الأربعاء 2014/04/02

آخر تحديث: 03:12 (بيروت)

بري لعون.. الضربة القاضية رئاسياً

الأربعاء 2014/04/02
بري لعون.. الضربة القاضية رئاسياً
المعركة الكبرى مع "حليف الحليف:" اقتربت (المدن)
increase حجم الخط decrease
على الرغم من الهدوء السياسي الذي ينتهجه في المرحلة الحالية لتسهيل وصوله إلى قصر بعبدا، وبغض النظر عن السلام الظاهر الذي يُظلل علاقة الرجليْن حالياً، إلا أن النائب ميشال عون لا يستطيع أن يخفي قلقه لا بل خوفه من مقاربة الرئيس نبيه بري لملف الرئاسة. يدرك عون، بحسب قريبين منه، أن رئيس المجلس يستطيع أن يوجه له ضربة قاسية، وخاصةً أن غالبية الأطراف مقتنعة بأن بري مستعد لفعل أي شيء لمنع وصوله إلى بعبدا.
 
منذ ما بعد معركة جزين في الانتخابات النيابية عام 2009، والتي أفضت إلى إطاحة التيار الوطني الحر بمرشح بري سمير عازار، والمعارك بين الطرفين تتوالى. عصفت الأجواء أحياناً كثيرة وهدأت قليلاً، وغالباً ما كان حزب الله يتدخل لترطيب الأمور. آخر فصول التوترات كان حول ملف النفط، ودعوة حركة أمل إلى تلزيم كل البلوكات النفطية في البحر دفعة واحدة خلافاً لما كان ينادي به وزير الطاقة السابق جبران باسيل. قبل ذلك، استعر الخلاف بسبب تطيير بري لجلسات المجلس الدستوري، والتي خُصصت لمناقشة الطعون التي قدمها التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية في التمديد للمجلس النيابي. كما أن جلسة التمديد الشهيرة، بحد ذاتها، أضافت إلى التوتر توتراً.
 
كثيرة كانت أسباب التوتر بين عين التينة والرابية: قضية مياومي الكهرباء فرضت نفسها، التمديد لقائد الجيش جان قهوجي فعل فعله، وكذلك موضوع قانون الانتخابات النيابية وتحديداً المشروع الأرثوذكسي. أما اليوم، فما يدفع عون إلى التوجس أكبر وأهم، وهو اعتقاده الكبير أن بري لا يريده رئيساً ولن يسمح بوصوله أو وصول مرشح قوي، وسيطبخ الأمور على نار هادئة مع الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط حتى لو تتطلب الأمر الدخول في الفراغ لفترة. لدى رئيس تكتل التغيير والإصلاح، بحسب مقربين منه، مجموعة من الاعتبارات التي تعزز فرضيته: تشكيل بري للّجنة النيابية الثلاثية، وإعلانه أنه يريد جلسة ناجحة لانتخاب رئيس ما يؤشر إلى المماطلة، عدم تبني فريق 8 آذار رسمياً لترشيحه للرئاسة، وأخيراً كثرة الأحاديث عن مرشحين توافقيين سيفرضهم الفراغ والوقت الداهم، كجان قهوجي وجان عبيد ورياض سلامة، وهذه الأسماء لا تزعج حزب الله على وجه الخصوص.
 
مصادر التيار الوطني الحر والمسؤولون فيه يرفضون، بطبيعة الحال، الحديث عن التوجس من خطوات الرئيس نبيه بري. هم يؤكدون أن العلاقة مع عين التينة جيدة، كما يشجعون أي خطوة تقود إلى انتخاب رئيس جديد، لكنهم في الوقت عينه، يجددون الدعوة إلى عقد جلسة للانتخاب ضمن الدورة الأولى في أسرع وقت، وفق الأصول والشروط الدستورية. وعلى الرغم من وصف مصادر عونية للقاء عون بلجنة بري، والذي حصل الأسبوع الماضي، بالجيد إلا أن متابعين يتوقفون عند ما قاله النائب إبراهيم كنعان لجهة وضع اللقاء في إطار الاجتماع التقني. ويعتبر هؤلاء المتابعون أن مثل هذا التصريح يعني أن عون غير مرتاح، كما البطريرك الماروني، لعمل هذه اللجنة.
 
من جهة حركة أمل والرئيس بري، الكلام نفسه يتكرر. "رئيس المجلس حريص على الاستحقاق الرئاسي أكثر من غيره، واللجنة شكلها لاستمزاج آراء مختلف الكتل بشأن حضور جلسات الانتخاب، وهي سترفع تقريراً إليه بعد إنتهاء مهمتها"، تقول مصادر عين التينة. أما العلاقة مع عون فجيدة، لكن هذا لا ينفي ميل بري إلى رئيس توافقي، كما ينقل عنه زواره. 
 
رئاسياً، عون لا ينتظر الكثير من بري .. بل ينتظر الأسوأ. وفي الأيام المقبلة، سيتابع سياسة الهدوء إلى حين تبيان نوايا رئيس المجلس أكثر فأكثر، وهو يكرر: "الرجل حليف حليفي لا أكثر". تقول مصادر مطلعة: يُدرك عون أن رد بري على كل المرحلة الماضية، إن أتى في الاستحقاق الرئاسي، فسيكون الضربة القاضية. 
increase حجم الخط decrease