مجزرة في بعلبك وحزب الله يسقط "هرمز 900"

بعد إدخالها أمس، المؤسسات الماليّة التابعة لحزب الله إلى "بنك أهدافه"، واصلت إسرائيل، اليوم الإثنين، عدوانها الواسع على لبنان مرتكبة المزيد من المجازر بحقّ المدنيين، واسهدفت  قوات اليونفيل العاملة في جنوب لبنان مجدداً. فيما كثّف حزب الله ضرباته على المناطق في شمال إسرائيل. 

غارات ومجازر
وشنت طائرات حربية إسرائيلية سلسلةً غارات على امتداد مساحات واسعة في الجنوب والبقاع. وجنوبًا، أغار الطيران الحربيّ مستهدفاً بلدات، أنصار وسجد في منطقة اقليم التفاح، بلدة تول، ومحيط النافعة على أوتوستراد حبوش – النبطية، وكفرتبنيت ومنطقة عين السماحية بين زوطر والنبطية الفوقا، وبلدتي صديقين و ياطر، والمالكية، والبازورية.

وتمّ انتشال جثتين من تحت أنقاض المبنى الذي استهدف في غارة على بلدة صريفا. وكما استهدفت مسيّرة إسرائيليّة سيارةً في بلدة دبعال في قضاء صور، ما أدّى إلى وقوع إصابات. في وقتٍ يتواصل فيه القصف المدفعيّ الإسرائيليّ منذ السّادسة صباحًا على بلدة الخيام.  وفجرًا، أطلقت قوّات العدو قذائف مدفعيتها الثقيلة باتجاه بلدات رامية وعيتا الشعب والناقورة. وفي إطار الاعتداءات المستمرة على سيارات الإسعاف، استهدف العدو سيارة إسعافٍ تابعة للهيئة الصحية الإسلامية على طريق بئر السلاسل - خربة سلم، ما أدّى إلى وقوع إصابات في صفوف المسعفين. من جهةٍ أخرى، تمكنت فرق الدفاع المدنيّ التابعة لجمعية كشافة الرسالة الإسلاميّة من إنقاذ أحد المواطنين العالقين تحت الركام في مبنى برازيليه في حيّ المساكن الشعبية، بعد اكثر من عشر ساعات من الغارة الإسرائيليّة، كما سحبت من بين الأنقاض جثة من مبنى "طاهر" في حيّ بنايات الرز في العباسية. وتعرض جبل أبو راشد ووادي السريرة منطقة جزين لسلسة غاراتٍ إسرائيليّة.

وفي البقاع، ارتكب الجيش الإسرائيليّ، فجرًا، مجزرة بحقّ الأطفال والنساء في حي النبي إنعام في مدينة بعلبك، حيث استهدفت مسيَّرة معاديّة منزل ضمن حيّ، بيوته متقاربة ومأهولة بالسكّان، ما أدّى إلى تدمير المبنى وإلحاق أضرارٍ في البيوت المجاورة، واستشهد ستة أطفال ونساء من عائلة عثمان، وأصيب 8 مواطنين في الحي بجروحٍ تراوحت ما بين حرجة ومتوسطة وطفيفة، وجرى نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.  وكان الطيران الحربيّ قد شنّ غارةً فجرًا، على بلدة حزين في قضاء بعلبك، وأخرى على سهل بلدة بدنايل.

التوغّل البريّ

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ أن القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها البرية في جنوب لبنان، حيث تمكنت من العثور على مخازن أسلحة تابعة لحزب الله وتدميرها. وتضمنت هذه المخزان صواريخ مضادة للدروع، وقاذفات RPG، وعبوات ناسفة، وقنابل يدوية، وأمشاط ذخيرة، وغيرها من العتاد العسكري.
وفي تطور آخر، رصدت "قوات الفرقة 91 خلية مسلحين أطلقت صواريخ نحو شمال إسرائيل بالقرب من مدرسة في جنوب لبنان. وتمكنت طائرة تابعة لسلاح الجو من استهداف المسلحين والقضاء عليهم". كما أعلنت قوات الفرقة 98 أنها تمكنت خلال الساعات الماضية من القضاء على عدد من عناصر حزب الله، من بينهم قادة تكتيكيون، بالإضافة إلى خلية مسلحين كانت قد استهدفت القوات الإسرائيلية بقذيفة مضادة للدروع. من جهة أخرى، عثرت قوات الفرقتين 36 و146 على منصة لإطلاق قذائف مضادة للدروع كانت موجهة نحو الشمال. وفي الوقت عينه، استهدف سلاح الجو الإسرائيلي عشرات المنصات الصاروخية الموجهة نحو الجبهة الداخلية في إسرائيل، إلى جانب مهاجمة مبانٍ عسكرية وبنى تحتية تابعة لحزب الله، وفق ما جاء في البيان.
وذكر مستشفى زيف في صفد بمنطقة الجليل أنه استقبل 15 مصابًا من منطقة القتال في الشمال خلال الليلة الماضية.

اشتباكات وضربات

ورداً على العدوان الإسرائيلي، أعلن حزب الله عن استهداف تجمع لجنود الجيش الإسرائيليّ في مرتفع كنعان ببلدة بليدا جنوبي لبنان، وعن إسقاط مسيرة إسرائيلية من نوع "هرمز 900". كما نفذ عمليات عدّة، شملت قاعدة طيرة الكرمل في جنوب حيفا، وقاعدة شمشون، فضلًا عن قصف قاعدة بيريا للدفاع الجويّ الصاروخيّ. وقال الحزب -في بيانات متتالية أصدرها، إنه قصف بدفعات صاروخية مستوطنة كريات شمونة، وقاعدة بيت هيلل، وتجمعًا لقوات الجيش الإسرائيلي في موقع المالكية، ومربض مدفعية في أودم. كما استهدف تجمعًا للجيش الإسرائيليّ في خلّة وردة وفي الحارة الشرقية لبلدة مركبا بدفعة صاروخيّة، وقصف تحركًا لقوات إسرائيليّة في جبل كحيل ببلدة مارون الراس.

وذكرت الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة أن صافرات الإنذار دوّت في منارة ومرغليوت وزرعيت بالجليل الغربيّ وفي شتولا وأفيفيم ويرؤون وكرمئيل بعد رصد عمليات إطلاق صواريخ من لبنان. من جهتها، قالت القناة الـ 12 الإسرائيليّة إنّه جرى رصد إطلاق 20 صاروخًا باتجاه مستوطنة كرمئيل بالجليل الأعلى. كما ذكرت الجبهة الداخلية أن صفارات الإنذار دوت في الجليل الأعلى بعد رصد تسلّل طائرةٍ مسيرة. 

الاعتداء على اليونيفيل

وذكرت قوات الـ "يونيفيل" في بيان أن جرافةً تابعة للجيش الإسرائيليّ هدمت عَمْدًا برجًا للمراقبة وسياجًا محيطًا بموقع للأمم المتحدة في مروحين بقضاء صور أمس الأحد. وقال البيان "نذكِّر الجيش الإسرائيليّ وجميع الجهات الفاعلة بالتزاماتها بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها، واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات". وأكدّت أن "انتهاك موقع للأمم المتحدّة والإضرار بأصولها يُعدّ انتهاكًا صارخًا للقانون الدوليّ وقرار مجلس الأمن الدوليّ 1701، كما أنّه يُعرّض سلامة وأمن حفَظَة السّلام التابعين لنا للخطر في انتهاك للقانون الإنسانيّ الدوليّ". وأشارت اليونيفيل إلى أن "الجيش الإسرائيليّ طلب من اليونيفيل بشكلٍ متكرّر إخلاء مواقعها على طول الخط الأزرق (الفاصل)، وتعمد إلحاق الضرر بمواقع الأمم المتحدة". وختمت بأن جنودها "لا يزالون في جميع مواقعهم" رغم "الضغوط الّتي تمارس على البعثة وعلى البلدان المساهمة"، وأن البعثة ستواصل القيام بالمهام الموكلة إليها في المراقبة ورفع التقارير.