الإثنين 2024/10/21

آخر تحديث: 14:55 (بيروت)

هوكشتاين من عين التينة: القرار 1701 غير كافٍ

الإثنين 2024/10/21
هوكشتاين من عين التينة: القرار 1701 غير كافٍ
هوكشتاين: قضينا 11 شهرًا لاحتواء التصعيد والنزاع، فلم نتمكن من الحل (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
بعد وصوله إلى بيروت، صباح اليوم الإثنين، عقد المبعوث الأميركيّ آموس هوكشتاين ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، اجتماعًا، هو الأطول بين الطرفين ودام حوالى السّاعتين. وفهم أن الموفد الأميركي حمل رسائل أميركية حاسمة تصب في سياق المحاولات الدبلوماسيّة لإرساء قرار وقف إطلاق النار.

وبعد الاجتماع عبر هوكشتاين عن حزنه "للمآسي الّتي يُعاني منها الشعب اللّبنانيّ، وبأنّ هذه اللحظات محطمة للقلوب، وشعب لبنان حاله حال الجميع في المنطقة"، وقال: "هذه زياراتي السّادسة أو السّابعة إلى لبنان منذ العامّ الماضي، وقضينا 11 شهرًا لاحتواء التصعيد والنزاع، فلم نتمكن من حلّه، وفي كل واحدةٍ من زياراتي حذرت من أن الأوضاع كانت طارئة، وأن الوضع الراهن غير مستدام، وإما كنا سنصل إلى حلّ أو ستنفجر الأمور لتخرج عن نطاق السيطرة، ووقفت عند هذه النقطة مرارًا وتكرارًا، الحلّ كان ممكنًا لكنه رُفض والأوضاع تصاعدت وانفجرت كما خشينا. وأوّد أن أكون واضحًا جدًا، ربط مستقبل لبنان بنزاعات أخرى في المنطقة، لم يكن وليس بمصلحة الشعب اللّبنانيّ. وكما قال الرئيس بايدن هدفنا هو اتفاق شامل، لتطبيق القرار 1701 ويضمن أن يكون هذا النزاع آخرما تشهده عدّة أجيال من الآن. وقد تمكن هذا القرار من إنهاء حرب العام 2006، لكن يجب أن نكون صريحين لا أحد فعل شيئًا لتطبيقه، الافتقار إلى التطبيق ساهم في النزاع الذي فيه نحن اليوم، وهذا يجب أن يتغير لأن كلا الطرفين والتزامهما بالـ 1701 غير كافٍ".

لمسار جديد
وأوضح هوكشتاين طبيعة زيارته بالقول: "أنا هنا في بيروت مرة أخرى، لمناقشة الحكومة اللّبنانيّة والمسؤولين الأمنيين والقادة السّياسيين، وكل شخصٍ آخر مستعد وقادرعلى لعب دورٍ حاسم، لوضع لبنان على مسارٍ جديد من الاستقرار والأمان، لقد عقدت اجتماعًا بناءً مع الرئيس البرلمان، وأشكره على الحوار المُفصّل الذي عقدناه منذ قليل. حكومة لبنان وكافة قادته بحاجة لدعم العالم والولايات المتحدة وشركائها ملتزمة في دعمها. وحكومة لبنان يجب أن تعمل لكافة شعب لبنان، ويجب أن تضع احتياجات شعبها على رأس أولوياتها".

وأشار: "العالم سيقف إلى جانب لبنان وقادته، إذا ما اتخذوا الخيارات الصعبة والشجاعة المطلوبة في هذا الوقت لمصلحة الشعب اللّبنانيّ، ونحن ملتزمون بمصلحته ومصلحة لبنان، وهذا ما جئت للتحدث عنه اليوم". ورداً على سؤال حول تردد أميركا في الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، أكدّ الموفد الأميركي أن بلاده : "ترغب في إنهاء هذا النزاع وفي أسرع وقتٍ ممكن، وهذا ما يريده الرئيس بايدن ونعمل جميعًا لتحقيقه، ونحن نعمل مع حكومة لبنان وحكومة إسرائيل من أجل التواصل إلى معادلة لوقف النزاع بشكلٍ نهائيّ، ووضع الآليات في مكانها لتمكن هذا النزاع من الانتهاء، ليتمكن الجميع من العودة إلى ديارهم، ونحن نحاول تحقيق هذا في أسرع وقتٍ ممكن".

ضمان تطبيق 1701
وعن التعديلات المتعلقة بالقرار 1701 قال: "التزامنا في حلّ هذا النزاع حسب القرار 1701، وهكذا يجب أن يبدو الحلّ، ومن أجل ذلك يجب أن نضمن أن كافة أطراف النزاع تعرف أن 1701 سوف يُطبق، وكما قلت لا يستطيع أحد أن يراجع 17 سنة الأخيرة ويقول أن هناك جديّة من جميع الأطراف في تطبيقه. الأمور ستكون مختلفة هذه المرّة، ومجرد القول بالالتزام لا يكفي، نحن بعيدين جدًا عن تطبيق القرار 1701، وأنا هنا اليوم لخوض محادثات لا لتغيير القرار بل لتطبيقه جديًّا كأساس لإنهاء هذا النزاع، ومن الأشياء الإضافيّة الّتي يجب العمل عليها لنضمن تطبيقه بانصاف ودقّة وشفافيّة ليعرف الجميع المسار الذي نمضي إليه. لذلك، فإن الثقّة الّتي يجب أن نمنحها للطرفين وشعبهما، لإنهاء هذه الكارثة وتقديم الدعم، يجب أن يكون إعادة إعمار، وإعادة بناء اقتصادي. والمجتمع الدوليّ والولايات المتحدّة ملتزمان لفعل ذلك، ويجب أن نقدم الدعم للجيش اللّبنانيّ الذي سيكون له الدور الحاسم لتحقيق السّلام، وهو بحاجة للمجتمع الدوليّ، والجيش قادر على حماية لبنان وحدوده ومرافقه، وسيكون بحاجة للمساعدة، لكن بالنسبة لنا في الولايات المتحدة وسائر العالم، الذين سيأتون لتقديم الدعم الاقتصادي والعسكريّ يجب أن يكونوا متأكدين من أن هذا الدعم لن يقود إلى جولة أخرى من النزاع في غضون السّنوات اللاحقة، لهذا فإن القرار 1701 كالتزام عامٍ غير كافٍ، هذا ما أقصده، عندما يجب أن نعمل على تحديد ما هو، بل يجب أن نضع الأمور في نصابها، ونسمح ببناء ثقّة لتطبيقه من الجميع".

وختمّ: "سوف أتفاوض مع حكومة لبنان، وسأفعل هذا بشكلٍ سريّ في اجتماعتنا ولن أخوض في التفاصيل علنًا. ولن أعلق على تقارير مختلفة. سوف يكون لنا حوار مستفيض مع حكومة لبنان وإسرائيل حول كيفية وقف إطلاق النار وإنهاء هذا النزاع، وسأحاول فعل ذلك بشكلٍ سريّ".

من جهته، كشف رئيس مجلس النواب نبيه برّي بعد لقائه الموفد الأميركيّ آموس هوكشتاين، أن "اللقاء كان جيدًا والعبرة في النتائج".

زيارات رسميّة للحكومة اللّبنانيّة
هوكشتاين التقى أيضاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي شدّد على "أنّ الأولويّة هي لوقف إطلاق النار والتطبيق الشامل والكامل للقرار 1701 لكونه الركيزة الأساسيّة للاستقرار في المنطقة". وأشار ميقاتي إلى "أنّ الجهود الديبلوماسيّة ناشطة للتوصل الى وقف قريب لإطلاق النار".

أما هوكشتاين، فشدّد "على أن المساعي الديبلوماسيّة لا تزال قائمة وجدّية، ونحن نعمل للتوصل الى وقف لاطلاق النار في الفترة المقبلة وندعم التطبيق الكامل والشامل للقرار 1701 ". واشار إلى أنه "على كل الاطراف العمل على التوصل الى صيغة تفاهم حيال كيفية تطبيق القرار".. 

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط زار عين التينة والتقى برّي، وبُعيد الاجتماع أكدّ أبو الغيظ على "ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار وانسحاب اسرائيل من أي أرض لبنانية وتنفيذ القرار 1701، وأكدت على ضرورة العمل بأسرع وقت على انتخاب رئيس لان الرئيس التوافقي سيؤدي إلى استعادة الدولة اللبنانية لهيبتها ويعيد لبنان لممارسة دوره العربي والإقليمي".

الموقف الفرنسيّ
في سياق متصل أفاد مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنّه، دعا مجددًّا إلى وقف لإطلاق النار في لبنان وغزّة، كما ندّد بالهجوم الإسرائيليّ على مواقع لقوّة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل". وذكر مكتب الرئيس الفرنسي أن ماكرون عبر أيضًا عن تضامنه مع نتانياهو بعد إطلاق طائرة مسيّرة صوب منزله.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها