وأبلغ بعضهم "المدن" أن مجموعة من الطلاب رفعوا رسالة داخلية إلى عميد الجامعة منذ نحو شهرين، ولم تنشر أبداً، بل بقيت سرية، طالبوا فيها تغيير المناهج وتطويرها، وشكوا فيها من أن واقع الكلية بات مزرياً وأن الراتب الذي يتلقونه لقاء عملهم في المستشفيات لا يكفيهم حتى ثمن تنقلاتهم. وعارضوا العمل في مراكز التلقيح لمراقبة متلقي اللقاحات، للسبب عينه. فالراتب يتراوح بين 800 ألف إلى مليون وخمسمئة ألف ليرة، حسب الدرجة العلمية والسنة الدراسية. لكن عميد الكلية طلب قرر تحويل ثلاثة طلاب، انتدبهم باقي الطلاب لرفع الرسالة، إلى المجلس التأديبي بحجة أنهم كتبوا في الرسالة "واقع الجامعة بات مزرياً". اعتبر العميد أن هذا بمثابة إهانة للجامعة، فحولهم إلى المجلس التأديبي، فطردوا لمدة شهر على فعلتهم. وعندما حضر هؤلاء الطلاب إلى المجلس التأديبي تمهيداً لسماع القرار، وجهت إليهم إهانات بأنهم "ينكرون النعمة" ولا يعترفون بفضل الجامعة عليهم، لأنها تعلمهم برسوم شبه مجانية.
طرد هادي شماع
طرد هادي شماع، بعد تحوليه إلى المجلس التأديبي، لمدة لشهر من الجامعة. ويتزامن طرده حالياً مع موعد إجراء الامتحانات في الكلية. أي أنه سيحرم منها وعليه إعادة سنة كاملة. وحيال هذه القضية، والمشاكل الآنفة الذكر، قرر الطلاب الاعتصام داخل الجامعة كما حصل اليوم الإثنين في 19 تموز. وقرروا مقاطعة الامتحانات إلى حين عودة العميد عن قراره والسماح لشماع بالمشاركة بالامتحانات.
وفي التفاصيل، ومنذ أكثر من أسبوعين، قرأ شماع تغريدة لأحد الأشخاص أتت في سياق تعليق على منشور يبارك تخرج أحد أبناء فارس من الجامعة الأميركية ويهنّئه على مهارته في كتابة الأبحاث. فكتب هذا الشخص تعليقاً قال فيه أن فارس يلزم جميع طلاب كلية الطب كتابة اسمه وأسماء أبنائه ضمن المراجع البحثية التي يستندون إليها.
شارك شماع هذه التغريدة على صفحته، ثم استدرك الأمر وعاد ومسحها بعد ساعات. لكن فارس لم يرض وطلبه إلى المجلس التأديبي. فأتى شماع ووالده إلى فارس معتذراً، وقال إنه كان متسرعاً... لكن فارس لم يرض لأن أخت شماع نشرت تلك التغريدة وأهانته. وقال له فارس: "عليك أن تشكر ربك أنني اكتفيت بتحويلك إلى المجلس التأديبي، ولم أرسل لك أربعة أشخاص يحطمون رأسك ورأس أختك!"
ناكرو الجميل
تطورت قضية شماع والقضايا التي يعاني منها الطلاب ووصلت إلى حد الاعتصام اليوم في الجامعة. فطلب فارس منهم تشكيل وفد لعرض مطالبهم. لكنهم رفضوا وطالبوه بأن ينزل إليهم ويستمع من الجميع، كي لا تتكرر حادثة المندوبين الثلاثة الذي رفعوا الرسالة سابقاً. وخرج فارس إليهم مكرراً أنهم ينكرون فضل الجامعة عليهم لأنها تعلمهم مجاناً. فثارت حفيظة الطلاب وبدأوا بهتاف "هادي، هادي، هادي"، تضامناً مع زميلهم هادي شماع، معلنين العصيان عن إجراء الامتحانات قبل حل قضيته.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها