منذ أشهر، ومع تطور الأحداث العسكرية في جنوب لبنان بين حزب الله وإسرائيل، وضعت الدولة اللبنانية خطة طوارئ، تحسبًا لاندلاع حرب شاملة على كافة الأراضي اللبنانية.
الخطة الطارئة، أتت مع تصاعد المواجهات العسكرية والتهديدات الإسرائيلية، ومهمتها التركيز على توفير المؤن الغذائية، وتعزيز المستلزمات الصحية في المستشفيات، وتأمين مستلزمات النازحين في مراكز الإيواء.
تطورت الأحداث فجأة. والثالث والعشرون من أيلول الجاري، تاريخ لم يُنس بعد، حُفر في ذاكرة اللبنانيين. مئات الآلاف من اللبنانيين تركوا منازلهم في جنوب لبنان، وتوجهوا نحو مدينة بيروت هربًا من القصف الإسرائيليّ المُتواصل على البلدات الجنوبيّة. توزعوا في 565 مركزًا للإيواء خلال يومين.
ميدانيًا، مراكز الإيواء امتلأت بالكامل، وأعداد النازحين تجاوز الـ77 ألف مواطن لبنانيّ. ووفقًا لتقرير وحدة إدارة مخاطر الكوارث، الذي أصدرته اليوم الخميس، 26 أيلول، فُتح خلال 24 ساعة 150 مركزًا في مختلف الأراضي اللبنانيّة.
الأرقام الرسميّة
وبحسب التقرير، سُجل اليوم 115 اعتداءً إسرائيليًا في مناطق مختلفة من الأراضي اللبنانيّة اسقط نتيجتها 60 شهيدًا و81 جريحًا. أما العدد الرسمي منذ بداية الاعتداءات الرسمية وحتى كتابة هذا التقرير، هو 5410 جرحى، و1540 شهيدا.
أما عدد النازحين المسجلين في المراكز الحكوميّة هو 77100، توزعوا في 565 مركزاً. والمؤكد أن أعداد النازحين يتجاوز هذا الرقم، لأن أعدادًا كبيرة من النازحين إنتقلوا إلى منازلهم في مناطق أخرى آمنة، أو لدى أفراد من عائلاتهم، ومنهم من توجهوا نحو الفنادق، والمنازل المجهزة، كما أن هناك الكثير من النازحين الذين توجهوا نحو الحدائق العامة وشواطئ البحر، إضافة إلى آلاف المواطنين الذين غادروا الأراضي اللبنانية، لذلك يفوق العدد الفعلي للنازحين أضعاف ما هو مسجل رسميًا.
ويؤكد التقرير، أنه خلال يومين فقط، سجّل الأمن العام عبور 15600 مواطن سوري، و16130 مواطن لبنانيّ إلى الأراضي السوريّة. ويوضح التقرير أن منظمات الأمم المتحدة خصصت حزمة مساعدات طارئة من صندوق لبنان الإنساني لدعم السكان الأكثر ضعفًا وذلك لتلبية الاحتياجات العاجلة للمتضررين.
في الواقع، لم يتوقف القصف الإسرائيليّ منذ أيام، وسجلت وحدة إدارة الكوارث 7034 غارة وقصف على مختلف المناطق اللبنانية منذ الثامن من تشرين الأول، و252 قنابل مضيئة وحارقة، و248 قذيفة فوسفورية، و45 قذيفة فوسفورية وقصف، و42 قذيفة لم تُفجر، و133 طلقة نارية. وتوزعت هذه الاعتداءات في مختلف الأقضية، وتحديدًا قضاء صور (2282 اعتداءً)، مرجعيون (2338)، بنت جبيل (1941).
عمليًا، وزعت المهام بين الوزارات الرسمية لتلبية احتياجات المواطنين. بشكل يوميّ، تصدر وزارة الصحة العامة لائحة تتضمن عددًا من مراكز الرعاية الصحية الأولية المربوطة بمراكز الإيواء، أما وزارة التربية والتعليم فأصدرت تعاميم بتجهيز المدارس والمعاهد والثانويات الرسمية، وقامت وزارة الشؤون الاجتماعية بتأمين 10 آلاف ليتر من المازوت لمراكز الإيواء في صيدا، وفُتحت المدارس الفنية الزراعية كمراكز للإيواء في الفنار، بعقلين، البترون، والعبدة، وعملت وزارة الزراعة على التنسيق مع أسواق الجملة الأساسية في بيروت، طرابلس، صيدا، زحلة، لضمان استمرار تدفق المنتجات الزراعية في الأسواق.
من جهتها، عممت وزارة الخارجية والمغتربين على البعثات اللبنانية في الخارج والبعثات الأجنبية طلب الحصول على المستلزمات الطبية والاحتياجات الضرورية لتأمين الدعم للقطاع الصحي، والقطاع الإغاثي.
والمؤكد حتى الساعة، عن حاجة النازحين إلى مزيد من مراكز الإيواء، خصوصًا أن عددًا كبيرًا منهم توزع داخل الحدائق العامة وفي الشوارع وعلى الشاطئ البحري، إضافة إلى أن بعض المراكز تعاني من نقص في الفرش الإسفنجية ومادة المازوت والمستلزمات الضرورية للنازحين.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها