الأربعاء 2024/01/17

آخر تحديث: 15:48 (بيروت)

ملف التفرغ مرهون بالتوازن الطائفي: البحث بتخفيض الأساتذة الشيعة

الأربعاء 2024/01/17
ملف التفرغ مرهون بالتوازن الطائفي: البحث بتخفيض الأساتذة الشيعة
لا يمكن تأمين التوازن في حال ارتفع العدد الكلي للمراد تفريغهم عن 800 متعاقد (المدن)
increase حجم الخط decrease
يلتقي وزير التربية عباس الحلبي وفداً من لجنة الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية لبحث ملف التفرغ. فقد سبق وأعلن وزير التربية أنه تسلم من رئيس الجامعة بسام بدران مسودة بملف التفرغ، يأمل الأساتذة المتعاقدون بأن يسرع الحلبي في إنجازه ورفعه إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء.

عدد الشيعة
الملف ما زال متوقفاً في مكتب وزير التربية. فقد تبين أن العدد الضخم فيه جعله ملفاً متفجراً. فهو قائم على خلل كبير في التوازن طالما أن نسبة المسيحيين فيه نحو 33 بالمئة، مقابل 67 بالمئة مسلمين. أما الخلل بين السنّة والشيعة فكبير أيضاً بنحو ستين بالمئة شيعة مقابل أربعين بالمئة سنّة. وهذه المعطيات جمّدت الملف. فلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يستطيع حمله وإقرار مرسوم فيه بمجلس الوزراء، ولا وزير التربية قادر على رفع ملف إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، يعرف مسبقاً أنه غير قابل للإقرار.
أشيع يوم أمس بين المتعاقدين أن رئيس الجامعة يعمل مع وزير التربية منذ نحو أسبوع على إعادة خفض عدد المتعاقدين المراد تفريغهم، كي يصبح الملف قابلاً للإقرار. والمقصود هو تخفيض عدد الأساتذة من الطائفة الشيعية بغية تأمين التوازن الطائفي. ووفق المصادر، حصل تواصل رفيع المستوى من حركة أمل وحزب الله مع رئيس الجامعة لحل هذه المعضلة. وتلقى بدران تعهداً بقبول الثنائي الشيعي تخفيض عدد الأساتذة من الطائفة الشيعية.

لم يعد إلى نقطة الصفر
لكن مصادر متابعة للملف لفتت إلى أن لا جديد فيه بعد. فالمبدأ الأساسي الذي قام عليه الملف كان خاطئاً ولا يمكن تصحيحه بتخفيض العدد من دون دراسة كان يجب أن تجرى في وقت سابق، ومن شأنها رفد الجامعة بمتفرغين وفق الحاجة ومن دون الإضرار بالتوازن الطائفي. جل ما في الأمر أن "البعض" بدأ يشعر بحراجة الموضوع، وبدأ يشيع أن تخفيض العدد كافٍ لحل الإشكالية وإسكات المتعاقدين في الوقت الحالي.

لم يعد الملف إلى نقطة الصفر طالما أن الحلبي لم يردّه إلى رئيس الجامعة لإعادة تكوينه من جديد. بل يتشاور معه في كيفية خفض العدد. والترجيحات الحالية في حال نجحت المساعي هي أن يصار إلى انخفاض عدد الأساتذة المراد تفريغهم إلى ما بين 800 وألف أستاذ، لتأمين التوازن الممكن بين المسلمين والمسيحيين وليس بين السنة والشيعة فحسب. غير ذلك لا يمكن أن يقر الملف ويبقى المتعاقدون يعملون بمردود مادي يقل عن مردود الأساتذة المتعاقدين بالتعليم الابتدائي، وبلا بدلات إنتاجية كتلك التي تدفع لزملائهم في ملاك الجامعة.

مبدأ الأقدمية
على مستوى التوزان المسيحي الإسلامي لا يمكن تأمينه في حال ارتفع العدد الكلي للمتفرغين عن 800 أستاذ، لا سيما أن عدد المسيحيين الفعليين لا يصل إلى أربعمئة أستاذ، في وقت تم الإبقاء على أسماء الأساتذة الذين أبدوا رغبتهم بعدم العودة إلى لبنان للتفرغ بالجامعة. وذلك بغية رفع عددهم وهمياً في الملف الذي رفع سابقاً. أما التوزان بين السنة والشيعة فيتأمن بنحو 200 أستاذ من كلا الطائفتين، في حال انخفض العدد الكلي للتفرغ إلى نحو 800 متعاقد.

أثبتت الأيام القليلة المنصرمة أن السير بمبدأ حاجة الجامعة لسد النقص غير قابل للحياة، لأنه بني على أساس نفخ ملاكات الجامعة والأنصبة فيها. والخيار الأكثر واقعية هو الأخذ بمبدأ الأقدمية، أي تفريغ الأساتذة المتعاقدين قبل العام 2019. بمعنى أنه بالإمكان تخفيض عدد المتعاقدين في الملف من خلال حذف جميع أسماء المتعاقدين في السنوات الأخيرة، ولا سيما "الذين دخلوا إلى الجامعة من الشباك، وليس من الباب". أي الذين وقعت معهم عقوداً من دون إعلان شواغر في الكليات ومن دون الخضوع إلى اللجان العلمية. لكن التخوف في هذا الشأن بأن يصار إلى تخفيض اعتباطي وحشو الملف بأسماء وفق المعايير السياسية والطائفية وليس الأكاديمية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها