حريق برج حمّود.. السلطة مشغولة بالمناكفات
|
في داخل أروقة البرلمان، قالت اللجنة البيئية النيابية في اجتماعها الطارئ، كلاماً مكرراً. تحدثت عن مسببات الحريق، دون أسبابه الجوهرية. وخارج البرلمان، انشغل السياسيون في تقاذف المسؤوليات، وذهبوا الى الانتقادات السياسية للخصوم، في محاولة للاستثمار في أزمة وطنية من هذا الحجم. انتقاد، وانتقادات مُقابلة، لا يمكن أن تزيل السموم من بين الناس. فالفعل الأول مشروع في السياسة، أما الفعل الثاني، فهو محكوم بالتوافقات السياسية التي انتهت الى أن المطامر هي الحل المؤقت-الدائم، منذ 9 سنوات، ولا سبيل للخروج من هذه المعالجة، في المدى المنظور.
|
ثورة النفايات
|
|
والحال إن الناس، كما السياسيين، لم يولوا هذه الهواجس اهتمامات. كان النقاش محصوراً في "السموم" التي يبثها الحريق. لولاه، لما تذكر أحد رقعة تلوّث جغرافية قائمة منذ سنوات وسط مواقع سكنية مأهولة. ولولا الدخان الذي تصاعد، لما اجتمعت اللجنة البيئية، وأعاد بعض أعضائها التذكير بـ"الإستراتيجية الوطنية لإدارة النفايات". تم إخماد الحريق، وستخمد النقاشات حول مسبباته، وسيُعاد الملف الى مرحلة ما قبل الحريق.
تحركات الناس
|
منذ 17 تشرين الأول 2019، انشغل الناس بأزماتهم. بلقمة العيش، وبودائعهم المحجوزة في المصارف، بالغلاء والحرب، بالسجالات السياسية. فَقَدَ الناس شرف المحاولة، وفقد ممثلوهم في البرلمان الإقدام، لأن السياسي لا يتحرك إلا تحت الضغط.
ورأت أن "هذا الحريق يعد تذكيراً صارخاً بأن لبنان لم يعد بإمكانه الاعتماد على حلول مؤقتة لأزمة النفايات. البلد بحاجة إلى تنفيذ حلول فعالة وعاجلة ومستدامة في المدى القريب والبعيد، مع التركيز على تقليل النفايات، وإعادة استخدامها، وإعادة تدويرها، ثم التخلص منها بشكل آمن".