"حزب الله" يجمع التبرعات: مشروع "الرصاصة" صار صاروخاً
|
والحملة ترعاها "هيئة دعم المقاومة الاسلامية" التي يصطلح الحزب على تسميتها "قجة المقاومة"، وهي هيئة جمع تبرعات تأسست العام 1990، وعملت على جذب التبرعات المالية لتمويل العمل العسكري في الجنوب اللبناني. وكان استحداث القجّة من المشاريع الأولى للهيئة، حيث اختير مجسّم قبة الصخرة للتأكيد على أن "البوصلة الأساسية هي تحرير فلسطين".
|
وعلى مدار السنوات المُمتدة بين العامين 1990 و2000، نشطت الهيئة وسط حملات مستمرة وأخذت المشاريع تتوالى من الاشتراك الشهري، الى مناسبات دينية لجمع التبرعات، وكانت أشهر الحملات آنذاك حملة "شارك بثمن رصاصة".. وبعد مشاركة "حزب الله" في الحرب السورية، جاءت حملة "ساهم بتجهيز مجاهد"، وبعدها حملة "الجهاد بالمال" خلال العام 2018، قبل أن تتطور الى الحملة الاخيرة لشراء مسيرة أو صاروخ، في ظل أزمة مالية يعاني منها اللبنانيون.
ويسعى حزب الله لإعادة مشروع التسعينات وإعطائه الزخم نفسه، إذ كان الجنوب اللبناني يعاني إعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، فضلاً عن أزمة النازحين أيضاً في ذلك الوقت.
|
وأثارت الحملة الأخيرة، تباينات بين اللبنانيين الذين انقسموا حول خلفياتها السياسية والتعبوية. ويرى البعض أن حزب الله "يسعى من خلال هذه الحملات الى تأمين مورد مالي لأزمة النازحين خصوصاً أن الأوضاع الاقتصادية في لبنان تختلف كلياً عن المراحل السابقة سواء على المستوى الداخلي"، علماً أن وضع الدولة المالي "لا يشبه أبداً سنوات التسعينيات" أو حتّى الفترة الممتدة بين 2006 و2008 (تداعيات حرب تموز 2006) وعلى المستوى الخارجي لناحية تدفّق المساعدات المالية من بعض الدول الخليجية.
|
ويذهب مؤيدو هذه الحملة أيضاً إلى اعتبارها "هادفة إلى إشراك الناس وتحقيق عمل جماعي لدعم الصمود وتثبيت ثقافة المقاومة مجتمعياً"، وعليه، يقول هؤلاء إن الحزب "يعمل من خلال هذا الأمر على تحصين بيئته، وخلق حالة من التضامن بين من يتعرَض للقصف والتهجير وبين من يسكن خارج المناطق المشتعلة، بحيث من يبذل من ماله سوف يشعر ببعض من هذا الهم".
|
وتنطوي بعض التفسيرات السياسية على ربط الحملة، بالتكاليف التي فرضتها الحرب، وبتراجع التمويل الإيراني في ظروف اقتصادية ومالية صعبة وعقوبات مفروضة على طهران. فالحزب الذي جاهر بأن تمويله من إيران، وقال إنه يضم مئة ألف مقاتل مدرّبين، وبأن أسلحته من إيران، يعاني شحاً مالياً، ما اضطره إلى اللجوء الى جيوب اللبنانيين الذين يعانون أصلاً تداعيات الأزمة الاقتصادية. وإلا، كيف لحزب يُموّل من إيران، أن يطالب بتبرعات لأغراض عسكرية؟ وإذا كان الأمر على هذا النحو، هل ستكفيه التبرعات البسيطة في الداخل للاستمرار في المعركة، أو دفع ثمن أسلحة جديدة؟