الأربعاء 2024/10/02

آخر تحديث: 15:06 (بيروت)

رد طهران: فرصة نتنياهو الذهبية لضرب البرنامج النووي الإيراني؟

الأربعاء 2024/10/02
رد طهران: فرصة نتنياهو الذهبية لضرب البرنامج النووي الإيراني؟
ترامب اشتكى من أن نتنياهو على استعداد لمحاربة إيران إلى آخر جندي أميركي (Getty)
increase حجم الخط decrease
مع بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي غزوه البري لجنوب لبنان، ومع الصواريخ الإيرانية التي أُطلقت على إسرائيل أمس، تكون الحروب الإسرائيلية في المنطقة قد دخلت منعطفاً جديداً، مهددة بإعادة رسم الخارطة السياسية في الشرق الأوسط.
مع بداية طوفان الأقصى في تشرين الأول/إكتوبر 2023، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن رد إسرائيل على الهجوم متعدد الجوانب، غير المسبوق الذي شنه مسلحون فلسطينيون من قطاع غزة "سيغير الشرق الأوسط".
وجد أكثر رئيس الحكومات الإسرائيلية تطرفاً، مستقبله السياسي على المحك. التقت مصالحه الشخصية بالبقاء مع رغبات المتطرفين الإسرائيليين ومع ضغوطات المؤسسة العسكرية للقضاء على كل الأخطار المحيطة بالكيان الإسرائيلي. القضاء على حركة حماس في غزة، تقويض أي فرصة لقيام الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية، القضاء على حزب الله في الشمال وعلى الأذرع الإيرانية في سوريا والعراق وحتى اليمن، وهو ما ستحاول إسرائيل القيام به مع تقدم الحرب، وصولاً إلى الهدف الإسرائيلي الأسمى وهو ضرب المنشآت النووية الإيرانية.

الاستراتيجية الإيرانية
منذ قيام الجهورية الإسلامية في إيران، وضعت طهران استراتيجية محسوبة، استغلت إيران الفوضى لتكمين ميليشياتها بالوكالة للتأثير على المنطقة وحيازة المزيد من النفوذ مع الحفاظ على الإنكار المعقول الذي يجنبها تحمل المسؤولية عما تفعله ميليشياتها. في الوقت نفسه، قامت طهران بتطوير برنامج نووي شكلت الميليشيات الإيرانية خط الدفاع الأول عنه، فأي ضربة للمنشآت النووية الإيرانية ستستدعي إطلاق الصواريخ على إسرائيل من لبنان وسوريا والعراق واليمن. 
استغل القادة الإيرانيون الحرب في غزة لرفع مكانة نظامهم، وإضعاف إسرائيل ونزع شرعيتها، وتقويض المصالح الأميركية، وزيادة تشكيل النظام الإقليمي لصالحهم. كانت الجمهورية الإسلامية، قبل توسع الحرب إلى لبنان، في وضع أفضل من أي وقت مضى للسيطرة على الشرق الأوسط. الأمر الذي يتعارض تماماً مع أهداف إسرائيل ووجودها في المنطقة وكذلك مع المصالح الأميركية.

حلم نتنياهو
منذ التسعينيات، دق نتنياهو ناقوس الخطر بشأن التطوير الوشيك للأسلحة النووية من قبل إيران، وغالباً ما كان يضغط على الولايات المتحدة للحصول على إذن لاتخاذ إجراء عسكري مباشر ضد طهران أو يناشد الولايات المتحدة أن تفعل ذلك نيابة عن إسرائيل. يقترن هذا الجهد بجهود إسرائيلية سرية لتخريب البرنامج النووي الإيراني، مثل الاغتيالات المستهدفة لكبار العلماء والمرافق النووية الإيرانية.
في العام 2008، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود أولمرت من الرئيس جورج بوش الحصول على الضوء الأخضر لقصف المواقع النووية في إيران، وهو ما رفضه بوش. في كتابه "بيبي: قصتي"، يذكر نتنياهو كيف طلب من الرئيس باراك أوباما عام 2013، ضرب المنشآت النووية الإيرانية خلال زيارته الرئاسية الأولى إلى إسرائيل، وهو طلب رفضه أوباما. عام 2015، خاطب نتنياهو جلسة مشتركة للكونغرس وحث المشرّعين على منع الاتفاق النووي بحجة أن إيران "تشكل تهديداً خطيراً، ليس فقط لإسرائيل، ولكن أيضاً لسلام العالم بأسره".
بعد رئاسته، خلال حديثه عن إعطائه الأمر باغتيال القائد الإيراني قاسم سليماني، اشتكى ترامب من أن نتنياهو "على استعداد لمحاربة إيران إلى آخر جندي أميركي". ووفقاً لصحيفة "نيويوركر"، بعد أن كان من الواضح أن دونالد ترامب قد خسر الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020، حثّ نتنياهو ترامب على اغتنام الفرصة لقصف إيران.

فرصة ذهبية
على مر العقود، طورت إيران ووكلاؤها قدرة فائقة لحساب المخاطر والقيام بعملياتهم بحذر شديد لا يؤدي إلى توسع الصراع ووصوله لطهران. سعت إيران وميليشياتها إلى استفزاز الولايات المتحدة لارتكاب أخطاء تمنح طهران وحلفاءها مكاسب. أخطاء مماثلة لتلك التي ارتكبتها واشنطن قبل عقدين من الزمن، عندما غزت العراق، أو في عام 2018، عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعه أوباما.
السياسة نفسها اتبعتها إيران ووكلاؤها خلال الحرب الحالية، فعلي مدى عشرة أشهر من الحرب تجنب حزب الله في لبنان الدخول في صراع واسع مع إسرائيل، محافظاً على ما أسماه "جبهة إسناد" محدودة لغزة، ومثله، حتى أمس، امتنعت إيران عن الرد على اغتيال اسماعيل هنية في طهران، بضغط من الولايات المتحدة التي تسعى لاحتواء الصراع، محذرة من أن أي رد على إسرائيل قد يستدعي ضربة مضادة للمنشآت النووية الإيرانية. 
تحمل سياسة السير على الحافة مخاطر اندلاع اندلاع حرب شاملة عند ارتكاب أي طرف من الأطراف خطأً غير محسوب، خصوصاً بعد أن أضعفت إسرائيل الأذرع الإيرانية، حزب الله خاصة، وقد يكون الرد الإيراني عبر إطلاق مئات الصواريخ البالستية على إسرائيل، الخطأ والفرصة الذهبية التي ينتظرها نتنياهو لضرب البرنامج النووي وجرّ الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها