الثلاثاء 2014/04/29

آخر تحديث: 01:42 (بيروت)

دميانوس قطّار ينتظر 'جثث الصقور'

الثلاثاء 2014/04/29
دميانوس قطّار ينتظر 'جثث الصقور'
يُؤخذ على قطّار أنه رجل اقتصاد لا سياسة (المدن)
increase حجم الخط decrease
قلةٌ من اللبنانيين تستطيع أن تتذكر بوضوح دميانوس قطّار. من يفعل، يقول عنه إنه الوزير التكنوقراط الهادئ والشخصية الرصينة. ربما لم يكن كثر يعرفون أنه ماروني، إلا بعد التداول بإسمه كمرشح لرئاسة الجمهورية. وحظوظه، حتى الآن، ضئيلة كغيره من المرشحين المدرجين في خانة الـ"بعيدين عن الإصطفافات".
 
قطّار، إبن جزين، قدّم نفسه قبل أشهر مشروع رئيس جديد للبنان. قالها بوضوح: "أنا مرشح، وبرنامجي هو مسيرتي في حكومة نجيب ميقاتي الأولى ومجموعة الأعمال التي قمت بها ومحاضراتي". والواقع أن الرجل الخمسيني تنقل بين عدة مناصب اقتصادية ـ استشارية في الخليج ولبنان، قبل أن يتسلم في عام 2005 وزارات المال والاقتصاد والتجارة، في الحكومة الإنقاذية التي حضرت للانتخابات النيابية آنذاك. لم يدخل قطّار في سياق الإنقسام الحاد الذي شهدته البلاد بين 14 و8 آذار، في الأعوام التي تلت خروجه من الحكم، فابتعد كثيراً عن السياسة. وهذه نقطة يعمل قطّار بجهد على تظهيرها، خاصةً عند الحديث عن شخصية توافقية تقود دفة البلاد.
 
قيل ويُقال إن قطّار مرشح بكركي الأوّل، فهو دائماً يدور في فلكها والحاضر الأول في كل المناسبات والاحتفالات التي تقام فيها أو التي يحضرها البطريرك الماروني مار بشارة الراعي. يستطيع أيضاً الوزير السابق أن يسجل قربه من الصرح البطريركي كنقطة لمصلحته، علماً أن المقربين من البطريرك دأبوا على عدم التعليق على هذه الأحاديث بأن لا مرشح معيناً لبكركي، وفق تعبيرهم. حتى أن قطّار نفسه أوضح مؤخراً أن بكركي تقف على مسافة واحدة من كل المرشحين للرئاسة.
 
يُؤخذ على قطّار أنه رجل اقتصاد لا سياسة، والبلاد لا تحتاج في هذه المرحلة الحساسة محلياً وإقليمياً إلا إلى رئيس قوي، إما سياسياً وإما أمنياً. يشرح الوزير السابق في هذا المجال أن ما يُخطط له هو النهوض بالبلاد على مستوييْن: أمني – اقتصادي واجتماعي – اقتصادي. يعني هذا الكلام، وفق قطّار، استكمال الخطط الأمنية وحماية لبنان من تداعيات حرب سوريا ومساعدة حزب الله على العودة إلى الداخل لإعادة جذب الاستثمارات، إلى جانب معالجة الأجور وما يرتبط بها للوصول إلى أمن اقتصادي. أما في السياسة، فالأساس قانون الانتخابات العادل.
 
هذه الطروحات لم يكترث لها بَعْد فريقا 8 و14 آذار، وعلى الأرجح اسم دميانوس قطّار لا يعني الكثير للطرفين. "الرجل جيد، لكن الاقتصاديين عموماً بيروقراطيون وتنقصهم الكريزما وحس العلاقات العامة"، تقول مصادر في 14 آذار. عند الفريق الآخر، لا كلام كثيراً باعتبار أن المرحلة لم تبلغ بعد حد التسوية الكبيرة، التي تتطلب التفكير باحتمال اختيار قطّار. وعلى ما يبدو، مقولة قطّار الشهيرة عن أن الشخصية تتفاعل مع الموقع وليس العكس، لم تفعل فعلها عند منتقدي غياب أي قاعدة شعبية داعمة له.
 
الوزير السابق قطّار ماضٍ في ترشحه للرئاسة. يقول إن الزمن الآن لمرشحي الأحزاب والتيارات الكبرى، ولكن في حال لم يصل أي منهم هو موجود لا بل إنه الرئيس القوي المنشود، كونه يعرف لبنان جيداً من شماله إلى جنوبه. يرفع قطّار راية التوافق والخبرة الاقتصادية، المُطعمة بالسياسة الهادئة والهادفة. هو ينتظر جثث الصقور الموارنة حين تفشل معاركهم الرئاسية. قد يكون من بين المرشحين الأقوياء، خاصةً إذا تراجع خيار العسكر ووضعت فيتوهات على شخصيات من عيار جان عبيد أو روبير غانم وكان خيار بكركي إلى جانبه.
increase حجم الخط decrease