نفوذها، والنوع الثاني هو عبارة عن مجموعات وخلايا تعمل لصالحها وتنتشر في مناطق سيطرة النظام وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والنوع الثاني غير معلن، ولا تعترف رسمياً بوجوده.
وقالت مصادر سلفية متطابقة ل"المدن"، إن "تحرير الشام لم يسبق لها أن تبنت أي عملية ضد قسد والنظام، على الأقل خلال السنوات الثلاثة الماضية، في حين ينسب إليها تفكيك المجموعات المسؤولة عن ملف العمليات خلف الخطوط، والتي كانت تتبع لتنظيم حراس الدين التابع للقاعدة، واستفادت كثيراً من المعلومات التي حصلت عليها من معتقلي الحراس لدعم مجموعاتها وخلاياها المتخفية وزيادة فاعليتها، وتوسعة شبكة علاقاتها".
وأضافت المصادر أن "أبو خطاب الدرعاوي على خلاف مع قيادة تحرير الشام في إدلب، والتي لا يتبع لها بشكل مباشر، ويرفض سياساتهم القائمة على الظلم والتجويع وتضييع ثمرات الجهاد". وقالت إن أبو خطاب، أحد قادة المجموعات السلفية التي قاتلت خلايا داعش في درعا البلد، شارك في القتال بسبب قتل خلايا التنظيم لعدد من العناصر والاعتداء المتكرر على مجموعته، وقد رأى أنه من الأفضل المشاركة في قتال خلايا التنظيم والثأر منها. وتابع: "ما حصل هو تزامن في القتال وليست خيانة وتنسيق مع القوات الرديفة، وأراد أبو خطاب وجماعته أن يكون لهم حضور في الميدان خوفا من أن يسيطر عليها النظام ويغلق عليهم الطريق".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها