الخميس 2014/04/10

آخر تحديث: 05:00 (بيروت)

التبانة: 'اتفقوا علينا'

الخميس 2014/04/10
التبانة: 'اتفقوا علينا'
هناك من يقول إن تطبيق الخطة غير عادل (المدن)
increase حجم الخط decrease
أكثرُ من توتر محدود وأقل من انتكاسة حقيقية، هكذا يجوز وصف الخضة التي تعرضت لها الخطة الأمنية، في باب التبانة في طرابلس مساء الأربعاء. الأهالي والفعاليات، يشددون على استمرار دعم الجيش والأجهزة الأمنية في مهمتهم، لكن يسجل هؤلاء ملاحظات كثيرة، ولسان حالهم يقول: ندفع ثمن تسوية سياسية.
 
عشية انتقال الخطة الأمنية الشهيرة رسمياً إلى البقاع الشمالي، وقع اشتباك مسلح بين الجيش ومجموعات مسلحة في باب التبانة، وتحديداً في شارع حربا، بُعيْدَ توقيف أحد المطلوبين. الجيش كان واضحاً في بيانه أنه وضع حداً للأمور وأوقف المتورطين، ولن يسمح بأي خلل من هذا النوع، غير أن لدى الأهالي تفسيراً خاصاً. "المعتدون على الجيش ليسوا من المنطقة، وهم طابور خامس يريد أن يوقع بيننا وبين المؤسسة العسكرية"، يقول سكان الشارع. يضيف أحدهم، ويُدعى محمد السيّد، أن الصراع بين آل ميقاتي وآل الحريري تُرجم بإلقاء ثلاث قنابل على حاجز للجيش قرب مسجد حربا، ما دفع العناصر إلى الانسحاب مطلقين النار في الهواء لتغطية خروجهم.
 
لدى أهالي وسكان شارع حربا في التبانة شعور كبير بالغضب. بحسب قولهم، هم يدركون أن كل الأطراف تخلت عنهم لأن مصلحتها تكمن، حالياً، في إطفاء بؤر التوتر. ويشرح إمام مسجد حربا الشيخ أبو ربيع لـ "المدن" الصورة، مشيراً إلى أن الخطة الأمنية جيدة والتسوية في طرابلس أمر مطلوب والجميع ينشد الهدوء، لكن الشبان الذين حملوا السلاح، كانوا يدافعون عن منطقتهم وعن عائلاتهم وشرفهم. يذهب إمام مسجد حربا إلى المطالبة بتسوية الأوضاع القضائية للمطلوبين والموقوفين لأن في الأمر ظلماً، على حد تعبيره. وهنا تدخل على الحديث أصوات عالية، تنادي بتوجيه الاتهام إلى الساسة، الذين كانوا يسلّحون ويمولون ويشعلون الفتنة.
 
وما بين الإنكباب على تأكيد دعم الجيش وفي الوقت عينه السعي لحماية أبناء المنطقة وخصوصاً حملة السلاح، يخرج من يقول إن تطبيق الخطة الأمنية غير عادل. يسأل أحد أبناء شارع حربا: "لماذا سُمح بتهريب المتورطين في التفجيرات من جبل محسن، فيما الشبان العاطلون عن العمل والفقراء باتوا في السجون بحجة فرض الأمن والهدوء؟".
 
في النتيجة، اجتازت خطة طرابلس قطوعاً صعباً. كاد الأمر أن يكون مجزرة لو استمر الوضع على حاله، وفق أهالي التبانة. والأخطر، اقتناع هؤلاء أن حال الهدوء لن تدوم طويلاً، وحسب رأيهم الخلاف بشأن الرئاسة قريب وطرابلس ستدفع الثمن من جديد. 
increase حجم الخط decrease