تفجير "البايجرز": مقدمة لرد ورد على الرد.. يشعل حرباً

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2024/09/18
العملية اعتُبرت الأكبر من نوعها منذ بدء التصعيد (Getty)
يرى محللون إسرائيليون أن سلسلة التفجيرات التي استهدفت أجهزة الاتصال التابعة لعناصر حزب الله في لبنان، وسوريا، أمس الثلاثاء، شكلت ضربة معنوية قاسية للحزب، وزادت من قدرة الردع الإسرائيلي. ومع ذلك، لم تؤدِّ العملية إلى تغيير إستراتيجي جوهري في المنطقة، لكنها قد تمهد الطريق لمواجهة مستقبلية مفتوحة.
وتُعدّ العملية الإسرائيلية، التي تم فيها اختراق وتفجير أجهزة "بايجرز" تابعة لعناصر حزب الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت، ومناطق الجنوب والبقاع، الأكبر من نوعها منذ بدء التصعيد على جبهة لبنان، في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

عملية لا تعيد المستوطنين
ويشير محللون إسرائيليون إلى أن حزب الله قد يرد بهجمات صاروخية أو بطائرات مسيرة، مما قد ينذر بتصعيد قد يتطور إلى حرب شاملة. ومع ذلك، لا يُتوقع أن تسهم هذه التفجيرات في استعادة الأمن شمال إسرائيل، أو تحقيق هدف إسرائيل المتمثل بـ"إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".
وقال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي إن تفجير أجهزة "البايجرز"، "كشف لحزب الله مدى سهولة اختراقه، ليس فقط من الناحية الاستخبارية بل أيضاً من الناحية الرقمية والتقنية". واعتبر أن "هذا التكامل بين الاستخبارات والاختراق الرقمي يشكل سلاحاً بحد ذاته، وعلى حزب الله ورعاته الإيرانيين الحذر منه".
في المقابل، شدد بن يشاي على أنه "في الوقت الحالي، لا يوجد تغيير جوهري في الوضع الإستراتيجي"، معتبراً أن "التفجيرات المنسوبة إلى إسرائيل تزيد من مستوى الردع ضد حزب الله وإيران، وتُعتبر ضربة معنوية للحزب، لكنها لا تشكل تحولاً إستراتيجياً يضمن عودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".
وأضاف أنه "إذا كانت إسرائيل تقف بالفعل وراء هذه التفجيرات، فهي توجه رسالة تحذير واضحة إلى حزب الله لعدم تنفيذ هجمات داخل إسرائيل، كما فعل الحزب مؤخراً، باستخدام بنية تحتية فلسطينية محلية"، في إشارة إلى الاتهامات الإسرائيلية بأن حزب الله حاول تنفيذ عمليات تفجيرية داخل إسرائيل استهدفت إحداها مسؤولاً أمنياً إسرائيلياً بارزاً.
وقال إن "خبراء الإلكترونيات يعتقدون أن أجهزة الاتصال التي انفجرت كانت تُستخدم لتنسيق وتوقيت إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة تجاه إسرائيل، وكذلك لإعطاء إنذارات لمقاتلي حزب الله ضد ضربات سلاح الجو الإسرائيلي".

تصعيد المواجهة
بدوره، نقل محلل الشؤون الاستخباراتية في "يديعوت أحرونوت" رونين بيرغمان عن ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي، أن "حزب الله في حالة صدمة وخوف وإهانة. الإصابات ليست قاتلة بشكل دراماتيكي، ولكن هناك مئات المصابين بجروح طفيفة ومتوسطة، ولدى كل عائلة تقريباً شخص مصاب".
وقال بيرغمان إن "العملية نجحت بالكامل وتركت حزب الله في حالة صدمة". لكن الضابط استدرك قائلاً: "لا أعتقد أن هذه العملية التي كانت ناجحة بنسبة 100%، ستساهم في تعزيز أمن إسرائيل. الأهم هو إعادة عشرات الآلاف من المواطنين الذين تم إجلاؤهم من الشمال، ولا أرى حتى الآن إستراتيجية واضحة لربط هذه العملية بتحقيق هذا الهدف".
وتوقع الضابط أن رد حزب الله سيكون قوياً، مما قد يؤدي إلى تصعيد كبير في المواجهة بين الجانبين. وقال: "أستطيع أن أرى خطاً واضحاً بين التفجيرات وتفاقم الوضع بشكل كبير، لأن حزب الله، المقتنع بأن إسرائيل تقف وراء الحادث، سيقرر أنه لن يبتلعه، بل يردّ بقوة، ومن ثم سترد إسرائيل عليه، وسوف يتفاعل مع رد الفعل. هناك مصطلح لهذا النوع من التبادل العسكري المكثف: حرب".