بعد الكثير من التداول والمناقشات والأخذ والرد، وبعدما استنفد خبراء لبنانيون أفكارهم للخروج بحل للأزمة الاقتصادية التي يعانيها البلد، من استخراج الغاز من البحر إلى المفاوضات مع صندوق النقد والإصلاحات، وحتى تصدير ليمون أبو صرة بحسب المهندس محمد كوثراني، خرج النائب طوني فرنجية بالحل الناجع: وهو تصدير الشبان والشابات، من مهندسين وأطباء وغيرهم من ذوي الاختصاص لكي يرسلوا لنا الأموال.
ففي التسجيل المصور الذي انتشر في مواقع التواصل وأثار سخرية اللبنانيين، يريد النائب فرنجية تحويل الشعب اللبناني إلى عالة على مغتربيه، ليس بالضرورة أن نعمل على تطوير القطاعات الإنتاجية، لا داعي لاستغلال الأراضي الزراعية، ولبنان لن يكون أفضل من الصين في الصناعة، ولنترك شركات التكنولوجيا لأصحابها، نحن نصدّر البشر!
وليس مهماً ما يريده هؤلاء المهندسون والأطباء، لا خيارات لديهم في السفر أو البقاء في أرضهم، لن تكون لهؤلاء حرية اختيار المكان الذي يريدون العيش فيه، مهمتهم في الحياة هي إرسال الأموال لنا، كي ندفع الضرائب للنائب فرنجية ووالده والحفاظ على باكويته.
وفي مرحلة لاحقة، قد يعرض فرنجية علينا تطوير خطته الاقتصادية وإنشاء معرض لذوي الاختصاصات، شبيه بإكسبو دبي مثلاً، حيث تأتي شركات الهندسة وأصحاب المستشفيات وشركات التكنولوجيا ليختاروا ما يناسبهم من اللبنانيين واللبنانيات ذوي الكفاءة، وقد يدفعون أتعابهم مقدماً إلى السيد فرنجية، بصفته نائباً في البرلمان ووريثاً لزعامة والده.
أما الخوف الحقيقي، فهو أن النائب فرنجية يرى نفسه كمرشح لرئاسة الجمهورية بعد رحيل والده طبعاً، عندها تصبح أفكاره قيد التطبيق، ونستطيع من الآن أن نتكهن أي نوع من التجار سيكون، متنقلاً بين دول العالم وشركاته، حاملاً رزمة من السير الذاتية: شباب، صبايا، مهندسون، أطباء، طباخون، حديد للبيع.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها